سلام الشماع
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6774 Salam_alshamaa@yahoo.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
فاجأ السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق الحالي الجميع بأسلوب ذكي في الدعاية الانتخابية في معركة الانتخابات التي يخوضها والتي يتوقع أن تكون الأشرس في تاريخ العراق.
إنه أسلوب مبتكر، فقد استقبلت، كما يقول الخبر الذي نشرته وكالات الأنباء العالمية، (أجهزة هواتف العراقيين الجوالة تهنئة رئيس الوزراء نوري المالكي بمناسبة عيد الفطر المبارك) ، ونقلت هذه الوكالات عن وكالة أنباء الاعلام العراقي الرسمية قولها: “نقلت الرسائل القصيرة التهنئة من الصباح الباكر الى ابناء الشعب العراقي لأول مرة عبر اجهزة المواطنين النقالة، عبّر المالكي لهم من خلالها عن تمنياته بأن يكون العيد مناسبة خير وفرح لهم ولعوائلهم”.
وعلى الرغم من أن هذه التهاني أثارت، كما نقلت الوكالات، امتعاض اولئك العراقيين الذين لم تصلهم رسائل المالكي النصية التي تهنئهم بعيد الفطر، فإن خصوم السيد المالكي امتعضوا ايضا منها، فقد فاجاتهم "هذه الطريقة المبتكرة في الدعاية الانتخابية التي بدأها رئيس الوزراء مبكراً عبر رسائل نصية تحمل توقيع (اخوكم نوري كامل المالكي رئيس الوزراء)".
من ذا الذي لا يعترف بذكاء هذا الأسلوب؟!..
فاصل ونواصل
يتداول العراقيون قصة جار سرق ثور جاره ودعاه الى وليمة كان مسرفا في تقديم اللحم فيها، وكلما كان الجار يأكل بشهية يسأل في الوقت نفسه باستغراب: من أين جئت بهذا اللحم كله؟ فيسأله صاحب الوليمة: هل هو لذيذ؟.. وعندما يجيبه الجار المنشغل بالتهام اللحم بالإيجاب يقول له صاحب الوليمة: أُكل من لحم ثورك.. وذهب قوله هذا مثلا!!..
عدنا
ومذ كنا صغاراً كان أهلنا يروون لنا قصة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب مع اخيه عقيل يوم دخل عليه الاخير في دار الخلافة سائلا اياه ان يعطيه حصة اضافية من مال المسلمين في بيت المال فما كان من علي الا ان سأل اخاه ان يبسط يده فظن عقيلٌ ان عليا سيملؤها ذهبا وفضة، الا ان عليا وضع في يد اخيه جمرة صرخ من حرارتها عقيل، وقد قال علي في إحدى خطبه مشيراً إلى هذه الحادثة: والله ولقد رأيت عقيلاً وقد أملق حتى استماحني من بركم صاعاً ورأيت صبيانه شعث الألوان شعث الشعور، غبر الألوان من فقرهم كأنما سودت وجوههم بالعظلم، وعاودني مؤكداً وكرر عليّ القول مردداً، فأصغيت إليه سمعي فظن أني أبيعه ديني وأتبع قياده مفارقاً طريقي فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها فضج ضجيج ذي دنف من ألمها، وكاد أن يحترق من مسحها فقلت له ثكلتك الثواكل يا عقيل أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه؟ وتجرني إلى نار سجّرها جبّارها لغضبه، أتئن من الأذى؟ ولا أئن من لظى.
فاصل ثان
يبلغ عدد مشتركي الاتصالات في العراق نحو ثلاثة عشر مليونا و500 ألف مشترك.
فقد أعلن في بغداد قبل مدة رسميا عن دمج شركتي عراقنا للاتصالات التابعة لشركة اوراسكوم تليكوم، وشركة اثير التابعة لشركة الاتصالات المتنقلة الكويتية (ام. تي. سي) في اطار مجموعة شركات زين الكويتية العاملة في الشرق الاوسط وافريقيا. وقال المدير العام والرئيس التنفيذي لشركة زين العراق، وهو الاسم الجديد الناتج عن اندماج الشركتين وفقا لرويترز. وأصبح عدد المشتركين في شركة زين العراق، حاليا بعد هذا الاندماج، «عشرة ملايين و195 ألفاًَ»، وفق أحدث بيانات الشركة.
وكان مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة آسيا سيل أعلن أن شركته قد تجاوز عدد مشتركيها الستة ملايين مشترك.
تعالوا نحسب
لابد أن رئيس الوزراء العراقي الحالي أنفق على هذا النوع من الحملة مليون و259 ألفا و500 دولار، لأن العبارات التي كتبتها احتلت ما يساوي رسالتين نصيتين، واذا علمنا أن سعر الرسالة النصية الواحدة في شركة آسيا سيل التي عدد مشتركيها ستة ملايين هو 2 سنت اميركي فيكون سعر الرسالة المرسلة إلى كل مشترك 4 سنتات اميركية وبضربها في عدد المشتركين يكون المبلغ الذي تحصل عليه الشركة من المالكي 240 ألف دولار أميركي، وسعر الرسالة النصية في شركة زين العراق 4 سنتات أميركية فيكون سعر رسالتين 8 سنتات ويكون مجموع ما استحصلته الشركة من المالكي مليوناً و19 ألفا و500 دولار.
وإذا قالوا لنا إنهم أرسلوا هذه الرسائل عبر برامج على الانترنيت، فحتى هذه البرامج مكلفة وهي تكلف قرابة هذا المبلغ أيضاً.
فمن أين للمالكي كل هذا المبلغ، ونحن نعرف أنه كان يعتاش من عمل بسيط عندما كان في الشام وهو بيع السبح (المسابح)؟
إذا كان هذا المبلغ قدمه إليه حزبه، فحزبه حديث عهد بالسلطة فكيف استطاع تدبير مثل هذا المبلغ لأسلوب دعائي واحد، غير عباءات الجاسبي التي يوزعها وغير الدعايات الورقية وغيرها وغير المبالغ التي تصرف على الناشطين من أجل الدعوة له؟..
وإذا كانت شركات الاتصالات قد قدمت هذه الخدمة مجانا له، فمعنى هذا أن المالكي إما مرتش أو أنه استغل موقعه الرسمي في الحصول على مكاسب شخصية.
وإذا كان من المال العام، فمن خوّل المالكي بالتصرف فيه، وحزبه يدعي الاسلامية، والمفروض أن يلتزم بما ألزم من يقتدي بهم أنفسهم به!!.
من أباح للسيد المالكي سرقة ثور العراقيين ودعوتهم ليأكلوا من لحمه؟!.
----------
ينشر بالتوازي مع صحيفة البلاد البحرينية
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: