البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

نذير و سفيان ...و الاخرون

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5613


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لست متفائلا بعودة نذير القطارى و سفيان الشورابى الصحفيين التونسيين المختطفين فى ليبيا ، على الأقل على المدى القريب ، فالقضية في واقع الأمر لا تتعلق بالتفاؤل أو التشاؤم أو التشاؤل ، بل هناك ما يعيق عودة الصحفيين ، و هناك أيادي تونسية خفية تلعب في مسرح الأحداث الليبي ، و هناك وزارة خارجية خرج منها الملف و لكنها تصر على استعادته لتلمع صورة السياسة الخارجية التي تم السطو عليها في عهد الترويكا ، كما أشياء كثيرة في الواقع ، و هناك جمعية صحفيين يعلم الجميع أنها حاضرة بالغياب ، و هناك مرتزقة من بعض رجال الأعمال يعدون على الأصابع يمارسون السمسرة و بيع الضمير في هذا الملف دون مراعاة لمشاعر عائلة المخطوفين ، و هناك الجماعات الإرهابية التكفيرية ، بعضها في علاقة مع حركة النهضة ، و البعض الأخر في علاقة مع عبد الحكيم بلحاج ، الواجهة الإرهابية الليبية المعروف ، الكل يتصارع و الكل ينافق ، و الكل يتاجر .

يجمع الكثيرون أن السيد الطيب البكوش لا مكان له في وزارة الخارجية ، و ‘شهاداته’ النقابية لا تصلح في مثل هذه الوزارة السياسية بامتياز ، و كان بإمكان السيد الحبيب الصيد ترضية الرجل بتعيينه وزيرا معتمدا مكلفا بالعلاقات مع ...الاتحاد و المنظمات الدولية ذات العلاقة ، و رغم أن المقارنة لا تصـــح ، فشتان بين السيد الطيب البكوش و بين السيد المنجى سليم ، بين السيد البكوش و بين ساكن قرطاج الحالي السيد الباجى قائد السبسى ، و لعل الأيام قد كشفت الآن للجميع أن ‘مجهود’ وزارة السيد الطيب البكوش لم يثمر و أن عملية تقطيع الوقت قد باءت بالفشل و أن تطمينات الوزير ليست إلا فرقعة إعلامية للاستهلاك المحلى لا غير ، لنتساءل في نهاية الأمر ، إلى متى ستستمر هذه الجهود و إلى متى ستستمر معاناة العائلتين و المخطوفين على حد سواء .

لقد سقط القناع عن القناع ، لنبتين أن هناك من رجال الأعمال من هو قادر على التدخل بصورة ناجعة في ملف المخطوفين ، لكن من الواضح أن هناك أيادي خفية داخلية و خارجية تريد أن تطيل عمر معاناة المخطوفين ، و هؤلاء ‘ التجار’ السياسيون بالأساس لا تهمهم مشاعر العائلتين بل غايتهم الوحيدة هي الابتزاز و محاولة ربح نقاط معينة على حساب أطراف داخلية و خارجية مهتمة بالملف ، و لا شك أن لحركة النهضة خيوطا في هذه اللعبة ‘التجارية’ القذرة ، فالإخوان في ليبيا لا يمكنهم اعتقال صحفيين تحولت قضيتهم إلى قضية رأى عام تونسي و دولي دون حصولهم المسبق على غطاء الإخوان في تونس ، بل أكاد أجزم أن هناك أطرافا بعينها في حركة النهضة ‘تتحصن’ بهذا الملف الإنساني حتى تتجنب محاسبتها من القضاء على جملة من التهم الخطيرة خاصة بعد أن رفضت منظمات المجتمع المدني قانون المصالحة رفضا باتا ، بهذا المعنى ، لا نفهم كيف تعجز الحركة عن ‘ الحركة’ في هذا الملف لو لم تكن يدها في يد الجماعات الإرهابية الخاطفة .

منذ فترة توجه والد أحد المخطوفين طالبا مساعدة المخابرات الفرنسية ، و منح قصر الإيليزى للرجل هذه المساعدة ، و منذ تلك الحادثة لم نعد نسمع عن نتيجة تحركات المخابرات الفرنسية المعروفة بكثرة تسريباتها و كثرة إشاعاتها ، و لم نعد نجد بالإعلام الفرنسي المتعود على الانفراد الصحفي ما يسد الرمق و يعطى الأمل بل أنه من المثير للانتباه أن تحجم عائلة المتدخل عن الكلام المباح و هي المتعودة يوميا على إطلاق التصريحات و المؤاخذات و هو ما يعطى الانطباع للرأي العام بأن المخابرات الفرنسية ما زالت بصدد البحث عن موطئ قدم في الرمال الليبية المتحركة ، أو أنها فشلت في المهمة لأسباب سيتم تداولها بعد فترة أو أن هناك تهديدات إرهابية وصلت إلى مسامع المعنيين بالأمر في فرنسا لتحبط مساعيهم قبل أن تبدأ ، و لعل الحملة العنيفة التي واجهت زيارة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزى تعطى الدليل على رفض كثير من الطبقة السياسية المرتبطة بمصالح خارجية ‘ أخرى’ لهذه الزيارة المشبوهة و لأي دور لعبته أو ستلعبه فرنسا .

لا شك أن الجماعات الإرهابية الليبية تمولها أطراف خليجية معروفة ، هذا التمويل ليس محصورا في الجانب المادي فحسب ، بل هناك تمويل متمثل في تعاون استخباري يهم علاقة هذه الجماعات بالملف السوري و تسهيل خروج و دخول الجماعات التكفيرية إلى الشام و العراق ، وفى تعاون وثيق لم يعد سرا بين هذه الجماعات و بين تجار المخدرات و السلاح و الرقيق الأبيض ، و بهذا المعنى قلا شك أن الجميع يعلم كل شيء عن الجميع ، و هنا نتساءل من هي المخابرات الأجنبية ذات العلاقة بهذه الجماعات التكفيرية التي تعمل على ملف المخطوفين و ما هي أهدافها الخفية من إطالة أمد عملية الاختطاف ، و لماذا لا تعلن هذه الجهات الأجنبية عن مطالبها رغم مرور أكثر من سنة على هذه العملية الجبانة ، و هنا نتساءل بصورة صريحة هل ما زال المخطوفان نذير و سفيان على قيد الحياة كما يصر وزير الخارجية الطيب البكوش منذ أيام فقط .

لقد سبق أن شهدت مناطق مختلفة في العالم عمليات اختطاف أخذت وقتا طويلا لحين انتهاءها سواء بالإفراج عن الرهينة أو قتله ، لكن القاسم المشترك في كل عمليات الاختطاف كان مطالبة الخاطفين بمطالب معينة تتراوح بين السياسي أو المالي أو التبادل ، لكن عملية اختطاف نذير و سفيان لم تخضع لجملة هذه العوامل المذكورة و بالتالي فهي لا تعد عملية اختطاف بالمعنى ‘ التقليدي’ لنطبق عليها هذه المقاييس ، و من واجبنا الأخلاقي اليوم أن نصر على القول أن هناك أطراف تونسية قد دفعت بالصحفيين إلى داخل التراب الليبي في ‘ مهمة معينة’ و أن هذه المهمة المعينة لم تنته لحد الآن ، و عملية رجوع ‘ المخطوفين’ لن تتم إلا متى تحققت ‘ المهمة ‘ و نالت كل الأطراف المشاركة في هذه العملية ما تنتظره من بعض الأطراف السياسية في البلاد ، و في لعبة الأمم و المخابرات و الأحزاب الانتهازية لا يمكن للمتابع أن يفهم ما يحدث ، و هذا هو الحاصل حاليا بالفعل .



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، سفيان الشورابي، ليبيا، خطف الصحفيين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-09-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح الحريري، إيمى الأشقر، د - عادل رضا، ياسين أحمد، مصطفى منيغ، أنس الشابي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - صالح المازقي، عراق المطيري، سعود السبعاني، مجدى داود، سلام الشماع، عمار غيلوفي، علي عبد العال، خالد الجاف ، د- محمد رحال، محمود طرشوبي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن عثمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد يحي، رحاب اسعد بيوض التميمي، مصطفي زهران، محمد شمام ، د - المنجي الكعبي، طلال قسومي، رشيد السيد أحمد، صفاء العربي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحي الزغل، ضحى عبد الرحمن، عبد الله زيدان، فهمي شراب، علي الكاش، عبد الله الفقير، محمد العيادي، إياد محمود حسين ، سليمان أحمد أبو ستة، سامح لطف الله، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إسراء أبو رمان، عبد الغني مزوز، سفيان عبد الكافي، منجي باكير، صلاح المختار، رافد العزاوي، صفاء العراقي، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، أبو سمية، محمود سلطان، أحمد ملحم، محمد أحمد عزوز، سامر أبو رمان ، د - الضاوي خوالدية، الناصر الرقيق، رمضان حينوني، أحمد بوادي، د. صلاح عودة الله ، سلوى المغربي، عواطف منصور، نادية سعد، د. أحمد بشير، مراد قميزة، د. أحمد محمد سليمان، محمد عمر غرس الله، صباح الموسوي ، كريم فارق، جاسم الرصيف، د - محمد بنيعيش، د- جابر قميحة، تونسي، د - شاكر الحوكي ، فتحـي قاره بيبـان، د. طارق عبد الحليم، خبَّاب بن مروان الحمد، د.محمد فتحي عبد العال، د- محمود علي عريقات، محمد الياسين، يحيي البوليني، رافع القارصي، العادل السمعلي، عمر غازي، محرر "بوابتي"، أحمد الحباسي، د - مصطفى فهمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، صالح النعامي ، حميدة الطيلوش، يزيد بن الحسين، الهيثم زعفان، كريم السليتي، فوزي مسعود ، د- هاني ابوالفتوح، حاتم الصولي، فتحي العابد، د. خالد الطراولي ، المولدي الفرجاني، ماهر عدنان قنديل، عزيز العرباوي، وائل بنجدو، سيد السباعي، محمد الطرابلسي، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد النعيمي، أ.د. مصطفى رجب، الهادي المثلوثي، رضا الدبّابي، حسن الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء