اختراق امريكيي خطير لتونس الثورة
أوباما يستقبل ناشطا تونسيا من سيدي بوزيد
تونسي المشاهدات: 10012
اندلعت في سيدي بوزيد حرب كلامية ومشاحنات سياسية بين اطراف متحزبة ونقابية على خلفية تكريم الولايات المتحدة لمدون اصيل الجهة يدعى جمال بالطيب ويعمل مدرسا للالمانية. ما اجج السجال هو ظهور بالطيب في الصور وهو يصافح الرئيس الامريكي باراك اوباما بالبيت الابيض.
الغريب ان المدون هذا لم يكن معروفا ابدا ولم يعرف عنه نضال سابق في مجال الحريات ولم يتعرض ابدا للسجن او الاعتقال او الملاحقة زمن المخلوع ولم يكن حتى يحضر الاعتصامات والمظاهرات والاحتجاجات على سياسة بن علي. فجاة يتم تضخيم اسمه والاعلان عن فوزه بجائزة الديمقراطية التي تمنحها مؤسسة الصندوق الوطني للديمقراطية الامريكية. ويبدو ان الصندوق اصيب بالعمى لانه لم ير المناضلين ابناء الجهة ممن تعرضوا للسجن والضرب والعزل والملاحقة والتنكيل مما يوحي بان اختياره كان لغايات اخرى. وفيما يلي اشارات توضح الابعاد الحقيقية لكل الحكاية.
1- يتم توسيم جمال بالطيب من قبل اوباما شخصيا باعتباره رمزا للشباب التونسي الثائر من اجل الحرية. التوسيم اقترحته منظمة صندوق الديمقراطية المشبوهة.
2- الصندوق الوطني للديمقراطية او كما يعرف بالانقليزية ن.ا.د يعتبر الحاضنة المالية والايديولوجية لكل نشاطات الاستخبارات الامريكية الـ سي أي إي. ويكفي ان تنقر في محرك غوغل على اسم المؤسسة مع اسم الاستخبارات لنحصل على تقارير مروعة حول كيفية تجنيد المؤسسة لعملاء يعملون لفائدة الاستخبارات في كل اصقاع العالم . ويكفي ان نعرف ان منظمة بيت الحرية فريدوم هاوس المشبوهة تتبع ماليا واداريا لصندوق الديمقراطية.
3- اضافة للتجنيد تقوم المنظمة برعاية الجمعيات والنوادي والفاعلين بالمجتمع المدني عبر الدعم المادي في سبيل اقناع تلك الاطراف بافضلية المشروع الامريكي الحضاري في مقابل المشروع الراديكالي المتطرف. مما يعني ان أي شخص يتعامل مع المؤسسة سوف لن يكون بمقدوره انتقاد الولايات المتحدة وسياساتها او انتقاد اسرائيل او معارضة مصالح واشنطن بالمنطقة.
4- مؤسسة ن.ا.د هذه أسست قبل سنوات قليلة منتدى الانترنات والديمقراطية وهو منظمة تسعى الى اكتشاف المدونين على الانترنات في البلاد العربية والاسلامية ورعايتهم وحتى حمايتهم باعتبار انهم يمثلون النموذج البديل والديقراطي الواعد في صورة سقوط حلفائها من الدكتاتوريات القائمة حينذاك، وهو ما يفسر الدفاع المستميت للإدارة الأمريكية زمن الثورة على مبارك وبن علي حيث لم تندد وزيرة الخارجية الا بقطع الانترنات والتضييق على المدونين في كلا البلدين.
5- بعد الزيارة السرية لجمال بالطيب الى امريكا، يعود الى سيدي بوزيد ولكن ليس لوحده وهنا المفاجاة الثانية التي حرصت اطراف عدة على اخفاء الأمر. فلقد كان جمال برفقة كارل غرشمان رئيس مؤسسة الصندوق الوطني للديمقراطية وليث كبة مدير منطقة الشرق الاوسط بالصندوق. الاسم الثاني معروف للعرب حيث عمل هذا الشخص مع بول بريمر اثناء احتلال العراق وهو من رعى الجواسيس العراقيين من أمثال الجلبي وجعلهم في طليعة المشهد السياسي.
6- الزيارة كانت الى مقر الاتحاد الجهوي للشغل وهنا الفضيحة الثالثة. علما وان رئيس الاتحاد هناك هو نائب بالبرلمان المنحل عن قائمة التجمع المنحل وهو من قيادات الخط الجرادي. ويبدو ان زيارة المسؤول الامريكي المشبوه كانت لشكر اتحاد الشغل في دوره في الاطاحة ببن علي !!!!
7- المفاجاة الاخرى، ان من كان ينسق الزيارة ويحرص على ان تبقى سرية لحماية مصالحه الضيقة جهات في اتحاد الشغل معروفة بنقدها الهستيري للولايات المتحدة مثل السيد علي الزارعي الوجه النقابي المعروف جهويا ووطنيا وممثل الاساتذة بالمكتب الجهوي.
8- يفتضح امر الزيارة فتقوم زوبعة بيانات منددة بها . المضحك المبكي ان السيد الزارعي اتهم اطرافا نقابية اخرى لا علاقة لها بالمكتب الجهوي بتنظيم الزيارة وهو أمر مستحيل اجرائيا وواقعيا بسبب بسيط ان المحتفى به جمال بالطيب هو استاذ تعليم ثانوي وسيكون من الانسب حضور ممثل قطاع الثانوي بالمكتب الجهوي اضافة الى العلاقة الوطيدة والخاصة بين بالطيب والزارعي.
9- اصل العلاقة بين بالطيب والزارعي هو ان الأول تعرض الى زيارة تفقد على اثرها تم اقتراح اعفائه من التدريس فيقوم الثاني من خلال موقعه النقابي بحملة على المتفقدين أفضت الى العدول عن عزل جمال بالطيب مما جعله يرى في الزارعي منقذه الاوحد ومخلصه العظيم وهو مدين له ببقاءه في العمل.
10- في تصريح واضح وصريح للعدد الأخير من جريدة المساء الاسبوعية التي يمولها كمال اللطيف يقول جمال باللطيف ان جميع التحركات والاحتجاجات التي جرت بسيدي بوزيد وأفضت الى سقوط بن علي كانت من تخطيط علي الزارعي وهو ما اثار الضحك جهويا لان ذلك لم يكن صحيحا بالمرة بل كان الزارعي ومعه كل المكتب الجهوي والمركزية النقابية يقيادة جراد يراهنون على بقاء بن علي ولم يتحركوا طوال 15 يوما او اكثر من المواجهات الاولى. هدا التصريح دليل كاف على ان الزارعي هو من نسق الزيارة المشبوهة للامريكيين الى مقر الاتحاد باعتباره من يحمي جمال بالطيب سياسيا ويدافع عنه بشراسة.
وفي نطاق السجالات خرس اعضاء المكتب الجهوي ولم يعلقوا على نبا اعتزام الوكالة الامريكية للتنمية الدولية منح مساعدة مالية الى جمعيات ومنظمات المجتمع المدني بسيدي بوزيد و3 ولايات اخرى قدرها 7 مليون دينار.المساعدة ستشمل ايضا اتحاد الشغل و الخبر صرح به رئيس الوكالة راج شاه نفسه الذي جاء الى تونس قبل ثلاثة اسابيع ويعتقد انه زار اكثر من ولاية سرا.
خلاصة القول ان ما اصطلح عليه البعض بمعركة بالطيب تعكس العقلية الانتهازية للنقابيين من خط جراد الذين خدموا المخلوع سابقا والذين بدؤوا في نسج تحالفات مشبوهة في اطار انتخابات التاسيسي وانتخابات مؤتمر الاتحاد من اجل البقاء والمحافظة على امتيازاتهم دون محاسبة