البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مخاطر التهوين من التآمر الإيراني

كاتب المقال صباح الموسوي   
 المشاهدات: 8802


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا شك أن الصراع العربي الفارسي امر حقيقي وهو حافل بالكثير من المآسي التي لا يمكن لأياً كان نكرانها. فإذا تجاوزنا جرائم الإمبراطورية الفارسية بحق العرب في فترة ما قبل الإسلام فانه لا يمكن تجاوز جرائم الفرق الباطنية ( الصفارين , الحشاشين , القرامطة ‘‘‘) التي ظهرت في بلاد فارس بعد الإسلام وشنت حربها على العرب, بالإضافة طبعا إلى هجمات الصفويين و القاجاريين واحتلالهم بغداد وارتكابهم أفظع الجرائم في العراق . وهذه الأحداث من الطبيعي لا يمكن تجاوزها بجرة قلم فهي لم تكن كوارث طبيعية او مسألة قضاء وقدر نزلت علينا من السماء , بل أنها جرائم من صنع دولة ( او إذا شأت قل امة ) لها أطماع وأهداف ليس اقلها إعادة فرض هيمنتها على الأمة والمنطقة العربية . وإذا كان القادة الإيرانيين لا يظهرون ذلك صراحة لأسباب سياسية معينة او ربما قالوها بصغية أخرى وهي " تصدير الثورة الإيرانية " , إلا أن أدبيات حركاتهم السياسية و وصايا رجال دينهم وأفكار مثقفيهم تؤكد على ذلك بدون لبس او حياء . وهذه الوصايا والأدبيات تشبه إلى حد بعيد أدبيات الحركة الصهيونية التي توصي بقيام الدولة اليهودية الكبرى التي تمد من النيل إلى الفرات .

ان الحروب العسكرية التي شنتها الدولة الفارسية على العرب في العهود السابقة صاحبته حروب ثقافية تركت آثارا كبيرة في مخيلة الإيرانيين وأصبحت ثقافة الاستهزاء بالعرب والحط من شأنهم والطعن برموزهم الدينية و القومية جزء من الأدب الفارسي الذي هو اليوم يشكل عمدة الثقافة الإيرانية وهي مقررة في المناهج التعليمية المدرسية, الدينية منها والأكاديمية, و إن عدم معرفة بعض المدافعين عن النظام الإيراني باللغة الفارسية او لعدم اطلاعهم على ما يكتبه او يصرح به المسؤولين الإيرانيين من الدرجة الثانية او الثالثة, او ما يلقيه رجال الدين والمثقفين الإيرانيين من خطب ومواعظ تحمل الكراهية والبغضاء وتحرض أتباعهم على كره العرب وتطالب النظام استعادة مايسمونه بالحقوق التاريخية في بغداد و البحرين والمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية , كل هذا لا ينفي وجود نوايا إيرانية عدوانية تجاه العرب . أضف إلى ذلك إن ليس كل الأصوات التي نسمعها تدافع عن نظام طهران وتنفي العداء الإيراني للعرب هي أصوات نزيهة ومؤمنة بما تقول , بل إن كثير من هذه الأصوات مدفوعة الثمن وبعضها غلب ولائه الطائفي على الولاء الوطني والقومي .

لقد ساهم عصر المعلوماتية إلى كشف الكثير من حقائق العداء الإيراني و ما يشكله من خطر على العرب , خصوصا بعد الحرب الأمريكية والصهيونية على العراق ودور إيران التخريبي ومحاولاتها المستمرة في إشعال الحرب الأهلية في هذا البلد العربي إلى جانب مساعيها التآمرية في بلدان عربية أخرى, فبعد أن تبين جانبا من حقائق النظام الإيراني بات يطرح على الملأ وبكل وضوح تساءل من قبل العديد من أبناء الأمة حول مسألة أيهما اخطر ، الكيان الصهيوني ( إسرائيل ) الذي احتل ارض المقدسات ، فلسطين العزيزة ، و شرد أهلها وارتكب الكثير من المجازر بحقهم وشن الحروب المدمرة على البلدان العربية المجاورة وامتلاكه ترسانة نووية تهدد المنطقة بأكملها؟، أم الأخطر هي إيران التي وعلى الرغم من مضي أكثر من أربعة عشر قرناً على تدمير إمبراطوريتها المجوسية على يد المسلمين العرب ما تزال تحن إلى تلك الأيام الغابرة محاولة إعادة هيمنتها على المنطقة بدوافع قومية عنصرية مغلفة بشعارات إسلامية واحقاد طائفية معادية لكل ما هو عربي وإسلامي حقيقي؟ .

لقد أدى الصراع الطائفي القائم في العراق اليوم إلى كشف الوجه الحقيقي للنظام الإيراني المقنع بالشعارات الخادعة التي أطربت الكثير من البسطاء وأصحاب النوايا الحسنة , وروج لها المدجنون وقادة بعض الحركات والفصائل السياسية العربية ذات الأهداف التي ظاهرها يوحي بالحسن وباطنها القبح والخيانة لقضايا الأمة و الوطن’ وذلك بعد أن ثبت للقاصي والداني و بما لا يقبل الشك أو التأويل الدور الإيراني الخبيث في إشعال هذه الفتنة التي أصبح العراق ومن فيه طعمة لنيرانها الجهنمية و التي إذا ما بقيت مشتعلة ( لا سمح الله ) فأنها لن تبقى في العراق وحده بال إنها سوف تطال البلدان المجاورة للعراق التي أصبحت هي الأخرى ملغمة ببراميل من باروت الطائفية التي زرعها النظام الإيراني طوال العقود الثلاثة الماضية من عمره الذي لم نجني منه سوى الحروب ونشر الإرهاب وزرع الفتن والشقاق بين أبناء بلدان المنطقة.
لقد سجلت إيران في تاريخها الحديث اعتداءات ضد العرب لا تقل عدوانية وإجراما عن تلك التي قام بها الكيان الصهيوني. فقد قامت إيران عام 1925م باحتلال إقليم الأحواز الذي تبلغ مساحته 185 ألف كيلومتر مربع ويزيد عدد نفوس أبناءها على الأربعة ملايين نسمة , وقامت في عام 1971م باحتلال ثلاثة جزر تابعة لدولة الأمارات العربية المتحدة وهي طنب الكبرى والصغرى وجزيرة أبو موسى. وقامت كذلك باحتلال مساحات حدودية واسعة من العراق ، من بينها زين القوس وسيف سعد ونصف شط العرب الذي صارت تسميه ( اروند رود ) وتصر باستمرار على تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي وتمنع دخول أي كتيبة إلى أراضيها تسمي الخليج بالعربي, وفوق هذا وذاك فقد وقفت أيام نظام الشاه البهلوي مع العدوان الإسرائيلي على مصر في 1956والعام 1976م و قدمت له كل التسهيلات اللوجستية. و في عهد نظام الخميني شنت حربها العدوانية على العراق التي دامت ثمانية سنوات و أزهقت فيها أرواح مئات الآلف من العراقيين وذلك بهدف تصدير ثورتها تحت شعار ( تحرير القدس يمر عبر تحرير كربلاء) . هذا إضافة إلى إنشائها العديد من الحركات الطائفية الإرهابية في المنطقة وتدخلها السافر في الشؤون الداخلية للعديد من البلدان العربية.وقد وقفت إيران الخميني مع الغزو الأمريكي للعراق ودفعت الحركات والمرجعيات الدينية الطائفية الموالية لها للتعاون الكامل مع قوات الاحتلال الأمريكي ومحاربة المقاومة الوطنية والإسلامية العراقية.

فمن هنا يتبين إن خطر إيران يفوق خطر جميع الأعداء الآخرين ( وهذا ليس معناه التهوين من خطر الكيان الصهيوني) والسبب في ذلك أن الأعداء الآخرون أهدافهم معروفة ونواياهم مكشوفة وظاهرهم عين باطنهم عداءهم للأمة وأطماعهم معلنة ولدى الأمة مناعة فكرية و ثقافية كافية لمواجهتهم ، ولعل مقاومة المشروع الصهيوني وإسقاطه دليل على قوة هذه المناعة التي أفشلت مشروع الصهيوني في عدم تمكنه من اختراق الفكر العقائدي والنسيج الاجتماعي للأمة . ولكن ما هو اخطر من المشروع الصهيوني ، المشروع الإيراني الصفوي الذي يعمل على اختراق النسيج الاجتماعي والعقائدي ودق الإسفين بين أبناء الأسرة العربية الواحدة تحت دعاوي طائفية بغيضة هدفها النهائي تمزيق الشعب الواحد و تقسيم البلد الواحد مثل هو حاصل أمامنا في العراق حاليا. فبعد كل هذا الذي عرضنها ندعو القارئ الكريم ليقرر بنفسه مدى الخطورة التي تشكلها إيران الخميني على امتنا .
صباح الموسوي
رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة العربي الأحوازي


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 01-09-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الصدمة والرعب في حذاء منتظر
  تسونامي الإدمان يضرب إيران
  ما موقف الإخوان من مأساة سنة إيران؟
  المطلوب من جماعة الإخوان الاعتذار لأهل السنة في إيران
  فلماذا لا يحيي نظام ولاية الفقيه ذكرى الفتح الإسلامي لإيران ؟
  القبور والمزارات صناعة النظام الإيراني الرائجة
  إقليم بلوشستان يلتهب والنظام الإيراني يرتهب
  مخاطر التهوين من التآمر الإيراني
  منجزات نظام ولاية الفقيه: قمع و فقر و وباء
  فساد الولدان في حكومة صاحب الزمان
  الملالي وعسكرة الحياة السياسية في إيران
  التشيع.. مذهب أم دين؟

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - محمد بن موسى الشريف ، مراد قميزة، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد محمد سليمان، أشرف إبراهيم حجاج، إياد محمود حسين ، عبد الرزاق قيراط ، عزيز العرباوي، العادل السمعلي، محمود طرشوبي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، المولدي الفرجاني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله الفقير، سامر أبو رمان ، فتحـي قاره بيبـان، محمد أحمد عزوز، خبَّاب بن مروان الحمد، د - المنجي الكعبي، طارق خفاجي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - شاكر الحوكي ، د. أحمد بشير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رمضان حينوني، د - محمد بنيعيش، كريم السليتي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمود علي عريقات، ضحى عبد الرحمن، علي عبد العال، د. خالد الطراولي ، صفاء العراقي، يزيد بن الحسين، فتحي الزغل، أنس الشابي، عبد الله زيدان، علي الكاش، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صباح الموسوي ، فتحي العابد، رافع القارصي، حاتم الصولي، عبد الغني مزوز، خالد الجاف ، محمود سلطان، يحيي البوليني، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الياسين، محمد علي العقربي، ياسين أحمد، طلال قسومي، عبد العزيز كحيل، محمد شمام ، سيد السباعي، فوزي مسعود ، أبو سمية، رافد العزاوي، أحمد النعيمي، عواطف منصور، حسن الطرابلسي، مصطفي زهران، فهمي شراب، رحاب اسعد بيوض التميمي، صلاح الحريري، محرر "بوابتي"، أحمد بوادي، د- جابر قميحة، وائل بنجدو، عمار غيلوفي، كريم فارق، سامح لطف الله، محمود فاروق سيد شعبان، محمد العيادي، تونسي، مصطفى منيغ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سفيان عبد الكافي، د. طارق عبد الحليم، أحمد ملحم، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد الحباسي، رشيد السيد أحمد، حميدة الطيلوش، د - مصطفى فهمي، ماهر عدنان قنديل، صفاء العربي، سليمان أحمد أبو ستة، محمد اسعد بيوض التميمي، بيلسان قيصر، الهادي المثلوثي، الناصر الرقيق، سعود السبعاني، أ.د. مصطفى رجب، د- محمد رحال، منجي باكير، سلام الشماع، المولدي اليوسفي، سلوى المغربي، صالح النعامي ، د - صالح المازقي، عراق المطيري، جاسم الرصيف، إيمى الأشقر، إسراء أبو رمان، محمد يحي، حسن عثمان، د. عبد الآله المالكي، رضا الدبّابي، محمد عمر غرس الله، الهيثم زعفان، عمر غازي، نادية سعد، د - عادل رضا، محمد الطرابلسي، صلاح المختار، مجدى داود، د. صلاح عودة الله ، د- هاني ابوالفتوح،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة