محمد العيادي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 10868
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
"شريان الحياة"، قافلة مساعدات إنسانية تضم أكثر من مائة شاحنة محملة بالأدوية والأغذية، إضافة إلى بعض سيارات الإسعاف موجهة إلى أهالي غزة المحاصرين، وهي من تنظيم النائب في مجلس العموم البريطاني "جورج قالوي" الذي أصر على تنظيم رحلة برية من بريطانيا إلى غزة، لمزيد التحسيس بمعاناة الفلسطينيين وحشد الدعم والتأييد لقضيتهم العادلة، ومحاولة منه في كسر الحصار الجائر.
وقد انطلق سير هذه القافلة من بريطانيا يوم 14 /02 / 2009 ووصلت إلى الحدود التونسية عبر الجزائر يوم 25 / 02 / 2009 وذلك عند النقطة الحدودية ببوشبكة (ولاية القصرين)، علما أن مسار الرحلة في تونس وقع تغييره واختصاره حيث كان من المفترض أن تدخل القافلة من منطقة الشمال الغربي (جندوبة)ثم تونس العاصمة ثم صفاقس وقابس وصولا الى مدنين والحدود الليبية، إلى مسار آخر أكثر اختصارا يمر عبر القصرين وقفصة ثم قابس ومدنين.
وإضافة إلى اختصار مسار الرحلة تعرضت هذه القافلة إلى حصار أمني شديد، من ذلك الحصار الذي ضرب حولها في مدينة قابس، حيث وصلت القافلة صبيحة يوم 62 /02 / 2009 ورغم محاولة المواطنين ونشطاء المجتمع المدني تحضير احتفال شعبي للقافلة وللوفد المصاحب لها، إلا أن السلط الجهوية منعت ذلك وتم الاكتفاء باستقبال الوفد من طرف الوالي وبعض المسئولين الجهويين وبعض أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل، أما بقية مكونات المجتمع المدني والمواطنين العاديين فقد منعوا حتى من الاقتراب من عربات القافلة وطال المنع حتى الصحفيين حيث تم منع مراسل جريدة الموقف بقابس من الالتقاء بالوفد وحتى مجرد التقاط صور لهم.
أما في مدنين فسعت السلط الجهوية إلى عزل القافلة عن المواطنين وتحويل مسارها إلى طريق حزامي جانبي مانعة بذلك القافلة من الدخول إلى المدينة، وهكذا كانت قافلة المساعدات الإنسانية إلى غزة تحت مراقبة أمنية مشددة وهو ما فتح الباب أمام استفهامات عديدة حول الغاية من هذه الرقابة المشددة، خاصة وان القافلة تضم ضيوفا إجلاء يقومون بواجب إنساني وهو ما يفرض على التونسيين بكل ألوانهم وجهاتهم تكريم أعضاء هذا الوفد وحسن ضيافتهم.
على كل تمكن أهالي مدينة بن قردان الحدودية من تكسير هذا الحصار والتحموا بأعضاء الوفد وتقاسموا معهم الخبز والماء وأقاموا لهم احتفالات شعبية تعبيرا عن إكبارهم وتقديرهم لأعضاء الوفد وللمجهود الذي بذلوه من اجل كسر الحصار عن غزة الصامدة، وهو ما خفف من تقصير سكان بقية المدن الذين حرموا من القيام بواجب الضيافة جراء الإجراءات الأمنية المشددة.
--------------------
محمد العيادي
ناشط نقابي وحقوقي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: