البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

النهضة للنداء سلام يا ‘صاحبي’

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6337


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


C'est de bonne guerre ، هكذا علق السيد نور الدين بن تيشة ‘القيادي’ بحزب النداء أو ما تبقى منه على فرضية استفادة حركة النهضة من الصراعات و الانقسامات داخل حزب النداء الشريك في الحكم ، هناك من يقول مثل الصحفي التونسي صافى سعيد أن السيد راشد الغنوشى ‘ يكور’ بالرئيس، لكن المهم في كل الأحوال أن حركة النهضة تخرج المستفيد الأول من سقوط حزب النداء في سلة المهملات السياسية و تصاعد نقمة الشعب التونسي على كل القيادات السياسية للحزب و بالذات الجناحين المتخاصمين الأول بقيادة محسن مرزوق و الثاني بقيادة ابن الرئيس السيد حافظ قائد السبسى ، و اليوم، نجد أن النهضة قد استفادت كثيرا من خروجها من الحكم تحت ضغوط الشارع اثر اغتيال الشهيد محمد البراهمى ، و نجد أن زعيم النهضة قد استطاع تحويل تلك الهزيمة القاسية إلى انتصار في أقل من سنة بحيث عاد الحزب إلى صدارة المشهد و باتت وسائل الإعلام بمختلف مشاربها تستضيف كل قيادات الحركة بعد أن كان البعض منهم على الأقل ممنوعا من الصرف الإعلامي طيلة حكم الترويكا .

لو كانت الأمور بيدي يقول أحد المعلقين السياسيين لحاكمت قيادة النداء بتهمة الغباء السياسي، فلأول مرة في تاريخ تونس الحديث يصل حزب سياسي إلى مشارف السلطة بقوة الانتخابات الشفافة، ولأول مرة تتاح للدستوريين و تيارات الفكر المختلف مع الإسلاميين فرصة الحكم و تنفيذ البرامج السياسية لكن المفاجأة تأتى صادمة للناخبين بعد أن انشطر الحزب إلى حزيبات صغيرة بفعل عملية التدافع الانتهازي لما يسمى بقيادات الصف الأول الحزبية، و رغم جهود مؤسس الحزب الرئيس التونسي الحالي فقد فشلت كل محاولات راب الصدع بين الإخوة الأعداء مما حتم على الناطق الرسمي باسم الحزب السيد بوجمعة الرميلى رمى المنديل و الإقرار مؤخرا بنهاية الحزب، بالتوازي تتحدث أطراف حزبية داخل حركة النداء المقسم عن اتهام لحركة النهضة بكونها تقف وراء انشطار الحزب و بكونها قد سعت إلى بث الفرقة بين الأجنحة المتصارعة خاصة بعد أن تمت التعيينات الوزارية و لم تتحقق طموحات بعض القياديين الانتهازيين .

طبعا لا شيء مستغرب من حركة النهضة، و الشيخ الغنوشى يعلم كل تضاريس حركة النداء و كل ما يدور في صدور بعض القيادات الانتهازية الطامحة في الكراسي الحكومية الأمامية ، و بعملية طرح و جمع سياسية بسيطة تمكن زعيم النهضة المتعود على الحيل السياسية البارعة من تحريك المياه الراكدة داخل حزب النداء، و خاصة في نفوس المتآمرين على الرئيس و على طموحات حزب الرئيس، و الواضح اليوم لجميع المتتبعين أن حركة النهضة قد تمكنت من ‘الاندساس’ داخل المواقع المهمة في لدولة في انتظار الانتخابات البلدية القادمة التي ستشكل صفعة قوية في وجه حكومة الفشل و رئاسة التأتأة السياسية الفاقدة للطعم، في هذا الإطار، ستشكل نتائج الانتخابات البلدية القادمة مؤشرا ملموسا على حالة الإحباط التي تعم كل الذين راهنوا على حزب النداء لقيادة تونس إلى بر الأمان، و يتوقع الملاحظون أن تكون تلك النتائج عقوبة قاسية للرئيس الباجى قائد السبسى صاحب ‘ باتيندة’ الحزب و لكل الذين امنوا فعلا بهذا الحزب الفتى، بل من المتوقع أن تنهى هذه الانتخابات كل الطموحات السياسية السابقة لأوانها للسيدين محسن مرزوق و حافظ قائد السبسى.

طبعا، ما يحصل في النداء يحصل في كثير من الأحزاب الأخرى، و لعل النشأة السريعة و الولادة من الخاصرة لهذا المولود السياسي الجديد على الساحة الوطنية قد ترك بعض الهنات بعد الولادة القيصرية في ظل وضع اقتصادي و سياسي و أمنى متلاطم الأمواج و كثير التقلبات، لكن من الواضح أن الرئيس قد أساء اختيار الشخص المطلوب لرئاسة الحكومة و كان ‘محافظا’ أكثر من اللزوم في هذه المرحلة التي تتطلب الأفكار و ليس ‘تبادل الأفكار’، فضلا عن موضوع الوراثة و عدم ثبات الرئيس على موقف واحد من البداية خاصة أن هناك من يلوم عليه ‘ مصاحبته ‘ لابنه في الحزب في عملية أسالت كثيرا من الحبر و أفرزت ما يسمى بحرب التوريث، يقال أن اللوم بعد حصول القضاء بدعة، لكن الرئيس اليوم لم يعد في وضع الحكم النزيه و لم يعد قادرا على ‘تدوير ‘ الزوايا بين كوادر الحزب، لذلك يتحدث البعض عن لعبة النهضة الخفية و عن ‘ أشياء ‘ مرعبة أخرى في علاقة بالأحداث الدموية العاصفة الأخيرة، بل هناك من يربط الدعوات إلى انتخابات مبكرة بما حدث في القصرين و في عدة مدن تونسية يعلم الجميع أنها مناطق محظورة على غير المنتسبين لحركة النهضة، فهل أن تصويب الرئيس على الجبهة الشعبية محق أم أن الأبحاث الجارية ستكشف الحقيقة كما يراها البعض، طبعا ستستمر حركة النهضة في التلاعب و التضليل لحين مرور ذكرى اغتيال الشهيد الكبير شكري بلعيد و بعدها ستقول لحزب النداء المثخن بالجراح الموجعة ‘ سلام يا صاحبي ‘ .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، حركة النهضة، حركة نداء تونس، السبسي، الغنوشي، الصراعات داخل النداء،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صفاء العربي، ياسين أحمد، وائل بنجدو، فهمي شراب، كريم فارق، د- محمد رحال، د- هاني ابوالفتوح، محمد يحي، المولدي الفرجاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، علي عبد العال، حسن عثمان، حميدة الطيلوش، طارق خفاجي، بيلسان قيصر، خالد الجاف ، محمد أحمد عزوز، مصطفى منيغ، د. طارق عبد الحليم، فوزي مسعود ، أشرف إبراهيم حجاج، د. ضرغام عبد الله الدباغ، الهيثم زعفان، عبد العزيز كحيل، د. عبد الآله المالكي، د - عادل رضا، محمود فاروق سيد شعبان، سلام الشماع، رافد العزاوي، مجدى داود، محمود طرشوبي، رافع القارصي، صالح النعامي ، أحمد الحباسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. خالد الطراولي ، رشيد السيد أحمد، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- جابر قميحة، محمد اسعد بيوض التميمي، سيد السباعي، الهادي المثلوثي، د. أحمد بشير، محمد الياسين، أحمد ملحم، العادل السمعلي، صلاح الحريري، تونسي، علي الكاش، عبد الله زيدان، عواطف منصور، سامح لطف الله، محمد الطرابلسي، سامر أبو رمان ، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الله الفقير، رضا الدبّابي، محمد علي العقربي، الناصر الرقيق، حسن الطرابلسي، د - صالح المازقي، أ.د. مصطفى رجب، رمضان حينوني، إسراء أبو رمان، عراق المطيري، محمد عمر غرس الله، عبد الغني مزوز، عبد الرزاق قيراط ، د. صلاح عودة الله ، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد محمد سليمان، سفيان عبد الكافي، فتحي الزغل، مصطفي زهران، ماهر عدنان قنديل، أحمد النعيمي، طلال قسومي، مراد قميزة، سلوى المغربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود سلطان، إيمى الأشقر، كريم السليتي، عمار غيلوفي، المولدي اليوسفي، أنس الشابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - الضاوي خوالدية، صفاء العراقي، يزيد بن الحسين، أحمد بوادي، نادية سعد، إياد محمود حسين ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أبو سمية، جاسم الرصيف، صلاح المختار، د - مصطفى فهمي، د - شاكر الحوكي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سعود السبعاني، عزيز العرباوي، صباح الموسوي ، د- محمود علي عريقات، د.محمد فتحي عبد العال، د - محمد بنيعيش، ضحى عبد الرحمن، فتحي العابد، خبَّاب بن مروان الحمد، منجي باكير، يحيي البوليني، محرر "بوابتي"، حاتم الصولي، د - المنجي الكعبي، محمد شمام ، محمد العيادي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عمر غازي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء