تونسيات في المقاهي... بعض من الحصاد المر
أبو سمية
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 16379
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تواعد مع صديقه على أن يتقابلا في إحدى المقاهي بوسط العاصمة, حان الموعد والتقى الشابان, ثم انطلقا لأقرب مقهى تراءى لهما, دلفا الباب ودخلا, لم تكن هناك أماكن شاغرة, بقيا للحظات يحاولان البحث عن مكان دون جدوى, إذ بنادل يقترب منهما ويشير عليهما أن بالمقهى أماكن شاغرة كثيرة, تعجبا, إذ لا يظهر للرائي ما يؤكد كلام هذا النادل, تبسم هذا الأخير وكأنه يسخر منهما, وأشار إلى أن المقهى يحتوي على طابق علوي جله شاغر وأن بإمكانهما أن ينطلقا إلى هناك, ثم أشار إلى سلم في إحدى زوايا المقهى, لا يكاد يرى لكأنه قُدَّ على وجل.
صعدا السلم, فوجدا مساحة تختلف عن المقهى الذي بالطابق السفلي, وبدا لهما هذا الفضاء غريبا في كل شيء, غريب في الطريقة التي صفت بها الكراسي التي ليست كالكراسي بالطابق الذي دونه, وغريب في طريقة تقسيمه, إذ هو قد قسم لما يشبه أماكن صغيرة يحيط كل منها ما يشبه حائط لا يزيد عاوه على متر, وبداخلها أريكة متصلة مع ذلك الحائط من الداخل بحيث أن الجالس فوق تلك الأريكة لا يكاد يظهر منه شيئ, بل قل إن الجالس هناك يكون في ما يشبه العزلة. على أن المكان لا يزال يحوي مساحة مسترسلة بها موائد وبها أشياء أخرى.
كانت إحدى الفتيات أو النسوة تجلس حول بعض تلك الموائد, وكانت ترسل من فيها دخان سجارة وهي تنظر للشابين, كانت جريئة بتصفحها لهما, مازالا واقفين, التفت أحدهما ناحية إحدى الحيطان المنتصبة أمامه فوجد أن ذلك الحائط يحوي عجبا.... تأمل جيدا وهو الذي يعاني من ضعف بالبصر, و إذا بشاب يعانق فتاة داخل ذلك الحائط...وقد خلت لهما المساحة بما فيها من أريكة طويلة عريضة...
و بينما هما يشاهدان عجبا, إذ بنادل ظريف يقفز حذوهما أن ماذا تطلبان كمشروب, و أضاف موضحا أن الأمر يتعلق بثلاث تعريفات, أولاها وهي حيث مكان وقوفهما حينذاك, وثانيها داخل تلك الحيطان, وفاجاهما حينما ذكر التعريفة الثالثة, إذ أظهر انه يوجد في هذا الطابق ما يشبه الحجرات المستقلة, وأشار إلى آخر ذلك الفضاء حيث مكان مظلم تظهر فيه بصعوبة ما يشبه أبواب صغيرة.
صعق الشابان لما يحدث حولهما إذ هما بهذا المقهى, الأمر كله عجب, ولكن الغريب أن الكل هنا يتصرف وكان شيئا لم يقع. حتى هذا النادل الذي يبدو عليه شيء من طيبة كان يشرح لهما التعريفة ولا يجلب انتباهه لا واقعة العناق بين ذلك الشاب وتلك الفتاة و لا ما يبدو أنه كوارث أخرى تحدث داخل تلك الحجرات المظلمة.
كان ذلك منذ سنوات حينما لازال طالبا, بعدها وقع أن حدثه عامل بمقهى, وكشف له عن قصص أخرى أشد فظاعة تحدث داخل المقاهي, وقال له من ضمن ما قال أن مشغله كاد أن يطرده لما تأفف مرة وعامل بما يشبه الاحتقار, اثنين وجدهما في وضع حرج.
و اليوم تدهور الأمر أكثر و لم تكتف العاهرات بالبقاء في الطابق العلوي للمقاهي فقط, بل اكتسحن المقاهي اكتساحا, وما عليك إلا أن تدخل مقهى في وسط العاصمة وسترى...
11-07-2007
|
22-12-2009 / 10:30:17 المسلم الحر