سنية تومية هاني - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6931
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
من اختار الصيد كان يدرك أن لا سند له شعبي وبذلك كان يدرك للوهلة الأولى منذ انتدابه لرئاسة الحكومة أنه يسهل إقالته بسهولة بمجرد رفع الغطاء الحزبي عنه.
لقد تعددت التعليقات وتنوعت فمن قائل إن الصيد أتى للبحث عن الشفقة وهذا أمر مردود على أصحابه فسيرة الرجل في دواليب الدولة وفي الإدارة التونسية تغني عن كل مثل هذا هراء.
ومن قائل إنه أراد أن يدافع عن نفسه والحقيقة أن خطابه في جلسة حجب الثقة لا تدل إلا على روح عالية من المسؤولية اختيار ديمقراطي غير مسبوق ربما في العالم بأسره.فلم يقع اختيار الرجل رئيسا للحكومة في جنح الظلام تحت شجرة نائية بل كان العالم بأسره يشاهد لحظة توليه رئاسة الحكومة تحت قبة البرلمان بعدما اختاروه النواب لذلك كان لابد أن يخرج من نفس الباب لا أن"يدخل من الباب ويخرج مالخوخة" كما يقول المثل الدارج التونسي عندنا.
لقد كان الرجل على يقين بأن البرلمان لن يمنحه الثقة وهذا باد للعيان عبر التصريحات العديدة والمتنوعة لقادة أحزاب الرباعي الحاكم منذ أيام ولكنه كان شجاعا مقداما مخيرا الحل الديمقراطي فيكون بذلك قد وفر جميع مقومات النجاح للحكومة المقبلة وذلك عبر تفادي رئس الحكومة القادم لكل الأخطاء والمطبات التي وقعت فيها حكومة الحبيب الصيد عن غير قصد.
المهم اليوم أن قدما لتونسنا الحبيبة ترسخت في الديمقراطية عبر اعتناق المؤسسات التي يتهاوى تحتها الأشخاص الذين هم زائلون وللمناصب مغادرون أما مؤسسات الدولة فهي التي اشتد اليوم عودها وصلبت ولم تتهاو حتى ولو كان النواب أزرارا اصطناعية لأحزابهم ففي نهاية الأمر هذا هو الانضباط الحزبي.
الأكيد أن خبرة رئيس الحكومة لن تذهب سدى بل إن الوطن يحتاجها في أي موقع وأي مسؤولية ولنا في رؤساء الحكومات السابقة على مر تاريخ الحكومات المتعاقبة في تونس خير دليل فالعديد منهم أمسوا قياديين في أحزابهم وعلى رؤوس مؤسسات وطنية وعربية وعالمية.
كان الارتخاء باد على كل جل الوزراء فلقد تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مكالماتهم الهاتفية في محاميلهم وعلى"ايباداتهم" بدل الاهتمام بخطابات النواب وبردودهم كل في ما يخص وزارته عبر توضيحات مكتوبة أو عبر قصاصات ترسل لرئيس الحكومة كما دأبنا في أي جلسة أسماع فالكل متراخ لأنه على يقين بأنه لن يكون في الحكومة القادمة فنزع الثقة كان في كل أعضاء الحكومة بلا استثناء فلا حل لهم سوى الالتجاء إلى أحزابهم ليكون قياديين فيها .
وقد بادر حزب النهضة بتولية الأمانة العامة للوزير السابق زياد العذاري في خطوة استباقية ليحفظ بها ماء وجهه أو عبر العودة في البرلمان القادم كنواب كما صرح الوزير المسحوب منه الثقة هو الآخر ناجي جلول في لغة انضباط مبالغ فيها لحزبه نداء تونس المتفتت والذي لم يبق منه شيئا بل فرخ حزبا آخر لن يهرب كثيرا عن الحزب الأب في خياراته التي عبر عنها مرزوقه في مؤتمره وأبرزها عداؤه للنهضة و...و...و... وكان الشعب التونسي الأبي ستنطلي عليه مرة أخرى أباطيل الحزيبات الناشئة في حين "انه لا يلدغ المؤمن من نفس الجحر مرتين" والأكيد أن التونسيين مؤمنة إيمانا راسخا والجحر بقي هو نفسه وإن تبدلت الأسماء.
صرح جلول حرفيا في لهجة مكررة ممجوجة لا تعني التونسيين في شيء وانما هي لغة ولاء زائدة ومفرطة للندائيين عساهم يرضون عنه. "بأنه على ذمة الحزب" ككل مرة وككل أزمة يمر بها الحزب بنفس الكلمات وكأن الحزب إله لا يخطئ في حين أنه لا أحد من الصحفيين سأله عن ولائه للحزب من عدمه.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: