فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8900
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الملاحظ أن اغلب التونسيين لا يكادون يلتفتون للمناسبات التي تسمى وطنية كعيد الجمهورية (ذكراه اليوم) أو عيد الاستقلال أو عيد الجلاء سابقا
أفسر ذلك أن هذه المناسبات لم تنبع من إرادة التونسيين ولا تمثلهم، بل أحدثها المتحكمون بالسلطة، ولما كان هؤلاء هم عموما بقايا فرنسا بدءا من سيئ الذكر (بورقيبة) وصولا لبن علي وزمرته، كان معنى ذلك أنها مناسبات وظيفية أحدثت لدواعي بروتوكولية أكثر من كونها تمثل صدى لأحداث نوعية في تاريخ تونس
أساسا كان سيئ الذكر ممتلئا احتقارا للتونسيين وخاصة أولئك الذين تصدوا لفرنسا وهم عموم المناطق الداخلية، فكيف يحدث مناسبات تمثلهم، لان ما يمثل تلك المناطق لا يمثل عادة بقايا فرنسا المتحكمين فينا منذ ستة عقود
المناطق الداخلية تمثلها مناسبات التصدي لدخول فرنسا أول الأمر من جهة جندوبة، وتمثلها أحداث مقاومة أهل الساحل و صفاقس حين مواجهتهم لفرنسا إذ وصلت مناطقهم في أواخر القرن التاسع عشر
المناطق الداخلية تمثلهم المعارك مع الفرنسيين أواسط القرن العشرين بجبال قفصة وبوزيد والقصرين وسليانة
لذلك لا نجد اي صدى لهذه المناسبات المشرفة للتونسيين في أي من احتفالات بلدهم الرسمية، إذن فطبيعي جدا أن لا يحس المواطن بأي صدى لذاته في ما يحتفل به.
لست متأكدا أن تونس منذ ستة عقود تمثل جمهورية كما يفترض أن تكون جمهورية، فكيف أحتفل بعيد الجمهورية
لست متأكدا أن تونس استقلت أصلا عن فرنسا، وبقاياها يحكموننا بالحديد والنار ويحاربوننا في هويتنا، فكيف أحتفل بعيد الاستقلال
لست متأكدا أن فرنسا أساسا خرجت من تونس، مادامت لغتها وثقافتها وبقاياها يتحكمون في كل شريانات حياتنا، فكيف أحتفل بعيد الجلاء
يوم أن يقع تخليص تونس من أي تواجد و تأثير فرنسي علينا، ويوم أن يقع تحرير تونس وتخليص أجهزتها من تحكم بقايا فرنسا فيها، يكون ساعتها معنى للاحتفال بأعياد الجلاء والاستقلال والجمهورية
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: