صفاء العربي - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5782
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
من خلال تجربتي في قضاء عامين بأمريكا وعن ومرور شهر رمضان مرتين علي في تلك البلاد الغربية، والشهر الكريم يختلف تماما بين هاذين البلدين، يتمتع رمضان في مصر بالروحانية أكثر منه عن أمريكا، ففي أمريكا لا تجد أي مظاهر تمُت لشهر رمضان بصلة، ولكن تعتني الجاليات الإسلامية علي إقامة شعائر تلك الشهر الكريم.
وسأبدأ أولا ً من كيفية معرفة أول أيام رمضان وعادة يتم ذلك كما هو الحال في دولة عربية برؤية هلال رمضان، ولكي يتم إعلان جميع المسلمين عن أن غدا هو أول أيام شهر رمضان، يتم وضع ذلك في مواقع المراكز الإسلامية الخاصة بكل ولاية، أو عن طريق الاتصال بالمركز الإسلامي والذي من خلاله يترك رسالة صوتية إذا ما كان غداً رمضان أم لا وبهذه الطريقة يعرف المسلمين أول أيام الشهر الفضيل.
سأتحدث عن ولاية ويسكنسون والتي كنت اسكن بها وبالتحديد من عاصمتها ماديسون وعن الأجواء الرمضانية في ذلك البلد، بالطبع لا توجد مساجد تشعرك بمواعيد السحور والإفطار، لذلك فكان الغالب في هذا الوقت الاعتماد علي المواقيت من خلال الساعة التي تحملها بيدك فهي دليلك لمعرفه متي تفطر ومتي تتسحر، وكان من أشهر المواقع التي كنا نلجأ إليها لمعرفه إمساكية رمضان أو مواقيت الصلاة علي حسب الولاية التي تقطن بها هو موقع: http://www.islamicfinder.org
أو كما ذكرت سابقا يمكن معرفه الإمساكية ومواقيت الصلاة من المركز الإسلامي الموجود بالولاية.
ونعود إلى حديثا عن أجواء رمضان في مدينه ماديسون يوجد هنا ما يسمي بالإفطار الجماعي والذي عادة يكون معدا للمغتربين في المدينة من طلبة و آخرين ممن هم لا يسكنون فعليا بأمريكا، ويقوم بعض من الساكنين فعليا بأمريكا من المهجرين من جنسيات مختلفة، أو الأمريكان المسلمين وغيرهم بإعداد هذه الموائد الرمضانية والإشراف عليها.
ويكون هذا الإفطار في احدي المراكز الإسلامية بالولاية أو في احدي القاعات المؤجرة من قبل المشرفين علي هذا الإفطار الجماعي، وفي المركز الإسلامي يتم إعداد مائدة للشباب ومائدة للفتيات كلا علي حده إما إذا كان الإفطار في القاعات فيتم إعداد الموائد وعلي من يرغب أن يجلس في مكان يجلس.
أنواع المأكولات التي تقدم :
- لفت انتباهي أنواع الأكل الغير مالوفة بالنسبة لي، فمعدي الطعام من مختلف أنحاء العالم منهم " باكستاني - هندي - صومالي - سوداني- اندونيسي...الخ - بلدان عربيه مختلفة كمصر و الأردن والمغرب والجزائر" فكلا يقدم الاكلة الشعبية لبلده من حلويات أو أكلات مطبوخة وكلا له عادات وتقاليد في رمضان ومصطلحات يتشاركون في تبادلها في هذا الشهر الكريم، وكذلك لا يختلف الحال في الملابس التي يرتدونها فهي معبرة بشكل كبير عن البيئة التي أتوا منها وعلي بلدانهم.
طبعا أكثر شيئ استهواني في هذه الاطعمة هو الأكل الهندي مع العلم أن باقي الأكلات من باقي الدول كلا له طعمه ومذاقه الخاص. ولا اخفي عليكم فقد شاركت بأكلة لا اعرف إذا كان أصلها مصري أم لا وهي الزلابية " لقمه القاضي " ولكن نحن نصنعها عندنا في صعيد مصر.
إفطار في المركز اليهودي بماديسون:-
في احدي المرات في رمضان تم الإعلان في المركز الإسلامي بولاية ويسكنسون بماديسون انه سيتم هذه المرة التعاقد مع احدي المراكز اليهودية لعمل الإفطار الجماعي وذلك لكثره عدد المسلمين ولضيق المكان في المركز الإسلامي في المدينة ولعدم وجود قاعات متاحة في تلك الأيام وبالفعل تم حجز قاعه في تلك المركز حني يفطر شباب المسلمين المغتربين فيه من جميع أنحاء العالم وكنت استغربت في بداية الأمر أن يتم الإفطار في هذا المكان ولكن كانوا يقولون أن يهود أمريكا غير يهود إسرائيل الصهاينة. ولكن بعد فتره وجدت شكاوى من المسلمين اعتراضا على هذا المكان اعتبارا انه تطبيع مع اليهود ودول العالم الإسلامي وهذا شيئ غير مقبول بالمرة لديهم.
على فكرة أنا ذهبت للمكان للإفطار فيه، فهو عبارة عن مبني ضخم تحوطه أعلام إسرائيل من كل جانب مما لفت انتباهي في هذا المركز انه سيتم الإعلان عن رحلة للذهاب لزيارة إسرائيل " فلسطين العربية بالطبع " ويجب أن يكون يهودي الجنسية وعلى من يرغب في الاشتراك يتوجه لأي قسم بالمركز. وطبعا الإعلان هذا عبارة عن رسالة توجهها إسرائيل إلي أن فلسطين بلد لليهود بصراحة إعلان استفزني جدا وودت لو مزقته !!!
على كل حال تم إيقاف الإفطار في هذا المكان ورجعنا نفطر في أماكن أخري.
صلاه التراويح بماديسون:-
بالطبع لن تجد اصوات تؤمك للصلاة وتؤذن للصلاة احسن من مصر أو اي بلد عربي اخر. وهذا يرجع لان ألأئمه في أمريكا من غير الناطقين باللغة العربية فسياخذك الضحك بعض الشئ في بادئ الأمر ولكن بعد ذلك سوف تتعود أذنك علي سماع تلك الأصوات التي اذا سمعتها في بلدك ربما لقبتها " بالنشاز "، ولكن مع احترامي الشديد لأصحاب تلك الاصوات فالعربية ليست لغتهم الام ولهم الف شكر علي تلك الخدمة التي قدموها للمسلمين في البلاد الغربية.
عند اقتراب صلاه العشاء يتوافد المسلمين بجنسيات شتي لصلاه العشاء والتروايح ومما أعجبني في هؤلاء الناس انهم يحبون أن يتعرفوا علي اي وافد وحتي أن كان لايمت لجنسيتهم أو لغتهم باي صلة، يلقون عليك السلام ويسالون ما بلدك ولماذا قدمت هنا وأحيانا أخري تجد من يدعوك للإفطار معه في المنزل وبالطبع كنت ألبي الدعوة لأني متشوقة أني اعرف كيف يعيش هؤلاء الناس تلك الأجواء الرمضانيه هنا.
وبعد صلاه التراويح توجد حلقات ذكر وقراءة القران الكريم بالمركز الإسلامي.
العيد في ماديسون :-
بالطبع كلمه عيد لاتمت لهذا اليوم بأي صلة. فصلاة العيد تبدأ في التاسعة وليس كما الحال في مصر من السادسة صباحاً
وهذا ليس لأنهم كسالي ولكن عندما يتم حجز المكان الذي ستتم فيه صلاه العيد عادة ما يكون بعيد علي بعض المسلمين الذي لايوجد سوي هذا المكان للصلاة فيه وعادة مايستغرق الوقت لقدومهم ساعة أو أكثر لذا فكان تأخير الصلاة مسبب عندهم. في صلاة العيد تقابل فيها أطياف من المسلمين بأمريكا كثيراً جدا، وبعد الانتهاء من الصلاة ينصرف كلٌ الي عمله، بالطبع شيئ ممل جداً وكانه ليس بعيد ولكن شعرت بالممل أكثر ربما لانني كنت مغتربه وليس لي فيها اي اقارب استطيع أن اقضي معهم وقت ولكن كنت اقضي الوقت مع بعض الاصدقاء ولكن يكون ذلك بسرعه وفي وقت قصير لان لكل منه مشاغله بعد ذلك فلا متسع ويحدث ذلك اذا صادف ايام العمل العاديه ولم يصادف اي اجازات.
في النهاية اود أن اقول رغم انبهاري باشياء كثيرة في تلك البلاد الا اني انبهر بشهر رمضان والعيد بمصر،، فعلا قمه الروحانيه في بلادنا.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: