البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

‘النداء‘ لا يستمع إلى النداء

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5640


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


انفجرت القلوب الانتهازية في حركة ‘ النداء ‘ و أخرجت ما فيها من عورات و خور، هذا الأمر كان متوقعا لعديد المتابعين، فأغلب السادة ‘ المؤسسين’ انتهازيون بامتياز و لا يملكون ما يسمى بالقاعدة الشعبية و لم يكن لهم رصيد نضالي معتبر سوى بعض ‘المحطات’ من هنا و هناك و التي لا تكفى لصنع الزعامة و لا القدرة على التعامل مع ظرفيات و تحولات الواقع السياسي خاصة بعدما عرفته تونس من ثورة أريد منها أن تقطع مع الماضي لصنع حاضر مبهم و غائم في عقول أغلب المتحدثين الذين نشاهدهم يوميا في وسائل الإعلام، فلا يعرف مثلا عن الأستاذ عبد الستار المسعودي ‘تاريخ’ في النضال ضد ما يسمى بمنظومة الاستبداد و لا يعرف عن العميد الأزهر القروي الشابى ‘ تاريخا’ في خدمة قضايا المحاماة أو في تبديل حالها من السىء إلى الأحسن و لا نعرف في النهاية عن رئيس لجنة التشريع العام بمجلس نواب الشعب ‘ تاريخ’ في النضال سواء كان للدفاع عن مساجين الرأي أو لخدمة فقه القضاء و تفسير الغامض من القانون.

الذين ذهبوا لانتخاب ‘ النداء’ لم يذهبوا حقيقة لانتخاب هؤلاء ‘ المؤسسين ‘ الذين يتصارعون اليوم على اقتسام الكعكة و البحث عن المناصب و خدمة أغراضهم الشخصية، فلا السيد محسن مرزوق كان ‘يملأ العين ‘ كما يقال و لا بعض زملاءه الذين لا يمثلون إلا أنفسهم مثل السادة خميس قسيلة و رضا بلحاج و بالطبع حافظ قائد السبسى كانوا يثيرون شهية الناخب، بالعكس كل الذين ذهبوا لانتشال تونس من فوضى الإرهاب الداهم الذي كانت تبشر به حركة النهضة جموع الشعب قد ذهبوا لانتخاب شخص واحد يختزل النداء و الشاغلين لمقراته و هو السيد الباجى قائد السبسى ، و لا أحد غيره، و لعل هؤلاء المتاجرين باسم السيد السبسى يعلمون أن انتخابهم قد تم بالجملة و لأجل عيون السيد رئيس الجمهورية الحالي، فالأغلبية الانتخابية في 23 أكتوبر و ما تلاه قد انتخبت الجميع في حالة من لاوعي داخلي تماما كما حصل مع حركة النهضة بعد هروب الرئيس السابق ، و إذا تم انتخاب حمادي الجبالى و على العريض و محرزيه العبيدى و وليد البنانى و بقية المجلس العسكري لحركة النهضة في تلك الفترة توقيا من النظام السابق فقد انتخب جمهور النداء هؤلاء المتصارعين اليوم توقيا من إرهاب حركة النهضة .

الوطن قبل الحزب، هذا هو الشعار المرفوع في نداء تونس، لكن ما علاقة هؤلاء المتصارعين بالوطن ؟ ... صحيح، ما علاقة هؤلاء بالوطن ؟ فالوطن كما نعلم يغرق لحظة بلحظة و معركة المتخاذلين في النداء لا تخدم الوطن بل تزيد من غرقه، فكيف يرفعون الشعار و يفعلون العار و كيف يتحدثون عن الوطن و هم يدمرون هذا الوطن ؟ فمن يصدق الأستاذ عبادة الكافي و هو يتحدث عن إنقاذ النداء من باب حب الوطن ؟ من يصدق السيد محسن مرزوق و هو يتباكى على الشرعية و هو يدمر شرعية الوطن ليتركه فريسة للإرهاب ؟ و هل يملك السيد السبسى الصغير الحل السحري لإنقاذ نداء الوطن ؟ ...الكل يعلم أنها حرب الكراسي و حرب النجوم الآفلة، فالسيدة اللومى وزيرة السياحة لم تقدم للسياحة ما ينقذها من الانهيار فهل تملك هذه السيدة في جرابها الممزق الحل لإنقاذ النداء من حرب الزعامات الزائفة ؟ ... المؤسف أن يصر الأستاذ عبد الستار المسعودى على الانسحاب و يجد السيد بوجمعة الرميلى يطيب خاطره و يدعوه للتمهل في مشهد حزين مقرف أثار حفيظة المتابعين، فهل هكذا يدار حزب ‘النداء’ و هل هان النداء بهذا الحد ليسومه كل مفلس .

أن يعلن الرئيس عن سخطه و إحباطه من تصرفات المنسحبين و الباقين على حد سواء فهذا دليل أن معركة النداء هي معركة كراسي و مشاعر انتهازية و رغبة في تصدر المشهد السياسي من باب الغرور و المنفعية الشخصية، و بناء تونس لا يمكن أن يتم بهؤلاء المنسحبين و لا بهؤلاء المتمسكين ‘بالشرعية’ المغتصبة و المقدوح فيها لان العقول التي تمرست طيلة السنوات الماضية على الغش السياسي و اصطناع المواقف البائسة ليست قادرة أن تحل مشاكل الشباب و أن يكون الوطن قبل الرغبات المغرورة، فالذين عجزوا عن التوحد فيما بينهم و تفككوا مللا و عشائر من أجل منصب بائس لبسوا قادرين على صنع ربيع الوطن بعقول الخريف و لا خدمة هذه الأجيال التي طالما استقدموها في حملات الانتخاب المزورة و رموها في سلة المهملات لتصبح لقمة سائغة في أفواه الإرهاب و الخطاب التكفيري ، لذلك لا ينتظر المواطن اليوم أن يأتي الفرج من النداء بعد أن رفض تلبية النداء، لتبقى الشعارات مجرد شعارات، و ليبقى الوطن سجين صراعات الإخوة الأعداء .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، حركة نداء تونس، محسن مرزوق، الإنشقاقات بنداء تونس، نداء تونس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-12-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد الياسين، صفاء العراقي، محمود طرشوبي، سلام الشماع، عمر غازي، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد النعيمي، محمود فاروق سيد شعبان، د - محمد بنيعيش، د. أحمد محمد سليمان، ياسين أحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الغني مزوز، حاتم الصولي، د.محمد فتحي عبد العال، سيد السباعي، د- هاني ابوالفتوح، صلاح الحريري، محمد العيادي، فتحي الزغل، نادية سعد، ضحى عبد الرحمن، صالح النعامي ، مصطفى منيغ، أحمد بوادي، عبد الله الفقير، د - شاكر الحوكي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- محمد رحال، علي عبد العال، الناصر الرقيق، د. عبد الآله المالكي، علي الكاش، إياد محمود حسين ، سعود السبعاني، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، د - مصطفى فهمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحـي قاره بيبـان، عبد الرزاق قيراط ، يحيي البوليني، عبد الله زيدان، عراق المطيري، د - صالح المازقي، العادل السمعلي، أنس الشابي، حسن الطرابلسي، طلال قسومي، مصطفي زهران، د. طارق عبد الحليم، صلاح المختار، يزيد بن الحسين، د- محمود علي عريقات، إسراء أبو رمان، د - عادل رضا، إيمى الأشقر، كريم فارق، د. صلاح عودة الله ، منجي باكير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، وائل بنجدو، رافد العزاوي، سامر أبو رمان ، أحمد الحباسي، عمار غيلوفي، فوزي مسعود ، حسن عثمان، فتحي العابد، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الطرابلسي، عزيز العرباوي، الهيثم زعفان، د - محمد بن موسى الشريف ، د - المنجي الكعبي، عواطف منصور، رافع القارصي، حميدة الطيلوش، خبَّاب بن مروان الحمد، سفيان عبد الكافي، د. مصطفى يوسف اللداوي، سامح لطف الله، فهمي شراب، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد بشير، الهادي المثلوثي، د - الضاوي خوالدية، كريم السليتي، أ.د. مصطفى رجب، أشرف إبراهيم حجاج، محمود سلطان، سليمان أحمد أبو ستة، رمضان حينوني، سلوى المغربي، د. عادل محمد عايش الأسطل، تونسي، خالد الجاف ، صفاء العربي، أبو سمية، د. خالد الطراولي ، صباح الموسوي ، رضا الدبّابي، محمد يحي، أحمد ملحم، المولدي الفرجاني، د- جابر قميحة، مجدى داود، محمد شمام ، رشيد السيد أحمد، محمد عمر غرس الله، محرر "بوابتي"، جاسم الرصيف، مراد قميزة،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء