تجديد الهياكل النقابية الجهوية :
فرحة أخرى في سوسة
محمد العيادي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9472
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مرة أخرى تنتصر إرادة النقابيين المستقلين وعزيمتهم على إغراءات ورغبات الجهاز النقابي المهيمن , هذه المرة كان الانتصار في سوسة حيث تعرضت قائمة الكاتب العام محمد الجدي المدعوم من المركزية النقابية إلى سقوط مدوي في انتخابات تجديد المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة يوم أمس 22 / 04 / 2009.
الهزيمة كانت فادحة ومثلت ضربة أخرى في جسد المركزية النقابية المنهك أصلا بفعل تواتر أزماتها وقد حملت هذه الهزيمة رسائل متعددة إلى المركزية النقابية أولا وكل الفاعلين النقابين على مستوى جهوي ثانيا :
الرسالة الأولى إلى المركزية النقابية ومفادها أن عصر فرض القوائم الجاهزة المعدة سلفا في أروقة المكاتب الفاخرة والتي يتم اختيار أعضائها حسب درجة ولائهم وقدرتهم على تطبيق خيارات هذه المركزية لا حسب نضاليتهم وصدقهم وارتباطهم بانشغالات قواعدهم , هذا العصر أصبح يواجه صعوبات وربما يصل إلى حد الفشل النهائي.
الرسالة الثانية إلى المركزية النقابية أيضا ومفادها أن هذه المركزية عليها أن تفهم أن سياسة فرض القوائم الجاهزة مضر بالعمل النقابي إلى ابعد الحدود ويحرم العمل النقابي من طاقات كثيرة أكثر فاعلية وقريبة من قواعدها , بل إن نقابيين كثيرين فضلوا الانسحاب والاستقالة جراء هذه السياسة.
الرسالة الثالثة إلى ديناصورات الاتحادات الجهوية الذين يمسك بعضهم بدفة القيادة لعقود طويلة وبعضهم وصل إلى عمر سبعيني الرسالة إلى هؤلاء واضحة وبسيطة جدا ومفادها أن المغادرة عن طواعية أفضل ألف مرة من سقوط مدوي والتاريخ يسجل كل كبيرة وصغيرة ولن يرحم أحدا.
الرسالة الرابعة إلى القواعد النقابية التي منحها انتصار سوسة فائضا من الطاقة الايجابية ولهذا وجب على هذه القواعد أن تنزع عنها غطاء السلبية والإحباط وان تدخل إلى كل المعارك الانتخابية الصغرى والكبرى بكل الزخم النضالي الممكن لان التغيير الحقيقى المرتبط بإرادة القواعد ممكن في كل وقت.
لقد فتح هذا الانتصار الباهر الطريق واسعا أمام انتصارات أخرى ممكنة في جهات عديدة في القيروان مثلا أو في جندوبة كما فتح الطريق واسعا أيضا أمام تغيير حقيقى في هرم القيادة النقابية.