د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6379
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يجب أن نهنئ الأستاذ الباجي قايد السبسي الرئيس الشرفي "لنداء تونس". لأنه دفع باتجاه عقد مؤتمر لحزبه الذي تخلى عن رئاسته المباشرة بعد استلامه مقاليد السلطة العليا في البلاد. ولم تحُل الرئاسة الشرفية لحزبه دون مد اليد الى أعضائه المخلصين، الذين كان له الفضل في تجميعهم حوله لتحقيق الأهداف المتعينة من التأسيس أولاً، والذين بقي من المتعين عليهم لتجاوز خلافاتهم البقاء على الألفة والتوافق بينهم لدعم مكاسبه من وجودهم لحمة واحدة داخله ما أمكن، دون نزعة تحطيمية من بعضهم للانفراد بالقيادة في صلبه دون بعض. ولو لم يكن للرئاسة الشرفية هذا الدور بعد ترك حزبه لما كان هناك منطق لوجودها أصلاً. لأن الغاية من التخلي عن المسؤولية في حزبه لا يعني الانقطاع عن الانتماء لحزبه أو لأي حزب بعينه، لأنه سيكون في هذه الحالة كالنواة المنفلة من عناصرها.. فما بالك ومرجعيته الحزبية في الحكم هي مرجعية حزبه وأساس بنائه الفكري ونضاله من أجل ما تصوره إطاراً له ومبرراً لوجوده، وما عنوانه الشرفي برئاسته إلا دليل على هذا الانتماء والفخر به.. ويبقى على الدستور مراعاة كونه لا يتولى المهام المعهودة داخل كل تنظيم حزبي ومعالجة قضايا الدولة من منظور حزبي ضيق.. لأن المؤسسات هناك للتعديل والمراقبة.
ولو لم يكن، حتى من الأعضاء الحريصين على صفته التحكيمية التي تقتضيها بالتعريف صفته الشرفية للحزب لكان كل الشعب الذي أيده في التشريعية والرئاسية أحرص منهم. وأقصد "بكل الشعب" النسبة الكبيرة التي صوتت له من خارج حزبه، ودون تحزب له أو لأحد من أنصاره في الحزب، ولكن للمصلحة المقتضاة من الظرف الذي كانت تمر به البلاد في غياب التوازن وعدم الاستقرار الذي دام أكثر مما يلزم بعد الثورة. فالوفاء من خلال التأييد له في رئاسته يتطابق مع الوفاء لحزبه الذي صعّده الى تلك المنزلة من التصويت له بأغلبية، لتسلّم مسؤولية الحكم في البلاد. وإنما تُسيّر الدول بأحزابها، وتخطو الشعوب بخطى زعمائها طالما ناسبت خطاهم مطامحهم وآمالهم. والرئيس في الحقيقة بوزنه الحزبي وإنْ ترك كرسيه به الى كرسي السلطة. وتتكافأ الأحزاب بزعمائها الحقيقيين لا بالمنشقين عنهم إذا ضعفت ملكات المنافسة لديهم على الزعامة داخلها أو افتقدتها لسبب من الأسباب.
تونس في ٦ جانفي ٢٠١٦
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: