صفاء العربي - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5959
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
منذ القدم رسخ في أذهاننا مجاعة الصومال وكم أن أهلها يعانون الأمرين في إيجاد القوت الذي يعينهم علي مواصله الحياه فقط. ومع ذلك يتطرق سؤال إلي أذهاننا هل فعلا الصومال فقير في الموارد الطبيعية إلي هذا الحد الذي يجعل الإنسان فيهم أشبه بالهيكل العظمي ويجعل الأطفال الصغيرة تبدو وكأنها أشباحا هزيلة .
وضع محزن ومؤسف علي المستوي الإنساني ومخز علي المستوي العالمي وجريمة ضد الإنسانية أن يوجد اُناس يعيشون علي تلك الحالة، لذا سنتطرق في مقالنا هذا إلي تاريخ الصومال ولماذا وصل الي هذه الحالة وهل فعلا هو بلد فقير في الموارد .
قديما، كانت الصومال أحد أهم مراكز التجارة العالمية بين دول العالم القديم. كما تحكمت في تجارة الذهب في منطقة شرق إفريقيا لقرون طويلة. وفي العصور الوسطى، سيطرت على طرق التجارة العديد من الإمبراطوريات الصومالية القوية. ونتيجة لشهرتها الواسعة على مستوى الشرق الأوسط وأوروبا اعترفت بها كل من الدولة العثمانية والإمبراطورية الألمانية كحليف لهما خلال الحرب العالمية الأولى.
كانت الصومال ثلاثة أقسام فرنسي وإيطالي وبريطاني، استقل الجزءان الإيطالي والبريطاني عام 1960 وكونا جمهورية الصومال المتحدة واستقل الصومال الفرنسي عام 1977 مكونا دولة جيوبوتي.
حدث نزاع حدودي بين الصومال وكينيا عام ،1963 وبين الصومال وأثيوبيا عام 1964، وقد تطور الأخير إلى نزاع مسلح.
لقد ظل الحلم الصومالي بوطن واحد لكل الصوماليين "الصومال الكبير" يراود أذهان الصوماليين في الفترة من 1977 حتى 1991 حدثت ثلاثة نزاعات مسلحة : الحرب ضد أثيوبيا 1977-1978 والقتال بين الحكومة والحركة الوطنية الصومالية في شمال غرب البلاد والنزاع بين الحكومة والقوات التحريرية العشائرية 1989-1990.
الحرب الأهلية الصومالية:-
وأدت الحرب الأهلية، التي لا تزال تدور رحاها في الصومال، إلي حدوث مجاعة وإلى تعطيل الزراعة وتوزيع الغذاء في الجنوب الصومالي، ولعل الأسباب الرئيسية التي اندلعت من أجلها الحرب في البلاد تتلخص في الحساسية المفرطة بين العشائر وبعضها البعض بالإضافة إلى التكالب على السيطرة على الموارد الطبيعية والمناطق الرعوية الغنية.
ومع أوائل يونيو من عام 2006 تمكنت المحاكم الإسلامية من إحكام سيطرتها على مقديشيو في أعقاب معركة مقديشيو الثانية.
إذا المجاعة في الصومال لم تكن قدريه بكل الأحوال والشاهد علي ذلك التاريخ وما يخبرنا به من ويلات استعمار وحروب أهليه عانت منها الصومال ومازالت تعاني ويلاتها. ولكن السؤال يبقي عن حركة الشباب في الصومال والتي تتهم بسيطرتها ومسئوليتها التامة عن منع الاغاثات والإعانات الدولية - ولا احد يعلم صحة ذلك الكلام من عدمه - ، والتي منذ أن أعلنت الأمم المتحدة في العام الحالي 2011 عن تعرض جنوب الصومال إلي مجاعة حتى قامت بإرسال نداءات إلي المجتمع الدولي لتقديم الاغاثات للسكان الصومال . وكأن معاناة الصومال أي المجاعة الجماعية حالة جديدة، او انه شئ وليد اللحظة .
أتعجب من التوقيت الذي قامت فيه الأمم المتحدة بنشر هذا النداء وموافقته مع الأحداث الجارية بالعالم العربي وإغماض أعينها عن اغاثات في أماكن أخري بالعلم العربي، والتي تعرضت الي انقلابات وتركيزها في ذلك الوقت بالذات علي مجاعة الصومال الجماعية مع أنها قائمه منذ الأزل. لا ادري ما السبب هل هو خوف الأمم المتحدة من جماعه الشباب الصوماليه فقاموا بتصنع الاغاثات حتي تكون الحركة نصب أعينهم أم لخفايا أخري لايعلم احد الي الان ماهي.
أما بالنسبة للاغاثات العاجلة التي يزعمون ان الصومال في حاجه إليها ويضحكون على العالم بها، لماذا لم يقوموا بتوفير مصدر رزق للصوماليين يقيهم الجوع بدل من الاغاثات التي اذا اشبعتهم اليوم فلم ولن يجدوها الغد ، يوجد حكمه تقول " علمني كيف اصطاد سمكه ولا تعطيني كل يوم سمكه " . فما تفعله الامم المتحدة هو شراء لهؤلاء المساكين وبلادهم واستخدمها لمصالح الخاصه التي لا نعلم ماهي .
أما بالنسبة للموقف الإسلامي والعربي فحدث ولا حرج موقف مخز ومخجل للغاية فهم لم يتحركوا لاغاثه الصومال الا بعد ان أعلنت الأمم المتحدة عن المجاعة الصومالية وهم يعرفون من ذي قبل مدى الحاجة والعوز التي يعانيها هذا الشعب المغلوب علي امره وينتهزون فرصه شهر رمضان ويتسارعون الي عمل الخير وارسال المعونات حتي يكسبوا الدنيا والاخره معاً ، نسو ان قليلاً دائما خير من كتير منقطع . تناسى اثرياء العرب أصحاب الأبراج العالية والقصور الفخمة ان المساعدة لاتاتي فقط بإرسال طائره غذاء ولكن بتوفير مصدر رزق لهؤلاء الجوعي .
إذا نرى أن العالم اجمع بمشارقه ومغاربه قد حصر قضيه الصومال في إرسال معونات عاجله وبعدها يعطون ظهورهم لأولئك الجوعى إلي أن تأتي أزمة أخري يتأوه من خلالها أولئك الجوعي، و بعدها تعلن الأمم المتحدة تعاطفها ويتعاطف المسلمين الذين وبحق هم عار علي هذا الدين تعاطفهم مع الأزمة كتعاطف إيحائي فالكل بتعاطف ونحن لانقل في ذلك التعاطف وبعده عده شهور ستجد ذلك التعاطف اضمحل واندثر ، إذاً من المسئول عن تلك المجاعة الجماعية المزمنة وعن تلك الجريمة الإنسانية الشنعاء ، العالم كله مسئول عنها.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: