عزيز العرباوي - المغرب
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7014
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لقد تحدثنا من قبل عن ضرورة الجلوس للحوار بين المذاهب الإسلامية المختلفة، من أجل الابتعاد عن مظاهر العنف والصراع الدموي الذي لا ينفع أي طرف، علما بأن بوادر الصراع والحرب المذهبية وإرهاصاتها بدأت تلوح في الأفق وفي المشهد العربي والإسلامي. فما نراه ونعيشه يوميا من أخبار عن سقوط قتلى وجرحى وضحايا في بلاد الرافدين بالعشرات، بل بالمئات لهو أمر صعب التحمل، وقد يؤدي بالتعايش الذي طال أمده بين المسلمين بمختلف مذاهبهم وتوجهاتهم وعرقياتهم. لكن ما نعيشه اليوم ينبيء بحرب مدمرة لكل الأطراف دون تحديد.
إن أول مظهر من مظاهر العنف التي أصبحت عنوانا بارزا عند العديد من المذاهب الإسلامية، هي مظاهر العنف الرمزي والفكري التي أدت إلى التجريح في حق أهل المذهب المستهدف. ولعل الفكر المتشدد الذي يعمل أهل الشيعة على نشره وتجريح أهل السنة به ودفعهم إلى التنديد والرد، وخاصة بعض المغالين من هؤلاء الأخيرين الذين لا يصبرون على أي مس يطال رموزهم من الصحابة والسلف الصالح. فليس من الحكمة أن يكون العنف والعنف المضاد هو الوسيلة الوحيدة للمواجهة والمنافسة السياسية، وإلا فإن النتائج ستكون وخيمة.
إن الإساءة إلى الصحابة والسلف الصالح من طرف أهل الشيعة وسكوت المرجعيات على هذا الأمر من مثل، إقامة ضريح لقاتل "عمر بن الخطاب الفاروق" "أبو لؤلؤة المجوسي" لعنه الله وزيارته والتبرك به، وكذلك سب وقذف العديد من الصحابة الأخيار، ليس أمرا يقبل السكوت عنه أو عدم الاهتمام به وتركه على عواهنه بل يجب مواجهته بالنقاش الفكري وضرب الفكر الذي ينشر مثل هذه السخافات ليس بالحديد والنار، وإنما بالعقل والدليل العملي والفكري اللذين تميز بهما أهل السنة المعتدلين الذين ما ثبت عنهم تاريخيا كرههم لآل البيت ولآل رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا يمكن أن يؤخذ أهل السنة كلهم بجريرة بعض منهم تميزوا بالتشدد والتطرف، فيؤدون ضريبة غيرهم، ويتحملون أخطاء بعض الغلاة منهم، وهم قليل.
إن تنظيم القاعدة لا يمثل أهل السنة، ولا يمكنه أن يقدم لهم شيئا يخدم دينهم ومذهبهم. وليس له الحق في التكلم باسمهم، فهو خارج عن الشرعية دفاعه عن تشدده وتطرفه يتحمله وحده لا سواه. والدليل على ذلك ما يفعله في حق أهل السنة أنفسهم بتكفيرهم وضرب مصالحهم وبلدانهم في السعودية والمغرب والأردن وسوريا ... وغيرها من الدول التي يعتبر المذهب السني المذهب المعتمد فيها.
إن مطلب التخلي عن العنف الرمزي والفكري، قبل العنف المادي، مطلب ضروري يحيلنا إلى الحوار والجلوس لمناقشة التقريب بين المذاهب الإسلامية المختلفة. وهذا المطلب يجد صداه عند المراجع الدينية التي لها دور بارز في جعل حد لكل التصرفات المخلة والتوترات المذهبية بين معتنقي كل المذاهب. ويبقى الدافع إلى تبني ثقافة الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن من أولويات كل الغيورين على ديننا الحنيف الذي كرمه الله وكرمنا نحن المسلمين به.
لقد بات الحل بأيدي أهل الحل والعقد من كل الأطراف ليقولوا كلماتهم بكل مسؤولية بعيدا عن الديماغوجية والنفاق الذي عرفناه عليهم طيلة قرون مضت. هذا النفاق توضح بالملموس عند أول امتحان وضعوا فيه فصار كل طرف يتهم الآخر بالاعتداء والإقصاء والتصفية وينسى أفعاله هو. فكل الأطراف مخطئة بطريقة أو بأخرى، ولا يمكن التقدم في مسألة التقريب والحوار إلا بالتخلي عن النفاق والخديعة والديماغوجية ....
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
9-07-2009 / 09:00:23 ابو سمية
خطاب دعائي فاشل
ارى ان هذا المقال الثاني مثل جزئه الاول، لايعدو ان يكون مقالا دعائيا فضفاضا ولاعلاقة له بالعمل الفكري
حيث ينطلق من مسلمات لتقرير افكار هي اساسا مروجة من قبل عن طريق وسائل الدعاية المتحكمة بالواقع
ان تقول ان تنظيم القاعدة لايمثل السنة، هذا صحيح وبديهي مثلما ان حزب الله لايمثل الشيعة، ولكن بالمقابل هل تمثل السنة، الانظمة التي دافعت عنها بالمغرب والسعودية وغيرها.
انا لست متاكدا ان تلك الانظمة تدافع عن اهل السنة والاسلام، بل هي لاتدافع اصلا الا عما يقع تحديده لها من قبل امركيا والقوى الضاغطة الغربية عموما
ولذلك فاني لاارى كبير مصداقية للكلام الذي يدافع عن هذه الانظمة، التي بالمناسبة يجب التفريق بينها وبين عموم الناس او "اهل السنة" سكان تلك البلدان، لكي لايقع الخلط
ثم اني لست متاكدا ان ترديد الخطاب الدعائي لمحتل العراق، يمثل سبقا فضلا على ان يكون عملا فكريا، حيث يورد صاحب المقال الكذب الذي يتمحور حول ان المقاومة بالعراق تقتل العراقيين المدنيين، والكل يعرف ان هذا غير صحيح وانما القتل تقوم به فرق الموت الشيعيية المنظمة والمخصصة لهذه الاعمال
ولا تقتل المقاومة العراقية التي يتهجم عليها صاحب المقال، الا المتعاونين العراقيين العاملين مع المحتل، الا ان يكون في نية صاحب المقال ان هؤلاء يمثلون مدنيين تصان دماؤهم
خلاصة القول، ان هذه المقالات، تعمل على تناول المشاكل بالعكس، اذ يجب قبل الحديث في وجوب الحوار ثم الانطلاق في التهجم على الاطراف النمطية، يجب بدل ذلك، اعادة النظر في من هو اساس التفرقة القائمة سواء تعلق الامر بعوامل موضوعية او اطراف
فمن العوامل، واضح ان من انتج عوامل التفرقة لدينا هو واقع الاقتلاع الذي اخضعت له مجمل الدول العربية، وواقع عمليات تهافتها وتبعيتها بالغرب، وعليه فان هذا هو السبب الرئيسي لانتاج حالات الاحتقان الممثلة في بعض منظمات الرفض التي يمتلك اصحابها وعيا متقدما عماهو واقع لدى عموم الناس الامعات القابلني بالواقع والمستسلمون له، ولذلك فان بعضهم ينطلق للعنف احيانا ، كرد منهم إزاء استحالة تغيير مسار الانحدار بالطرق المتاحة
وعليه فان الحل لمواجهة هذه التنظيمات الخطيرة يكون باعادة النظر في مسار التبعية والالحاق بالغرب
واما الاطراف التي يجب النظر اليها بدرجة اولى حين الحديث عن الحوار، فانها الاطراف التي تملك ادوات الحوار، وهم عموم النخب العلمانية التي لاتكتفي باعادة انتاج خطاب يغالب الاسلام وحضارته ويروج للقيم الغربية بحلوها ومرها، بل انها ترفض كل من ينادي بغير ماتناديي هي به، وهو الموقف الذي يرفضه العاملون للاسلام الذين يعمل صاحب المقال على تسفيههم وتحميلهم مسؤولية رفض الحوار
وعليه فليس من المصداقية ولاالجدوى ان يقع التوجه لمن هم مستضعفون (وهم عموم المنتمين للطيف الاسلامي) ومطالبتهم بقبول الاخر ، وانما يجب الاتجاه لمن هم في موقع القوة.
ثم ان الدعوة للحوار في ذاتها، لايجب تقريرها هكذا مطلقا، فانا لست متاكدا ان من يعمل على محاربة الاسلام يجب محاورته.
المواقف يجب ان تكون من نفس الجنس، حديث مقابل حديث،ـ وفعل مقابل فعل، بمعنى اذا كان اهل الباطل يتحدثون فقط، فانه يجب محاورتهم فقط، واما اذا انتقلوا هم للافعال، فانه يجب على المسلم الانتقال ايضا لافعال، لان البقاء في مستوى الحديث مقابل انتقال الطرف الاخر لللفعل، غباء وتخلف عن نصرة العقيدة
9-07-2009 / 09:00:23 ابو سمية