البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

الجبهة الشعبية ، خطاب اللاءات الثلاثة

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6235


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا يهم ما تطرحه الجبهة الشعبية ، و لا يهم ماذا يطرح السيد حمة الهمامى و ذووه في الجبهة من أفكار و توجهات و تلاسن مع كل من يعارضهم ، بالنهاية نحن أمام مجموعة من الأشخاص و أمام منظومة متصلبة رافضة للنقاش لا ينفع معها تبادل الأفكار و مصارعة حجتها بالحجة المضادة ، هذا إذا سلمنا جدلا و من باب إثراء النقاش أن للجبهة أفكار و حجج من الأساس ، فالسيد حمة الهمامى على سبيل المثال لا الحصر يعيش في الزمن ‘القديم’ الغابر الذي كان فيه الرغيف بقروش و كان الدواب هي وسيلة النقل الطاغية و كان المذياع فالا لدى بعض الأغنياء فقط ، لم يتغير السيد الهمامى قيد أنملة و بقى أسيرا لنفس خطاب اللاءات الثلاثة ، لا قبول لما يعرض ، لا اعتراف بما يتم ، لا عرض لأفكار قابلة ‘ للحياة’ .

هناك حالة من العدوى في الجبهة ، السيد أحمد الصديق مثلا مصاب بنفس فيروس خطاب اللاءات الثلاثة السىء الذكر ، لا نسمع منه و لا ‘نرى ‘ على شفتيه إلا تلك الابتسامة الساخرة من الحكومة و من الأحزاب الأخرى و من البرامج المقدمة ، فقط حزب الجبهة الشعبية هو من يملك الحل و المعجزة الاقتصادية و الأنموذج التنموي المناسب ، و هو الذي سيريح هذا الشعب من التداين و يقطع مع الفقر و البطالة ، هو من سيجعل تونس تقف الند للند مع بقية دول العالم و من لا تخضع لأي إملاء أجنبي في كل المجالات ، لا ينتبه السيد الصديق أنه يخاطب عقولا عاقلة مميزة فطنة ، لا يخجل السيد الصديق أن يطرح أفكارا فاقدة للصلاحية منذ عقود ، لا يهتم السيد الصديق بان كل دول العالم لم تستطع القضاء على الفقر و البطالة بهكذا شكل من الخطاب الفاقد لمقومات الخطاب السياسي.

نلح في السؤال ، هل تملك الجبهة الشعبية أنموذجا جاهزا لحكم تونس ؟ نجيب بالبنط العريض ، لا بالطبع ، فمجرد ما لدى الجبهة هي مجرد أفكار لا ترتقي حتى لمرتبة الأفكار المقبولة أو القابلة للنقاش و التحليل ، نستمر في السؤال ، هل تملك الجبهة حلولا اقتصادية لم تصلها عقول كل دول العالم ؟ بالطبع ، لا بنفس البنط العريض الأحمر ، إذن لماذا تصر الجبهة على نعى كل توجه اقتصادي قبل بدايته و على نعى كل تشكيلة حكومية قبل بدايتها و على نعى كل توجه إعلامي أو سياسي كل ظهور ملامحه ، و هل يمثل السيد الصديق أو زياد الأخضر أو حمة الهمامى العقول التي سبقت هذا العصر بسنوات ضوئية أم أنهم يمثلون ذلك القطار القديم الذي تخلى عنه الزمن ليصبح مجرد أكداس من الحديد الصدأ.

نحن نتفهم أن يقف السيد حمة الهمامى في نفس المحطة السوفيتية بدافع فطرى ربما لا يتفهمه البعض ، و نتفهــــم أن يكــون لأعضد السيد الهمامى نفــس التوجهات و القناعات بحكم التصاقهم الدائم و المستمر بالرفيق حمة ، و نحن مع القائلين بأن هناك من الأفكار و القناعات الشخصية من هي رافضة لقبول التحولات و التماهى مع كل ما يحدث في العالم ، لكن من المعيب طبعا أن تتحول تلك القوالب المحنطة الجاهزة إلى برميل بارود و متفجرات انشطارية تستغلها الجبهة في أغراضها السياسية الحزبية الضيقة لإثارة البلبلة في الشارع و زرع الأحقاد و الضغينة تحت مظلة ممارسة المعارضة و حق التعبير ، فالجبهة قد تحولت منذ بداية الانتقال النهائي من الوضع المؤقت إلى الوضع السياسي الدائم إلى معول هدم تثار حوله أسئلة و شبهات كثيرة سواء من حيث اختيار موقع الحدث أو من حيث التوقيت.

لا يدرك السيد حمة الهمامى و بعض ‘ الرفاق’ أن عصر الاتحاد السوفيتي قد ولى بغير رجعة و أن ما حملته الاشتراكية السوفييتية السابقة من مشاريع و أفكار قد عفا عنها الزمن و لم تعد تطبق حتى في بلدان الاتحاد السوفيتي السابق أو ما يسمى بدول المنشأ ، هذا الوقوف المستمر على الأطلال و هذا الإصرار العجيب على طرح مثل هذه التوجهات الاقتصادية السوفييتية لا ينفع مع العقل التونسي الذي صنع ثورته بعرق جبينه دون الاقتداء لا بالشرق و لا بالغرب و هو ، اليوم ، يبحث عن منوال ثوري جديد يصنع بواسطته ثورة لا تقل أهمية في مجالات التنمية و الإعلام و القضاء ، و حين نشاهد ما تعانيه المنظومة السوفيتية السابقة من انحلال و تحلل نريد أن نخاطب الجبهة الشعبية لمطالبتها بأن تتخلى عن خطاب اللاءات الثلاثة ، لأنه خطاب ملوث بالانتهازية السياسية لن يؤدى بها إلا للاضمحلال.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، بقايا فرنسا، الجبهة الشعبية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-06-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
كريم فارق، سلام الشماع، سعود السبعاني، د - عادل رضا، د - المنجي الكعبي، محمد اسعد بيوض التميمي، خالد الجاف ، فوزي مسعود ، مصطفى منيغ، إيمى الأشقر، د- محمود علي عريقات، د - شاكر الحوكي ، محمود سلطان، مصطفي زهران، أ.د. مصطفى رجب، كريم السليتي، أحمد ملحم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، جاسم الرصيف، صفاء العراقي، د.محمد فتحي عبد العال، فتحي العابد، إسراء أبو رمان، طلال قسومي، أشرف إبراهيم حجاج، محمود طرشوبي، نادية سعد، د. عادل محمد عايش الأسطل، صباح الموسوي ، خبَّاب بن مروان الحمد، سفيان عبد الكافي، صالح النعامي ، عبد الرزاق قيراط ، محمد عمر غرس الله، د - مصطفى فهمي، أبو سمية، محمود فاروق سيد شعبان، سيد السباعي، رافع القارصي، د - محمد بنيعيش، الناصر الرقيق، حسن الطرابلسي، يزيد بن الحسين، د. خالد الطراولي ، حسن عثمان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد أحمد عزوز، أحمد النعيمي، عمر غازي، عزيز العرباوي، عواطف منصور، د. صلاح عودة الله ، صلاح الحريري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الغني مزوز، فتحي الزغل، فتحـي قاره بيبـان، سليمان أحمد أبو ستة، د- محمد رحال، د - محمد بن موسى الشريف ، أنس الشابي، محمد يحي، رشيد السيد أحمد، العادل السمعلي، سامح لطف الله، محمد الياسين، د- هاني ابوالفتوح، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد شمام ، منجي باكير، الهادي المثلوثي، ضحى عبد الرحمن، حسني إبراهيم عبد العظيم، إياد محمود حسين ، د. أحمد محمد سليمان، صفاء العربي، حاتم الصولي، علي عبد العال، د. طارق عبد الحليم، عمار غيلوفي، محمد العيادي، عبد الله الفقير، فهمي شراب، الهيثم زعفان، د - صالح المازقي، محرر "بوابتي"، مجدى داود، مراد قميزة، علي الكاش، سامر أبو رمان ، وائل بنجدو، ماهر عدنان قنديل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سلوى المغربي، رافد العزاوي، أحمد بوادي، عراق المطيري، المولدي الفرجاني، د. عبد الآله المالكي، أحمد الحباسي، رضا الدبّابي، ياسين أحمد، حميدة الطيلوش، د- جابر قميحة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله زيدان، صلاح المختار، د - الضاوي خوالدية، رحاب اسعد بيوض التميمي، يحيي البوليني، رمضان حينوني، محمد الطرابلسي، تونسي، د. أحمد بشير،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء