أنس الشابي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6366
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الحمد لله وحده
تحية طيبة وبعد
استمعت البارحة إلى الحوار الصحفي الذي أذاعته الوطنيّة الأولى وتناولتم في جزء منه مسألة العلاقة مع حزب حركة النهضة وقد ظهر لي أن البعض ممّا تفضلتم به يتعلق بمستقبل البلاد والعباد لذا فهو في حاجة إلى المزيد من التدقيق والتحقيق كالتالي:
1) قولكم إن الشعب انتخبكم صحيح ولكنه انتخبكم على أساس برنامج ووعود فأحقيتكم في اتخاذ القرار التي أكدتم عليها لا تكون إلا ضمن ما انتخبناكم لأجله وتعهدتم بالوفاء به.
2) قولكم إن الشعب لم ينتخبكم ضد النهضة ولكن لإنقاذ تونس، والصحيح أن إنقاذ تونس لا يكون إلا بمعالجة الكوارث والمصائب التي تسبّب فيها حكم حزب الحركة وما زلنا نعاني من تبعاتها من إفلاس واستشراء للإرهاب وانتشار للتهريب وتدمير للإدارة وخلق أجهزة موازية في الأمن وفي غيره وتحطيم للجهاز القضائي وتبديد لهيبته وحشر للوطن في مؤامرات دولية لا ناقة لنا فيها ولا جمل وتسفير شبابنا إلى المحارق وغير ذلك.
3) نفيكم عن أنفسكم صفة الانتماء للنهضة غير كاف إن لم يكن مقرونا بأفعال لأن هنالك من يتصدّر الساحة الإعلامية والسياسية ليُظهر عداوة لحزب الحركة ولكنه في حقيقة الأمر يقدّم له من الخدمات ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، من ذلك أن بعض المنتسبين لجمعيات مدنية ينادون اليوم بالمساواة في الإرث وكأن حزب الحركة ترك لنا ما يمكن أن يورث بعد حكمه البغيض أو أن هذه المساواة ستعالج ما عليه البلاد من هوان وإفلاس، إنهم بما دعوا إليه يحوّلون الأنظار عن المشاكل الحقيقية ويخوضون معارك مخسورة مسبقا الرابح فيها حزب الحركة، وبما أن العبرة بالخواتيم نترك وصفكم بالنهضوي أو بغيره لِما بعد الحساب في نهاية عهدتكم الرئاسية.
4) قولكم إن قواعد النهضة صوتت للمرزوقي أما الغنوشي والبعض ممّن معه فقد صوتوا لكم لا نجد له ما يسنده واقعا، لأن المكاتب الجهوية للنهضة هي التي تكفلت بإنجاح حملة المرزوقي ولا أعتقد من خلال معرفتي بحزب الحركة أن الغنوشي يمكن أن يترك كتلته الانتخابية تائهة بين المترشحين والصواب أنه وجهها للتصويت للمرزوقي ولكنه أظهر حيادا وهميا أعتقد أنه من مخلفات لقاء باريس الذي تمّ فيه التخطيط لكل شيء وفق ما قال هو نفسه فيما سُمي مؤتمر سوسة، ومن ناحية أخرى لا يخفى عليكم يا سيادة الرئيس أن منتسبي حزب الحركة هم كالقطيع يتجهون حيثما يوجّههم الغنوشي دون أدنى اعتراض والأمثلة على ذلك كثيرة، فهل تعتقدون أن قطيعا كهذا يمكن أن يتركه صاحبه يتصرّف قبل أن يحدّد له مسبقا الخطوات جميعها وبالتفصيل أو أن يأتمنه على المحافظة على ما حقق من مكاسب إبان حكمه، ولمّا أقول قطيع أعني ما أقول فاستقالة أمين عام حزب عادي في أصقاع الدنيا جميعها تتبعها استقالات أخرى مساندة له وهذه قاعدة لا محيد عنها في كل الأحزاب لكنها لا تنطبق على حزب الحركة وتذكرون أن أمينه العام استقال ولكنه خرج لوحده لأنه عمليا ليس إلا رقما في القطيع.
5) قولكم النهضة اختارها الشعب التونسي صحيح ولكنه اختار كذلك النداء الذي تعهّد أيام الانتخابات بإصلاح ما أفسدت، ثم هل أن انتخاب النهضة للجلوس في قصر باردو كاف لإعفائها من المحاسبة؟.
6) قلتم بأن الشعب لم يمكنكم من الأغلبية المطلقة ومكن حزب الحركة من الرتبة الثانية وفي ذلك رسالة رتبتم عليها ما سميتموه التشارك في الحكم بينكم وبين النهضة والحال أن الرتبة الأولى تعني تفويضا من الشعب لتنفيذ برنامج النداء والرتبة الثانية تعني رفضا لبرنامج حزب الحركة ولكن قلبتم الموازين فلم يعد الانتخاب اختيارا للبرامج والأهداف بل أصبح حسبما ذكرتم تفويضا من الشعب لكم للتحالف مع صاحب المرتبة الثانية وهو انحراف بما هو مجمع عليه إلى غير مواضعه.
ذاك ما عنّ لي قوله وفي حفظ الله دمتم.
تونس في 04/02/2016.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: