أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6153
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
انفجرت القلوب الانتهازية في حركة ‘ النداء ‘ و أخرجت ما فيها من عورات و خور، هذا الأمر كان متوقعا لعديد المتابعين، فأغلب السادة ‘ المؤسسين’ انتهازيون بامتياز و لا يملكون ما يسمى بالقاعدة الشعبية و لم يكن لهم رصيد نضالي معتبر سوى بعض ‘المحطات’ من هنا و هناك و التي لا تكفى لصنع الزعامة و لا القدرة على التعامل مع ظرفيات و تحولات الواقع السياسي خاصة بعدما عرفته تونس من ثورة أريد منها أن تقطع مع الماضي لصنع حاضر مبهم و غائم في عقول أغلب المتحدثين الذين نشاهدهم يوميا في وسائل الإعلام، فلا يعرف مثلا عن الأستاذ عبد الستار المسعودي ‘تاريخ’ في النضال ضد ما يسمى بمنظومة الاستبداد و لا يعرف عن العميد الأزهر القروي الشابى ‘ تاريخا’ في خدمة قضايا المحاماة أو في تبديل حالها من السىء إلى الأحسن و لا نعرف في النهاية عن رئيس لجنة التشريع العام بمجلس نواب الشعب ‘ تاريخ’ في النضال سواء كان للدفاع عن مساجين الرأي أو لخدمة فقه القضاء و تفسير الغامض من القانون.
الذين ذهبوا لانتخاب ‘ النداء’ لم يذهبوا حقيقة لانتخاب هؤلاء ‘ المؤسسين ‘ الذين يتصارعون اليوم على اقتسام الكعكة و البحث عن المناصب و خدمة أغراضهم الشخصية، فلا السيد محسن مرزوق كان ‘يملأ العين ‘ كما يقال و لا بعض زملاءه الذين لا يمثلون إلا أنفسهم مثل السادة خميس قسيلة و رضا بلحاج و بالطبع حافظ قائد السبسى كانوا يثيرون شهية الناخب، بالعكس كل الذين ذهبوا لانتشال تونس من فوضى الإرهاب الداهم الذي كانت تبشر به حركة النهضة جموع الشعب قد ذهبوا لانتخاب شخص واحد يختزل النداء و الشاغلين لمقراته و هو السيد الباجى قائد السبسى ، و لا أحد غيره، و لعل هؤلاء المتاجرين باسم السيد السبسى يعلمون أن انتخابهم قد تم بالجملة و لأجل عيون السيد رئيس الجمهورية الحالي، فالأغلبية الانتخابية في 23 أكتوبر و ما تلاه قد انتخبت الجميع في حالة من لاوعي داخلي تماما كما حصل مع حركة النهضة بعد هروب الرئيس السابق ، و إذا تم انتخاب حمادي الجبالى و على العريض و محرزيه العبيدى و وليد البنانى و بقية المجلس العسكري لحركة النهضة في تلك الفترة توقيا من النظام السابق فقد انتخب جمهور النداء هؤلاء المتصارعين اليوم توقيا من إرهاب حركة النهضة .
الوطن قبل الحزب، هذا هو الشعار المرفوع في نداء تونس، لكن ما علاقة هؤلاء المتصارعين بالوطن ؟ ... صحيح، ما علاقة هؤلاء بالوطن ؟ فالوطن كما نعلم يغرق لحظة بلحظة و معركة المتخاذلين في النداء لا تخدم الوطن بل تزيد من غرقه، فكيف يرفعون الشعار و يفعلون العار و كيف يتحدثون عن الوطن و هم يدمرون هذا الوطن ؟ فمن يصدق الأستاذ عبادة الكافي و هو يتحدث عن إنقاذ النداء من باب حب الوطن ؟ من يصدق السيد محسن مرزوق و هو يتباكى على الشرعية و هو يدمر شرعية الوطن ليتركه فريسة للإرهاب ؟ و هل يملك السيد السبسى الصغير الحل السحري لإنقاذ نداء الوطن ؟ ...الكل يعلم أنها حرب الكراسي و حرب النجوم الآفلة، فالسيدة اللومى وزيرة السياحة لم تقدم للسياحة ما ينقذها من الانهيار فهل تملك هذه السيدة في جرابها الممزق الحل لإنقاذ النداء من حرب الزعامات الزائفة ؟ ... المؤسف أن يصر الأستاذ عبد الستار المسعودى على الانسحاب و يجد السيد بوجمعة الرميلى يطيب خاطره و يدعوه للتمهل في مشهد حزين مقرف أثار حفيظة المتابعين، فهل هكذا يدار حزب ‘النداء’ و هل هان النداء بهذا الحد ليسومه كل مفلس .
أن يعلن الرئيس عن سخطه و إحباطه من تصرفات المنسحبين و الباقين على حد سواء فهذا دليل أن معركة النداء هي معركة كراسي و مشاعر انتهازية و رغبة في تصدر المشهد السياسي من باب الغرور و المنفعية الشخصية، و بناء تونس لا يمكن أن يتم بهؤلاء المنسحبين و لا بهؤلاء المتمسكين ‘بالشرعية’ المغتصبة و المقدوح فيها لان العقول التي تمرست طيلة السنوات الماضية على الغش السياسي و اصطناع المواقف البائسة ليست قادرة أن تحل مشاكل الشباب و أن يكون الوطن قبل الرغبات المغرورة، فالذين عجزوا عن التوحد فيما بينهم و تفككوا مللا و عشائر من أجل منصب بائس لبسوا قادرين على صنع ربيع الوطن بعقول الخريف و لا خدمة هذه الأجيال التي طالما استقدموها في حملات الانتخاب المزورة و رموها في سلة المهملات لتصبح لقمة سائغة في أفواه الإرهاب و الخطاب التكفيري ، لذلك لا ينتظر المواطن اليوم أن يأتي الفرج من النداء بعد أن رفض تلبية النداء، لتبقى الشعارات مجرد شعارات، و ليبقى الوطن سجين صراعات الإخوة الأعداء .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: