البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

إلى متى يا أشقائنا الليبيون؟

كاتب المقال فتحي العابد - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8338


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يؤسفني كثيرا أن أرى ماأرى من استباحة محارمنا في تونس والإستخفاف بقيمنا ووطننا..
لقد ناصر الشعب التونسي الشعب الليبي الشقيق في محنته الكبرى حين استباح الطاغية كل المحارم وتخطى كل الخطوط الحمراء في حق الشعب الليبي العزيز.
لن نطنب في الحديث عن الإحتضان والعون والمدد والتآزر المنحوت بكرامة الشعبين في المحن قديمها وحديثها، فلا أحد من إخوتنا الليبيين أو من التونسيين يحتاج إلى مثل هذا التذكير.
وما يحزنني هو ما أشاهده اليوم في بعض المدن الساحلية التونسية من استهتار للشباب الليبي بالأخلاقيات والأعراف التي توجب علينا علاقات الجوار وشهامة العروبة وعقيدة الإسلام احترامها. أن كثيرامن الشباب الليبي الزائر لتونس، اكتسحوا بسياراتهم من شتى الأصناف العالمية الشهيرة والباهظة الثمن كافة أنحاء البلاد، وأصبح المشهد مألوفا لدى التونسيين خاصة في هاته الظروف لولا مشاهدتهمالتزايد المستمر والمتواصل لتدفق الليبيين على تونس في محاولة لإغراء الفتيات بالمال،وخاصة في بعض المدن الساحلية، يحولون عمارات سكنية بأسرها الى أوكار دعارة بالمال، الذي يغرون به ضعاف النفوس من الفتيات التي ضعف تأطير الأسرة والرعاية في حقهن. حتى لقد أصبحت عائلات تبيع أو تهجر شققها في جربة خاصة.
من الغريب ألا يتكلم أحدا من الليبيين عما يفعله أبناء جلدتهم في تونس، ومن الغريب أيضا أن لايثور التونسيين على حثالة مثلهم، وكيف لايتعامل المجلس الإنتقالي بحزم مع المستهترين من الليبيين بالقانون التونسي.
تونس لم تقصر مع ليبيا، فلماذا يضغط الليبيونعلى موضع الوجع فيها؟

اليوم تنظر كثير من الأطراف الليبية على مايقع نظرة المتفرج، ولا تهمها إلا مصالحها، وليس من المعقول بمكان ألا يحترم الليبيون البلد الذي فتح لهم الأبواب للنجاة بأرواح أبنائهم وبناتهم ونسائهم وشيوخهم من سعير القذافي، وساعدهم حتى تنتصر ثورتهم.

ربما كان قدرنا بأن نكون وطنيين أكثر من غيرنا، ولدينا غيرة مفرطة حتى نرى الأمور أكثر من عامة الناس... أنا في الحقيقة أستغرب وبشدة هاته الأعمال الحقيرة القذرة، زد عليها المناوشات بين الجانب التونسي والجانب الليبي سواء في راس جدير أو غيرها..

ما قدّمه الشعب التونسي للشعب الليبي سواء قبل الثورة أو بعدها لا يمكن حصره، حيث كانت تونس المنفذ والملاذ للعائلات الليبية في العلاج والتجارة وفي تزويدها بالمؤن.. إذ كانت تونس هي الأخ.. فهذه العلاقة المتميزة بين هذين البلدين أو بالأحرى بين هذا "البلد الواحد" هناك من يعمل على تخريبها حاليا والأسباب متعددة أهمها أن سيادة الدولة الليبية ضاعت..

هنا يتبين مدى استهتار البعض من الجانب الليبي حتى يمتد الإستهتار بمؤسسات الدولة وبالقانون التونسي.. نحن سنقف لكم بالمرصاد، لن تضيعوا هيبة الدولة التونسية.
أرى في هؤلاء دناءة مليئة بالجهل وحب الإنتقام، ثم هذه الدناءة حل محلها نوع من الإستهتار بالأشخاص وبالبلد تونس.. هؤلاء أشخاص بسبب مواردهم المالية الكبيرة لعبوا على نقاط ضعفنا فعاشت بعض العائلات في تونس على الأوهام.. أنا حزين لأنى أعرف الليبيين غير هذا..وأحيانا أقول جراء هؤلاء لم تستطع قوى الداخل فى ليبيا الإطاحة بنظام القذافى الذي بقي أكثر من أربعين سنة جاثما على صدورهم لأنهم لم ينضجوا بعد.
هذا يضر بالعلاقات بين البلدين ويؤثر على مستقبلها، ولا يشرف أحدا في ليبيا أن تنتهك مجموعة من الشباب المتهور حرمات إخوتهم في تونس، ويؤسفني القول بأن الشعب الليبي لم يكن قادرا وجاهزا على الفعل المستقل في عهد الطاغية القذافي، وأفعالهم في تونس تدل على أن ليس لديهم من النضج ما يؤهلهم للقيام بفعل الثورة دون تدخل أجنبى، ولم تستكمل ثورتهم قواها بعد ذلك..
مايقوم به الليبيون ليس بالفعل السليم في الوقت الحالي لان تونس كانت ولا تزال رقما مهما في مسيرة التغيير بالنسبة لكل ليبيا..
فاحذروا، الإحتقان يزيد والسيطرة عليه ليس بالأمر الهين..


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، ليبيا، الليبيون بتونس، التهور، التسيب الأخلاقي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-06-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  بيع الجمل ياعلي
  الهدهد واللقاء الأول
  البغولية
  ابني بدأ يكبر
  ثروة العقول
  حتى لا ننسى..
  الدعوشة إعاقة ذهنية
  الجدية قيمة مفقودة في تونس
  بومباي Pompei عبرة التاريخ
  معنوية النضال
  علاقة النهضة بمنزل حشاد
  حنبعل القائد العظيم
   زرادشتية حزب الله
  بناء الإنسان
  تجديد الفهم الديني
  منزل حشاد
  لطفي العبدلي مثال الإنحدار الأخلاقي
  النهضة بين الفاعل والمفعول به
  حركة النهضة بين شرعية الحكم ومشرعتها الشعبية
  التمرد على اللغة العربية في تونس
  قرية ساراشينسكو “Saracinesco” صفحة من الوجود الإسلامي في شبه الجزيرة الإيطالية
  هروب المغترب التونسي من واقعه
  سياسة إيران الإستفزازية
  محاصرة الدعاة والأئمة في تونس
  المعارضة الإنكشارية في تونس
  حجية الحج لوالديا هذا العام
  إعلام الغربان
  المسيرة المظفرة للمرأة التونسية عبر التاريخ
  رسالة إلى الشيخ راشد الغنوشي
  الدستور.. المستحيل ليس تونسيا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سفيان عبد الكافي، ياسين أحمد، محمد أحمد عزوز، أحمد النعيمي، كريم فارق، د. خالد الطراولي ، عزيز العرباوي، حميدة الطيلوش، د. أحمد بشير، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد الياسين، د - المنجي الكعبي، د. أحمد محمد سليمان، صلاح المختار، محمد اسعد بيوض التميمي، د.محمد فتحي عبد العال، الهيثم زعفان، حسن عثمان، إيمى الأشقر، صلاح الحريري، د - صالح المازقي، فتحـي قاره بيبـان، المولدي اليوسفي، رضا الدبّابي، محمد يحي، د. صلاح عودة الله ، ماهر عدنان قنديل، مصطفي زهران، سامر أبو رمان ، د - مصطفى فهمي، مراد قميزة، مصطفى منيغ، عراق المطيري، علي الكاش، محمود طرشوبي، رافد العزاوي، محمود سلطان، حاتم الصولي، جاسم الرصيف، محمد علي العقربي، محمد العيادي، صفاء العربي، يحيي البوليني، حسن الطرابلسي، رافع القارصي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الله زيدان، كريم السليتي، محمد عمر غرس الله، د- هاني ابوالفتوح، منجي باكير، صالح النعامي ، المولدي الفرجاني، عبد الغني مزوز، د - محمد بنيعيش، رشيد السيد أحمد، طارق خفاجي، فتحي العابد، العادل السمعلي، د - الضاوي خوالدية، صباح الموسوي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سلام الشماع، مجدى داود، أحمد الحباسي، صفاء العراقي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمد رحال، محمد الطرابلسي، محمود فاروق سيد شعبان، بيلسان قيصر، تونسي، الهادي المثلوثي، الناصر الرقيق، فوزي مسعود ، د - عادل رضا، أحمد بوادي، أ.د. مصطفى رجب، محمد شمام ، أحمد ملحم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - شاكر الحوكي ، عمر غازي، فتحي الزغل، سليمان أحمد أبو ستة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - محمد بن موسى الشريف ، طلال قسومي، عبد الله الفقير، أنس الشابي، علي عبد العال، خالد الجاف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، أشرف إبراهيم حجاج، عبد العزيز كحيل، د. عبد الآله المالكي، إياد محمود حسين ، د. طارق عبد الحليم، أبو سمية، رمضان حينوني، فهمي شراب، وائل بنجدو، سيد السباعي، د- جابر قميحة، عواطف منصور، د- محمود علي عريقات، سلوى المغربي، سامح لطف الله، نادية سعد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خبَّاب بن مروان الحمد، سعود السبعاني، يزيد بن الحسين، ضحى عبد الرحمن، إسراء أبو رمان، عبد الرزاق قيراط ، محرر "بوابتي"، عمار غيلوفي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة