يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
منذ ثلاثة عقود وسياسة النظام الإيراني قائمة على عسكرة حياة المجتمع. وبالرغم من الإضرار الاقتصادية والثقافية والنفسية التي ألحقتها هذه السياسة بالمجتمع الإيراني إلا أن الخطاب العسكري بقي سائدا على وتيرته وغدت الحياة تجري على نغمات المارش العسكري المعزوف حسب لحن الملالي الذين اتخذوا من العدو الوهمي وسيلة لقمع أي تحرك سياسي أو ثقافي أو اجتماعي معارضا لهم.
لقد ركز النظام الإيراني بقوة على نظرية المؤامرة وجند لها كل طاقات البلاد، السياسية و الإعلامية والثقافية، لتحويلها إلى عقيدة راسخة في أذهان المجتمع. وتحت غطاء هذه الخدعة ارتكبت حملات القمع الوحشية و مجازر الإعدامات الجماعية. فما من صوت معارض يعلو حتى وان كان صادرا عن عمال مصنع نسيج أو عمال بلدية بسطا إلا واعتبر مؤامرة تستهدف الثورة والنظام ويقمع هذا الصوت بمنتهى القسوة والوحشية بحجة انه نابع من عملاء (الشيطان الأكبر) والغرب المعادي للثورة. هذه الثورة التي مضت ثلاثة عقود على انتصارها وما زالت الشعوب الإيرانية تدور في دوامتها دون أن تعلم متى تنتهي من هذه الدوامة لتنتقل إلى مرحلة العيش في ظل نظام حياة مستقرة تتخلص فيه من مرحلة الثورة وإفرازاتها التي مازالت تأكل الأخضر واليابس.
لقد قضت الشعوب الإيرانية ثمانية سنوات تنزف دما في حرب الملالي مع العراق وكانت سعيدة بوقف تلك الحرب الملعونة يحدوها الأمل في أن تصبح نهايتها بداية لفتح صفحة حياة مدنية يسكت فيها صوت المارش والبيان والخطاب العسكري ويحل محلها صوت الأناشيد التي تعزف على الأنغام الهادئة الباعثة على الاستقرار والطمأنينة والأمن والرخاء السياسي والاقتصادي والوئام الاجتماعية و النماء الثقافي.
إلا أن هذا الأمل غدا حلما يراود مخيلة الشعوب الإيرانية حيث ما أن وقف هدير مدافع الملالي على جبهات الحرب ضد العراق حتى عادت أصوات بنادقهم تدوي في السجون والمعتقلات موجهة لصدورالمعتقلين من أبناء الشعوب والقوميات غير الفارسية المطالبين بحقوقهم الإنسانية والسياسة المشروعة والى صدور غيرهم من الإيرانيين المعارضين لسياسة الملالي القمعية، ولعل في حملة تبيض السجون التي امر بها الخميني عقب وقف الحرب مع العراق مباشرة و راح ضحيتها أكثر من خمس وثلاثون ألف سجين ومعتقل خلال مدة شهرين تقريبا خير دليل على موجة القمع التي شنها الملالي على أبناء الشعوب في إيران تحت يافطة مواجهة المؤامرات التي تستهدف الثورة والنظام.
و مع قرار الملالي إعادة العمل في بناء المفاعل النووية للحصول على سلاح ذري فقد تصاعد صوت عزف المارش العسكري من جديد وبنفس الوقت أصبحت هذه المرحلة مناسبة للإبقاء على نفس الخطاب الذي كان سائدا أيام الحرب مع العراق وعلى نفس الممارسات القمعية التي كانت قائمة آنذاك حيث لا يسمح بالحديث عن أي إصلاح أو انفتاح سياسي بحجة أن البلاد تمر في حالة حرب ولا يمكن في هذه الحال الحديث عن أيا ً من هذه المواضيع معتبرين أن التعددية السياسية وممارسة الديمقراطية الحقيقة وإعطاء الشعوب والقوميات غير الفارسية حقوقها السياسية والثقافية من شأنها أن تسهل عملية الاختراق الأجنبي للبلاد.
ولعل حكومة الرئيس الحالي السيد احمدي نجاد هي نموذجا حقيقيا للحكومة العسكرية. فهي إضافة إليه كونه ضابطا كبيرا في الحرس الثوري، فهي تضم أيضا أكثر من خمسة عشر وزيرا من قادة الحرس الثوري. ناهيك عن العشرات من نواب الوزراء و حكام الإقليم والمدن الذين هم جميعا من صفوف الحرس الثوري. وقد يقول قائل ما الضير في أن يكون العسكر في الحكومة أليس هم من مواطني هذا البلد ويحق لهم كما يحق لغيرهم المشاركة في السلطة؟.
نقول نعم أن مثل هذه التبريرات التي يستعملها نظام الملالي تصبح مقبولة فيما لو حدثت محاولة انقلابية أو أي حدث آخر من شأنه أن يعريض (وحدة) البلاد والأمة للخطر فيكون وجود العسكر على رأس السلطة حالة استثنائية ودورهم إدارة المرحلة لا أن تكون هيمنتهم على السلطة حالة مستمرة وسياسة ثابتة ويكون الأمر حكرا على فئة الملالي وحماتهم من العسكر الذين لا يجدون سوى فن القمع والقتل و نهب ثروات البلد والتدخل في شؤون الدول الأخرى ودعم الإرهاب وتعريض امن واستقرار المنطقة إلى الخطر كما هو حاصل.
ثم علينا أن نسأل أصحاب الرأي المؤيد لنظام الملالي عن الايجابيات التي حققتها سياسة عسكرة الحياة بالنسبة للشعوب الإيرانية طوال الثلاثين عاما من الحكم. و لنبدأ بالاقتصاد أولا ونرى ما هي عليه الحالة الاقتصادية لإيران في ظل السياسة المتبعة؟. فبحسب اعترافات حكومة احمدي نجاد الشبه عسكرية أن البلاد تشهد تضخما اقتصاديا لم يسبق له مثيل وهو ما دعا الكثير من الخبراء وأساتذة الاقتصاد الإيرانيين إلى توجيه إنذار لاحمدي نجاد حذروه فيه من خطر نشوب اضطرابات أمنية وسياسية جراء استمرار الوضع الاقتصادي المتدهور.
وقد أكد الدكتور " فرشاد مؤمني " المتحدث باسم مجموعة خبراء و أساتذة الاقتصاد في الجامعات الإيرانية الذين التقوا مؤخرا الرئيس الإيراني وحاوره حول سياساته الاقتصادية، أن الاقتصاد الإيراني اقتصاد مريض وان هناك عاملان يبعثان على خطر نشوب اضطرابات أمنية وسياسية في البلاد، وهما عامل التضخم الاقتصادي وعامل البطالة اللذين قد بلغا حد الأزمة وفقا للإحصائيات الموجودة. علما أن مجلة " الاكونوميست" البريطانية المشهورة قدرت نسبة البطالة في إيران بـ 5/12 في المئة وذلك اعتمادا على التقارير الإيرانية الرسمية. ويأتي هذا فيما يبلغ إنتاج إيران من النفط أربعة ملايين برميل يوميا.هذا في الجانب الاقتصادي أما في الجوانب الأخرى فيمكن ألإشارة إلى الفساد الإداري والمحسوبية التي تعم جميع المؤسسات والدوائر الحكومية حتى صارت الرشوة قانونا في اغلب الدوائر واخصها المحاكم و مراكز الشرطة.
أما المخدرات فهي تسري في المجتمع كسريان النار في الهشيم حتى أن أسعارها غدت ارخص بكثير من أسعار ابسط المواد الغذائية. هذا ناهيك عن انتشار الايدز الذي أكدت آخر الإحصائيات الرسمية أن عدد المصابين يبلغ" 17815" مصابا. 41 بالمائة منهم تتراوح أعمارهم بين سن 25-34 عاما وقد مات منهم لحد الآن 2636مصابا. كما تحتل إيران المرتبة الأولى في أعداد السجناء الذين أكد رئيس منظمة السجون الإيرانية أن عددهم يبلغ 185 ألف سجين.هذا عدى عن أولئك الغير مسجلين رسميا ويقبعون في معتقلات الحرس وأجهزة الأمن والمخابرات. كما أن إيران تحتل المرتبة الثانية بعد الصين في عدد حالات الإعدام التي تنفذها علانية والتي تتجاوز ألمائتي حالة سنويا وهو رقم ضخم للغاية.
أما بشأن مستوى الأمية فان تقارير منظمة محو الأمية تؤكد وجود 9 ملايين أمي في إيران.وفيما يخص موضوع منع الانفتاح والتعددية السياسية وهضم حقوق أهل السنة وقمع الشعوب والقوميات غير الفارسية، فهي حالة يطول شرحها هنا.ولكنها واضحة للعيان ويكفي وجود الدستور الطائفي و وجود الحاكم بأمر الله الولي الفقيه الذي يرفض الاعتراف بوجدي أي تعددية مذهبية أو قومية أو سياسية أو ثقافية. فهذا ما أنتجته سياسة عسكرة الدولة والحياة التي اعتمدها نظام ملالي إيران طوال أكثر من ثلاثين عاما على قيام جمهوريتهم التي أطلقوا عليها زورا لقب " الإسلامية " و الإسلام منهم براء كبراءة الذئب من دم يوسف.
----------------
صباح الموسوي
رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة العربي الأحوازي
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
10-09-2008 / 14:50:04 ابران الفارسي
807
الله يهدي الجميع
22-07-2008 / 22:34:27 المواطن العراقي المقاوم
عاجل، تظاهرة غضب خرجت اليوم الأحد 20/7/2008 في الاحواز
عاجل، تظاهرة غضب خرجت اليوم الأحد 20/7/2008 في الاحواز
انطلقت التظاهرة الشجاعة من شارع رقم 6 في الملاشية، الساعة الثامنة والنصف مساء اليوم، حيث اجتمع فيها عشرات من الشباب الملثمين بالكوفيات الحمر، تجاوز عددهم بعد ربع ساعة، المائة وعند ما وصل المتظاهرين إلى الشارع الأصلي في المدينة ومنها إلى الطريق العام، الذي يربط بين مدينتي الأحواز والمحمرة، تجاوز العدد المئات.
ويضيف التقرير ان المتظاهرين أغلقوا الطريق العام لمدة تتجاوز العشرين دقيقة حيث توقفت مئات السيارات عن السير وهو طريق عام يربط مينائي عبادان والمحمرة بالأحواز ومنه إلى طهران. واحرق المتظاهرون الإطارات ورد بعضهم بعد هجوم رجال الأمن على المتظاهرين بالرصاص والغاز المسيل للدموع، رد بالحجارة وحاول احدهم استعمال قنبلة كوكتل مولوتف، منعوه من استعمالها المتظاهرين من اجل سد الباب على حجج النظام لتبرير القمع، وتجاوز عدد المتظاهرين المئات على الطريق العام، حيث انضمت إليهم أعداد أخرى من الأحياء الجنوبية الشمالية لمدينة الأحواز وخصوصا من حي الثورة وأطراف مصنع الحديد، حيث كانوا معظمهم ملثمين بالكوفية الحمراء ويهتفون بشعارات أحوازية وطنية وقومية وتحررية مثل: الأحواز النة وماننطيهه، و، احنه احنه، احنه الثوار، واحنه احنه، أهل الدار، و بالروح، بالدم نفديك يا احواز، و، احواز النة وما ننطيهه، طهران الكم لعبو بيهه.
ان النضال الأحوازي الذي بدأ مع فجر يوم الاحتلال، 20.4.1925، لم يتوقف حتى هذه اللحظة وان الحركة السياسية الأحوازية، انتقلت ومع كل شراسة المحتل وجرائمه ودمويته، انتقلت من مرحلة إلى مرحلة أفضل بنجاح واليوم شعبنا وبعد ما انتقل وبشكل نهائي إلى مرحلة النضال الشعبي والجماهيري، أصبح، ينظم ويتظاهر ويعتصم و يوجه الضربات تلو الضربات للعدو المحتل كل يوم.
وتباعا لهذا النهج الجماهيري للثورة، وتطبيقا للعهد الذي تعهد به أبناء شعبنا من المناضلين للدفاع عن الأرض والوطن وعن جميع شرائح المجتمع الأحوازي وطبقاته المحرومة والمظلومة، خرج مناضلي شعبنا بتظاهرة عارمة مساء هذا اليوم، العشرين من يوليو 2008 منطلقة من شوارع الملاشية، متحدين النظام وأعوانه من العملاء والخونة، ومعبئين بقوة الإيمان وضرورة المواجهة وقبول التضحيات، متمسكين بحقوقهم و بوطنهم وبقوة شعبهم، وها هي الآن وعند تنظيم هذا التقرير، تتحدث الأخبار عن اعتقالات عشوائية بدأت للمتظاهرين المسالمين وهم يسيرون في شوارع الملاشية ويهتفون بإسم الأحواز والشعب الأحوازي.
22-07-2008 / 22:30:05 المواطن العراقي المقاوم
البحرين إيرانية هل تصدق؟
البحرين إيرانية هل تصدق؟
صباح الموسوي
إطلاق التصريحات الاستفزازية و المثيرة للجدل سياسة إيرانية قديمة اعتاد عليها رموز نظام الملالي منذ وصولهم إلى السلطة و إلى اليوم. حيث عملوا دائماً إلى اللجوء لخلق العواصف السياسية إذا ما أرادوا إبعاد الأنظار عن أزماتهم الداخلية أو حياكة مؤامرة جديدة لأحد دول المنطقة. فتصريح مستشار مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي ورئيس مؤسسة " كيهان " الثقافية ‘ حسين شريعتمداري بشأن إيرانية البحرين ‘فعلى الرغم من أنها لم تكن الادعاءات الأولى من نوعها حيث سبق للعديد من المسئولين الإيرانيين إطلاق مثل هذه التصريحات العدوانية سابقاً ‘ فهي تشبه في تفاهتها وعدم جديتها تصريحات الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بشأن إزالة ما يسمى " بدولة إسرائيل " من الخارطة.
فالإيرانيون قبل غيرهم يعلمون جيدا أن تاريخ مملكة البحرين أقدم من تاريخ إيران بأمد بعيد جدا ‘ حيث يوم كان الفرس لم يطأوا بعد ارض ما عرف ببلاد فارس قادمين من آسيا الوسط يدفعهم البحث عن المراعي الخضراء من اجل إطعام أغنامهم‘ كانت حضارة " دلمون" أو البحرين اليوم‘ تسطع شامخة في وسط الخليج العربي الأمر الذي منحها وبكل جدارة لقب جوهرة الخليج.
لقد جاء ذكر دلمون في الكتابات المسمارية القديمة التي تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد و التي وجدت في بلاد الرافدين و في موقع ايبلا في شمال سوريا و حاول العلماء معرفة مكان دلمون التي وصفت بأرض الخلود و بأنها تقع حيث تشرق الشمس و تبعد عن بلاد الرافدين بثلاث ساعات مزدوجة. وقد أثبتت التنقيبات الأثرية إن البحرين هي دلمون المشار إليها في النصوص المسمارية القديمة بمراحلها التاريخية المتعاقبة بل هي مركزها النابض بالنشاط و الحيوية ففيها المستوطنات من مدن وقرى تعج بحياة القصور و الدور و الأسواق و العيون الطبيعية و القنوات و فيها المعابد المقدسة وفيها مئات الآلاف من المدافن على مختلف الأشكال و الأحجام وقد دلت الأواني الفخارية و الحجرية والأختام الدائرية واللقى الأثرية الأخرى على تطور نمط الحياة و تقدم الصناعة و التجارة و اتساعها حتى لعبت دلمون دور الوسيط التجاري بين حضارات وادي الرافدين ووادي السند، وأنحاء الجزيرة العربية الأخرى. وتؤكد الدراسات التاريخية إن أسماء عديدة أطلقت على البحرين عبر العصور القديمة فمن " نيدوك كي" عند الأكاديين إلى " ديلمون أو تيلمون" عند السومريين إلى " تايلوس" عند الفينيقيين وهكذا إلى "البحرين" ثم "أوال" عند المسلمين. وقد أكدت الوثائق التاريخية أن كبيرة الآلهة السومرية "انانا" اختارت ديلمون موطنا أصليا لها قبل أن تجيء إلى "أور" ( جنوب العراق ) عاصمة السومريين الأكثر قدما في التاريخ وتقيم فيها معبدها الذي عرف باسم "بيت ديلمون".
لقد اجمع المؤرخون على أن السومريون هم من الأقوام الجزرية بما يعني أنهم من أصول عربية ‘ و أنهم كانوا السكان الاصليون لجزيرة دلمون ‘ وقد تطرق الشاعر السومري " جلجامش " في ملحمة الشهيرة إلى الإله "انكي" اله المياه الذي نجا من الطوفان العظيم واختار ارض " ديلمون" ليعيش عليها هو وزوجته. فأين الفرس من السومريين و أينهم من دلمون ؟. لقد غزى الملك المتوحش كورش الاخميني مملكة "عيلام" ودمر حضارتها وبنا محلها معسكرات لجيوشه واتخذها بوابة لاحتلال بابل بإغراء وطلب من عشيقته اليهودية " استير" لإطلاق سراح دهاقنة اليهود الذين كانوا في الأسر البابلي. ومع السنين ونتيجة للهيمنة وفرض القوة أصبحت عيلام إيرانية! وقد دعى مؤخرا عدد كبير من الأشخاص والمؤسسات الثقافية الإيرانية الحكومة إلى تسمية مدينة السوس ( التي كانت مركز الدولة العيلامية وحاضنة حضارتها العريقة) عاصمة للثقافة الإيرانية. وهذه السرقة تماثل فعلتهم الدنيئة التي قاموا بها حين ما سرقوا كتاب " كليلة ودمنة" من صاحبه الهندي ليدعوا فيما بعد انه من نتاجهم الثقافي.
فبعد هذا السطو والتزييف الذي أدمن عليه الإيرانيون عبر تاريخهم المشبع بالاعتداءات على الآخرين‘ فلا تستغرب إذا ما قالوا إن " دلمون" إيرانية.
10-09-2008 / 14:50:04 ابران الفارسي