في ظل سكوت التونسيين: بعد غلق الروضات والجمعيات والمساجد، منع الحجاب بالنزل والخطوط التونسية
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9360
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حين غزو الاسبان لتونس العاصمة، تذكر كتب التاريخ أن الجندي الاسباني كان يقوم بالقبض على مجموعة من سكان العاصمة ويأمرهم بانتظاره حتى يأتيهم بالسيف، ويذهب ويتركهم ويرجع بالسيف ويقطع رؤوسهم العفنة، كل ذلك وهم واجمون لا يقدرون حتى على الهرب في غياب الجندي الاسباني
أولئك الخائرون الذين يعدون مضرب المثل في الإنكسار، يجب التذكير بهم الآن واعتبارهم قدوة ومرجعا للكثير ممن تصدى لزعامة الثورة وخاصة قادة النهضة الذين ضيعوا كل شيء.
انظر لحالنا الآن: ضيع قادة النهضة الثورة ولم يستطيعوا الارتقاء لمستواها، وأنتهوا بان أرجعوا المنظومة القديمة.
أظهروا إنكسارا وخوفا يماثل إنكسار سكان العاصمة قديما أمام الاسبان، حينما تركوا بقايا فرنسا يتسيدون الساحة والحال أنه كان يجب إفهامهم أن وجودهم أساسا خطأ تاريخي ما يحق تركه يتواصل في الزمن وخاصة بعد الثورة، و أن أقصى ما يمكن أن يتمناه بقايا فرنسا في تونس هو بقائهم أحياء، ماعدا ذلك فلاحق لهم فيه، فضلا أن يقودوا أدوات تشكيل الأذهان من إعلام وتعليم وتثقيف.
كما ترك قادة النهضة جماعة اليسار يتهجمون على المقرات السيادية حينما كانوا بالسلطة لدرجة أن أطردوهم من الحكم.
والآن رجع عتاة اليسار، وهاهم يستحوذون على وزارة التربية ويطلقون حملة لتغيير منظومة التعليم المدمرة أصلا بفعل عمليات الإقتلاع الممنهجة المتواصلة منذ عقود، تحت مزاعم الإصلاح، ولم يكتفوا بذلك بل واصلوا حملاتهم، فأغلقوا الروضات القرآنية والجمعيات الخيرية، بل و منعت أخيرا إحدى ممثلاتهم وزيرة السياحة الحجاب بالنزل وبشركة الخطوط التونسية، كما تذكر الأخبار.
أنا لا ألوم بقايا فرنسا أنهم فهموا أن الأمر صراع، وأن المعتبر في الصراع هزم العدو وتعاملوا مع الحال كذلك، وإنما ألوم رخويات النهضة الذين يتعاملون مع الأعداء بخور وسذاجة، كما ألوم قواعد الحركة الإسلامية الذين يسمحون لمثل هؤلاء الخونة بالبقاء بحركة النهضة فضلا أن يتصدوا لقيادتها
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: