علي عبد العال
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6749
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أثارت الأزمة الحالية داخل جماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن المخاوف من حدوث انشقاق على غرار ما جرى لشقيقتها في الجزائر، أو إقدام بعض الشخصيات القيادية على "انقلاب أبيض" داخل الحركة الإسلامية بعدما ازدادت حدة الخلافات بين قيادات الجماعة في الآونة الأخيرة، وأخذت طريقها إلى الإعلام المحلي الذي شهد خلال الأيام الماضية تسريبات متبادلة حول حقيقة الخلافات بينها.
ويهيمن الترقب على المشهد الآن داخليا انتظارا لما قد تسفر عنه مبادرة طرحها نائب المراقب العام للجماعة الدكتور عبد الحميد القضاة لاحتواء الأزمة، ومحاولة إيجاد حل يرضي جميع الأطراف بعدما قدم ثلاثة قياديين (3/9/2009) استقالات جماعية من المكتب التنفيذي، الذي يعد رأس الهيئات القيادية العليا في الجماعة، احتجاجا على حل المكتب السياسي وإعادة هيكلة المكتب الإعلامي على إثر تسرب التقرير السياسي لاجتماع مجلس الشورى في جلسته الأخيرة (13 أغسطس 2009) إلى وسائل الإعلام، إلا أن ترحيل مجلس الشورى البت في الاستقالات حال دون حدوث انشقاق حتى الآن.
تقرير سياسي يتهم الدولة
وكان خمسة من أعضاء المكتب التنفيذي -المكون من تسعة أعضاء- من المحسوبين على تيار الصقور في الجماعة اتخذوا قرار الحل مستبقين لجنة التحقيق وبالرغم من غياب 4 أعضاء بينهم رئيس المكتب السياسي عضو مجلس شورى الجماعة د. رحيل الغرايبة الذي استقال على الفور ومعه أحمد كفاوين وممدوح المحيسن، بينما اكتفى نائب المراقب العام عبد الحميد القضاة بالتهديد بالاستقالة.
أثار التقرير الذي نشرته وسائل الإعلام جدلا واسعا في الأوساط السياسية بما تضمنه من انتقادات غير مسبوقة للدولة، خاصة اتهام الأردن بالانخراط على صعيده السياسي "في المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يقضي بتصفية القضية الفلسطينية وفقا للرؤية الصهيونية المفروضة على المنطقة"، كما تضمن التقرير تقديرات الجماعة للعديد من القضايا الداخلية، ما اعتبره مراقبون مؤشرا على اتجاه خطاب الجماعة نحو التشدد.
وكانت الجماعة قد اعتادت على قيادة معتدلة تكون مقربة بشكل أو بآخر من الجهات الرسمية أو على الأقل مقبولة منها، إلا أن ذلك لا يبدو أنه حدث لدى تسلم الصقور بزعامة المراقب د. همام سعيد القيادة هذه المرة.
شكل نشر هذا التقرير صدمة في صفوف الجماعة حول كيفية تسريب وثيقة سرية ومهمة إلى وسائل الإعلام، وقد تبادل أعضاء مجلس شورى الإخوان (يتألف من 50 عضوا) الاتهامات بالوقوف خلف تسريبه، ما حدا بإجراء تحقيق لتحديد المسئولين تمهيدا لمحاسبتهم.
جاء تسرب التقرير السياسي بمثابة (القشة التي قصمت ظهر البعير) بين جناحي الجماعة من المنتمين إلى ما بات يعرف بتياري (الصقور والحمائم) الذين ظلت تتصاعد حدة الأمور بينهم منذ الخلاف حول "مبادرة الإصلاح الوطني" التي تبنتها قيادات إخوانية بينما تنصل منها المكتب التنفيذي، وما تبع ذلك من جدل حول مسألة المكاتب الإدارية الأربعة في دول الخليج وفك الارتباط بين إخوان الأردن وحركة حماس فلسطين، وبينما يطالب الحمائم بالانفصال التنظيمي عن حماس يصر الصقور على إبقائه باعتبار أن القضية الفلسطينية ينبغي أن تكون لها الأولوية على باقي القضايا.
فك الارتباط مع حماس
يستند تيار حمائم إخوان الأردن إلى قرار اتخذه (عام 2006) مكتب الإرشاد العالمي للجماعة صاحب الصلاحية في إنشاء تنظيمات الأقطار يقضي بعدم ازدواجية التنظيم وتكوين تنظيم منفصل لإخوان فلسطين، وهو ما ينفي صحته الصقور الذين يدفعون بأن مكتب الإرشاد العالمي أكد على وحدة تنظيم بلاد الشام الذي أنشئ عام 1978، مؤكدين على أن المكاتب الإدارية الأربعة في دول الخليج "تتبع جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، وأن لا علاقة لها بحركة حماس".
وقد جرت محاولات وساطة لنزع فتيل الأزمة بين قيادات الجماعة، إلا أنها باءت بالفشل حتى الآن، وتطرح مبادرة القضاة التي يبدو أنها تحظى بدعم من أقطاب في الحركة الإسلامية، حسب مصادر صحفية، حلا وسطا في مسألة مرجعية المكاتب الإدارية في (السعودية وقطر والكويت والإمارات)، كما تقدم حلولا لقضية استقلال التنظيمين في الأردن وفلسطين.
وفي تصريح صحفي استبعد الناطق الإعلامي باسم الجماعة جميل أبو بكر أن يحدث أي انشقاق على خلفية الخلاف الحالي في القيادة، وقال: لن يكون هناك انشقاق والجماعة ستبقى موحدة، مشيرا إلى وجود جهود من أجل حل الأزمة وعودة المستقيلين إلى المكتب التنفيذي، متوقعا نجاح هذه الجهود في الوقت القريب.
وفي كلمة متلفزة نشرت على موقع الجماعة بمناسبة حلول شهر رمضان دعا المراقب العام الدكتور همام سعيد إلى الاعتصام بحبل الله والاستمساك بكتاب الله ونبذ جوائح الفرقة، مذكرا أبناء الأمة باستشعار المسئولية الفردية والجماعية نحو الأقصى الذي يتعرض للتهويد.
-----------
ينشر بالتوازي مع موقع إسلاميون
-----------
علي عبدالعال
صحفي مصري
0020126656895
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: