البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

رمضان بين العبادة النظرية والعبادة العملية

كاتب المقال صفاء العربي - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5092


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قدم شهر رمضان الكريم وفرح الكل بقدومه واستعدوا له واعدو العدة لاستقباله بالعبادة والطاعة وتقديم أفضل ما عندهم من الطاعات حتى يصبو بأكثر قدر من الحسنات تعينهم علي دخول جنات ربهم.

ولكن قبل أن استرسل في التحدث عن الطاعات وفضائل الشهر الكريم، أود أن أقف عند كيف تكون الطاعة والعبادة في هذا الشهر الفضيل والذي أصبحنا الآن نراه يجب ان يكون شهر الراحة والأكل واختزلنا العبادة في قراه القران والاعكتاف بالمساجد وظننا منا كل الظن أننا أدينا ما علينا من طاعات وان الله راضي عنا كل الرضا واستوقفتني مواقف حياتيه تتوقف فيها الأعمال بسبب شهر رمضان فإذا أردت ان تنهي مصلحه ما في مكان، تحججوا بأن كل شئ سوف يسير علي مايرام بعد الشهر الفضيل، اذاً أصبح شهر رمضان شهر تعطيل للطاعات والعبادات وليس اجتهاد فيها فمن ظن أن العبادة تتوقف علي شقشقه اللسان لليل نهار بالذكر ويكون ذلك علي حساب أن يعي عمله وإنهاء مصالح الآخرين فلا أظن أنها تكون العبادة الحقة لله ومن ظن أن الاعتكاف وقراه القران لليل نهار أفضل عباده من أن يسعى ويخرج لاكتساب الرزق و سداد حاجه اهل بيته فقد فهم الشهر الفضيل فهماً خاطئ.
لو نظرنا في حياتنا اليومية لوجدنا أنواع عبادات لا تعد ولا تحصي قد نؤديها ونحن غافلون عنها لأننا نستسهل العبادة النظرية عن العبادة العملية.
فشتان بين هذا وذاك، فكما ذكرت أن العبادة النظرية دائما ما تكون بالقراءة والاستماع للآيات الربانية وتفسيرها وحفظها عن ظهر قلب فيحضرني موقف للعالم الإسلامي ابن سينا عندما جاء احد تلاميذه فرحاً مهللاً وهو يقول له " لقد حفظت نسخه الحديث للبخاري عن ظهر قلب يا أستاذي" فما كان رد ابن سينا إلا أن قال له " والله لقد زادت نسخ البخاري نسخه "
فليس بالحفظ و شقشقة اللسان بالذكر وحده نعبد الله فأوجه العبادة لله اعم واشمل من تكون كتلك العبادة النظرية.

واذا تطرقنا بعض الشئ الي العبادة العملية والتي لا نحتاج ان نحفظ كل نسخ التفسير او ان نحفظ القران كاملاً او الحديث عن ظهر قلب بل يكفينا ان نعي ببعض المفاهيم التي من خلالها نستطيع ان نعبد الله حق عباده ولنكمل نحن العبادة العملية التي وهبها الله لنا بل وشجعنا عليها وفي رواية للرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما صافح رجلا فوجد يده خشنة من العمل قال "هذه يد يحبها الله ورسوله" توضح لنا تلك القصة ان العمل في حد ذاته عباه لله. فلا عجب اذا ذهبنا لبلاد الغرب وانبهرنا بإتقانهم للعمل وتفانيهم فيه وأطلقنا عليهم لقب " إسلام بلا مسلمين" فنحن من هذة التسمية نعي تماماً ان العبادة الحقه لله عمليه وليست نظريه وننبهر بمن يطبقونه حتي ولو كانو من غير المسلمين ومع ذلك لا نقترب من تلك العبادة الا في الحدود واذا اقتربنا لانتفاني فيها في كثير من الأحيان.

وليست العبادة العملية مقصورة فقط علي العمل بل يوجد أشياء أخرى تقع تحت مسميات العبادة العملية وربما نكون غافلين عنها مثال علي ذلك الصبر علي الابتلاء في حد ذاته عباده عمليه فنري من الناس من تقع به كإرثه ولكن يظل مثابر ذاكر الله ولا ييئس من رحمته وكذلك نجد من تصبر علي تربيه أولادها ورعاية زوجها أوليس ذلك بعباده؟! ومن يخرج في سبيل العلم الي بلاد أجنبية ومع ذلك لايقع في المعاصي ويهتم بدارسته، وممن يتأخر بها سن الزواج وقد تري مثيلاتها ممن أصبحوا بأسرة ومنزل وزوج وهي تظل صابرة تعف نفسها من اي معصية تغضب الله أوليس تلك بعباده؟! وغيرها من العبادات العملية الكثيرة والتي لااستطيع ان اذكرها جميعا هنا وهي من العبادات العملية التي يجزي الله بها خير من العبادة النظرية ومما يحزنني ان اختزلنا رمضان في تلك العبادة النظرية فانا اري من يتسابق علي ختم القرأن اكثر من مره في رمضان فهل العبره بالعدد يااخواني ؟!. واري ممن يذهبون الي صلاة التراويح حتي اذا انتهت الصلاة انفض الكل الي منزله دون حتي ان يتعرف علي ممن يصلي بجواره فهل يعقل ان تكون تلك العبادة والله انها لعباده نظريه الي ابعد الحدود وأقصاها يا اخواني.

فليتنا نعي الفرق العبادة النظرية والعبادة العملية وأتمني ان يكون رمضان عبادة عمليه ويكون شهر المثابرة والعزيمة وإنهاء الأعمال كلها فيه وقضاء حوائج الناس فيه لا تأخيرها حتي ينتهي الشهر الكريم ويفيق الناس من سكره الصوم.... نعم الصوم في هذا الحالة أصبح يمنعنا عن تأدية حقوق العباد فلا نستطيع ان ننهي اي شئ لاننا في إنهاك منه... تعالوا نفتش في دفاتر العبادة العملية لدينا ونقرر ونحدد مانستطيع فعله في هذا الشهر الكريم ليكون اعظم واجل عند الله. فكم من رحم قطعناه وكم من عملاً أهملناه، ليكون رمضان هو الحافز علي البدء في تلك العبادة العملية مع قليل من العبادة النظرية حتي نطبق مانعمل علي أكمل وجه ونفوز بمرضاه الله عز وجل في هذا الشهر الكريم.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

رمضان، شهر رمضان، الصوم، العبادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-08-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

   الحرب القذرة علي الشرعية الدستورية بمصر
  مصر الانقلاب العسكري الدموي
  مصر الوطن بين المرتزقة وجنود التضحيات (المسألة النوبية) ج2
  مصر الوطن بين المرتزقة وجنود التضحيات (المسألة النوبية) ج1
  الدستور بين إسرائيل الكبرى ودويلات مصر الصغرى
  أزمة مغتربي المحافظات في إنتخابات الرئاسة المصرية 2012
  مشاعر رمضان بين مصر وأمريكا
  مبارك ونجلاه والثبات المستفز
  الصومال مجاعة مقصودة !! من المسئول ومن المذنب
  رمضان بين العبادة النظرية والعبادة العملية
  رمضان ومدرسة تربية الإرادة

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد شمام ، ياسين أحمد، صلاح المختار، محمد أحمد عزوز، صفاء العراقي، طارق خفاجي، علي عبد العال، أحمد ملحم، فتحـي قاره بيبـان، د- محمد رحال، د- محمود علي عريقات، محمود سلطان، د. أحمد بشير، صباح الموسوي ، د. خالد الطراولي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مجدى داود، الناصر الرقيق، العادل السمعلي، صلاح الحريري، عبد الغني مزوز، وائل بنجدو، رشيد السيد أحمد، علي الكاش، فتحي العابد، منجي باكير، محمد العيادي، أحمد الحباسي، محمد يحي، د - شاكر الحوكي ، يحيي البوليني، بيلسان قيصر، رضا الدبّابي، أشرف إبراهيم حجاج، الهادي المثلوثي، فهمي شراب، سامر أبو رمان ، د. عبد الآله المالكي، فتحي الزغل، مراد قميزة، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد النعيمي، ماهر عدنان قنديل، إياد محمود حسين ، د. طارق عبد الحليم، يزيد بن الحسين، خالد الجاف ، رمضان حينوني، كريم فارق، كريم السليتي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. عادل محمد عايش الأسطل، أبو سمية، المولدي اليوسفي، فوزي مسعود ، عمر غازي، المولدي الفرجاني، د - عادل رضا، محمود طرشوبي، حميدة الطيلوش، الهيثم زعفان، سلام الشماع، د - مصطفى فهمي، عزيز العرباوي، د. صلاح عودة الله ، حسن الطرابلسي، أحمد بوادي، محمد الياسين، أنس الشابي، عمار غيلوفي، سعود السبعاني، نادية سعد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - صالح المازقي، حسن عثمان، عبد العزيز كحيل، د - محمد بن موسى الشريف ، أ.د. مصطفى رجب، عواطف منصور، ضحى عبد الرحمن، عبد الرزاق قيراط ، طلال قسومي، محمد عمر غرس الله، د. كاظم عبد الحسين عباس ، خبَّاب بن مروان الحمد، د.محمد فتحي عبد العال، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - الضاوي خوالدية، إيمى الأشقر، محمد علي العقربي، سيد السباعي، سليمان أحمد أبو ستة، جاسم الرصيف، صالح النعامي ، محمود فاروق سيد شعبان، محمد اسعد بيوض التميمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حاتم الصولي، سلوى المغربي، د - المنجي الكعبي، مصطفى منيغ، عراق المطيري، د. أحمد محمد سليمان، رافد العزاوي، مصطفي زهران، سامح لطف الله، إسراء أبو رمان، د- هاني ابوالفتوح، صفاء العربي، محمد الطرابلسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، تونسي، رافع القارصي، د- جابر قميحة، محرر "بوابتي"، عبد الله زيدان، د - محمد بنيعيش، سفيان عبد الكافي، عبد الله الفقير،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة