تونس : وزراء ومسؤولون سابقون ضحايا النظام البائد، فماذا عن الشعب المسكين؟
محمد العيادي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8259
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بين فينة وأخرى تتحفنا بعض الصحف التونسية الباهتة - صحف ما قبل 14 جانفي- بلقاءات صحفية مع مسؤولين سابقين في النظام البائد بعضهم وزراء وبعضهم كتاب دولة وبعضهم مدراء عامون، وكلهم مجمعون على أنهم كانوا ضحايا النظام البائد سواء ضحايا للرئيس المخلوع أو لزوجته المصون، ويظهر أن هذه اللقاءات التي هي اقرب منها للصفحات الاشهارية المدفوعة الأجر تهدف إلى تبييض بعض وجوه النظام البائد وتقديمهم للقراء كمسؤولين نزهاء أكفاء قاموا بواجبهم كما يجب، وهو ما جلب لهم غضب رأس النظام ويبدو أن الغاية الأساسية من ذلك تمكين هؤلاء من مناصب جديدة تناسب مؤهلاتهم ومناصبهم السابقة أو على الأقل الإفلات من المحاكمة إن كانت هناك محاكمة.
أكيد هناك مسؤولون ظلموا في ظل النظام السابق لكنهم في الغالب قليلون جدا لان النظام كان يختار رجاله بعناية فائقة ويعرف كل كبيرة وصغيرة عنهم، اي هم يمتلكون مواصفات المسؤول الناجح بالطبع حسب متطلبات النظام البائد وبالتالي فان اغلب هؤلاء المسؤولون سابقا الضحايا حاليا هم كاذبون متزلفون انتهازيون يريدون ركوب الموجة الجديدة بعد الثورة والحفاظ على بعض من وجاهة مهددة .
المؤلم في هذه اللقاءات الصحفية كلها، أن هؤلاء المسؤولين السابقين يقدمون أنفسهم كضحايا رغم أنهم تمتعوا بكل الامتيازات من السيارات الفارهة و وصولات البنزين التي لا تنتهي والمنح المليونية والسفرات الماراطونية وغيرها من الامتيازات الأخرى التي قد نجهل بعضها لأنها كانت من أسرار الدولة، هم ضحايا رغم كل تلك الامتيازات التي تمتعوا بها فماذا عن الشعب المسكين الذي كان ضحية فعلا للاستبداد والظلم والقهر وانتهكت كل حقوقه وديست كرامته صباحا ومساء ؟
اذا كانوا هم ضحايا فماذا نسمي الشعب ؟؟
ألا تستحي تلك الجرائد من نشر تلك اللقاءات التي يظهر أنها معدة سلفا وحسب تنظيم محكم تطرح فيها الأسئلة بعناية وتختار فيها الأجوبة بعناية اكبر ؟
إن نشر تلك اللقاءات بتلك الصورة الفجة هو جريمة في حق القراء وتلويث للحقائق وانتهاك لحرمة التاريخ، ألم يحن الموعد بعد حتى تتوب تلك الجرائد وتكفر عن ذنوبها وما اقترفته في حق القراء من نشر ملايين الصفحات المزيفة للواقع خلال العهد البائد؟؟
أما هؤلاء المسؤولون السابقون الضحايا حاليا ألا يستحون ؟ أليس أجدر بهم أن يصمتوا ؟؟ الم يكفهم ما لهفوه من امتيازات خلال العهد البائد ؟
مسكين هذا الشعب فيه مسؤولون سابقون بمثل هذه الصفاقة والوقاحة ...
محمد العيادي
ناشط نقابي وحقوقي معارض قبل 14 جانفي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: