البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

قضية الدعوة لتشكيل حكومة

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5590


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الرأي في تشكيل حكومة في ظرف لم يقرأه الدستور لانتخابات متراكبة كالتي نعيشها، تشريعية محسومة نتائجها منذ أسبوع، وأخرى رئاسية غير محسوم دورها الثاني بعد، أوقع الطبقة السياسية والقانونية في جدل لم ينته، بين مناصر لدستوريته ومعترض عليه أو رافض، في غياب مجلس دستوري يحسم في المسألة. لم تقم مؤسسته بعد.

ومثلما اقتضى الحال في أزمات سابقة من هذا النوع، تحركت آلة مؤسسة الحوار الوطني غير الرسمية، ولكن ذات الثقل القوي التحكيمي، الحائز على إجماع تقريباً، لتقول بتأجيل التكليف للحكومة الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الجارية.

وبطبيعة الحال فإن مؤسسة الرئاسة لها الصفة في قراءة الدستور الى حين إحداث المجلس الدستوري قبل عام. وليس الخلل في الوضوح الدستوري ولكن في التزامن الانتخابي الغريب، هذا يأخذ برقبة ذاك، وفي التقديم والتأخير الاعتباطي بين الاستحقاقين على غير هدى من العواقب. ما جعل النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في دورتها الأولى تأخذ بتلابيب النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية. وهذا وضع لم يكن في التصور. وهو محور الإشكال، لأن السياسي أصبح يتقاطع سلباً أو إيجاباً مع الشرعي لهذا الطرف أو ذاك في حملته الانتخابية الرئاسية، لكلا المنافسين.

وأهل الذكر من رجال القانون وفقهاء الدستور هناك بطبيعة الحال لتغذية النقاش. ولكن آراءهم تبقى اجتهادات جديرة بالاحترام ما دامت علمية ومنطقية ومحايدة. ولا يمكن أن ترقى الى صبغة الالزام طالما لم تصدر عنهم بصفتهم أعضاء في المؤسسات الدستورية المخولة لإبداء رأيها الرسمي في المسألة. ومع ذلك فنحن نعرف عدداً منهم في العهود السابقة كانت ظلال الحاكم وراء أقلامهم.

وعليه فإن جميع المواقف في هذه المسألة محفوظة لأصحابها، وقد لا تعبر في آخر تحليل إلا على اصطفاف أصحابها وراء هذا الطرف أو ذاك، من الأطراف المتنازعة اليوم على السلطة عن طريق صناديق الانتخاب.

ولو كان رئيس الجمهورية المؤقت غير مرشح للرئاسة لما قام إشكال. ولكن بتحصّله الثاني في الترتيب لإعادة الانتخابات مع السيد الباجي قائد السبسي، الذي حكمت نتائج الصناديق بتفوقه الواسع عليه في الترتيب، وبحصول حزبه في الانتخابات قبلها على أعلى مقاعد في المجلس النيابي، فإن الحسم في قضية تكليفه، هو أو من يمثله، بتأليف حكومة أمرٌ متعذر بوجود المجلس الجديد في غير انعقاد، وبكون المشاورات داخله بعد انعقاده غيرها قبل انعقاده، ضرورةَ تحسّس توجهات حزبه - بمفرده أو ضمن ائتلاف - للتقدم بمرشح الى رئيس الجمهورية لتكليفه بتشكيل الحكومة.

وقد يرى من سخرية الأقدار تصور هذا الأمر وافتراضه في الواقع، للنفرة بين الرجلين وفرق ما بينهما في كل ما هو شأن عام في الحكم والسياسة.

فالأوسع والأسلم أن يَترك ذلك رئيسُ الجمهورية السيد محمد المنصف المرزوقي للرئيس القادم، سواء هو أو الأستاذ الباجي قايد السبسي، دون أن يفسد للود قضية، لمستقبل العلاقات بين حزبه أو من يدعمه من الأحزاب في هذه الرئاسية وبين حزب الأستاذ محمد الباحي قايد السبسي في المجلس التشريعي.

فالحكمة ما تحكم به المصلحة، وهو في الموقع الذي لا يُتوقع غيرها منه. فضلاً عن كونه يتساوى في الأخذ بأي قرار يأخذه في هذه الفترة من ترشحه مع أي موظف سام وصاحب مهام في الدولة وهو في حكم المغادر، إذا قضت بذلك نتائج الانتخابات أو تغيير ونحوه.

وإنما جعلت الأحكام الانتقالية في الدستور لمعالجة وضع وقتي قابل للصحة والتعكر. ويبقى المرجع فيها ليس اجتهاد رئيس الجمهورية أو أية مؤسسة أخرى غير رسمية ومخولة، وإنما لإرادة الشعب الممثلة اليوم في مجلس الشعب المنتخب في هذه الانتخابات، الحَرِج توقيتها كما نرى، والتي تولدت عنها منازعات لم تكن في حسبان المشرع أولم يقرأ لها حساباً.

ولذلك لا رأي في مسألة حساسة كهذه، وهي تشكيل الحكومة قبل موفى الانتخابات الرئاسية، إلا الى شرعية غير مقدوح فيها أو متنازع على صلاحياتها، وهي شرعية إرادة الشعب بالنيابة. وبالامكان الرجوع اليها ما دامت بحكم صدور النتائج الرسمية قائمة، والاحتكام اليها في انعقاد استثنائي إذا اقتضى الأمر، وعبر دعوة صادرة من ثلث النواب، لاتخاذ الاجراء المناسب. لأن الوضع ربما يهدد بزعزعة الاستقرار، والأمن الذي بالتضحيات تعافي هذه الأيام، بوجه هذه الانتخابات، وإن شاء الله باستمرار لإنجاز ما اتفقت المجموعة الوطنية على إنجازه قبل موفى هذا العام من وضع الأسس التشريعية والسلطة التنفيذية بطرفيها على سكة العمل والاطمئنان.

وإذا لم تقم المصلحة لدى المشرعين الأصليين بانعقاد المجلس بصفة استثنائية فمعناه عموم الرغبة لديهم بعدم تقدير المصلحة في تعكير صفو الانتخابات الرئاسية بسبب هذا الرأي الذي ربما يتخلى عنه السيد المنصف المرزوقي المترشح، إذا قدر وهو المؤهل لحسن التقدير بأن الوقتي مهما يكن رئيساً أو حكومة شرعيتُه أضعف من شرعية صاحب الولاية المباشرة من الشعب. وليس أقوى من شرعية مجلس الشعب الجديد لحسم الأمر حتى بقلّة نشاطه لاستحثاث نفسه على الانعقاد منعاً لتعقيدات جديدة قد تطرأ وتزيد الطين بلة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الإنتخابات التونسية، الإنتخابات الرئاسية، تشكيل الحكومة، ،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-11-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فهمي شراب، محمد الطرابلسي، عبد الله الفقير، ماهر عدنان قنديل، د - صالح المازقي، محمد اسعد بيوض التميمي، إسراء أبو رمان، الهادي المثلوثي، صلاح الحريري، خبَّاب بن مروان الحمد، عمر غازي، أشرف إبراهيم حجاج، خالد الجاف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حاتم الصولي، يحيي البوليني، تونسي، الهيثم زعفان، عبد الرزاق قيراط ، د. طارق عبد الحليم، حسن الطرابلسي، محمد علي العقربي، مصطفى منيغ، د- محمد رحال، سلوى المغربي، محرر "بوابتي"، إياد محمود حسين ، رضا الدبّابي، د.محمد فتحي عبد العال، حسن عثمان، فوزي مسعود ، د. عبد الآله المالكي، عمار غيلوفي، محمد الياسين، سامر أبو رمان ، علي عبد العال، علي الكاش، سامح لطف الله، وائل بنجدو، المولدي الفرجاني، د. خالد الطراولي ، د - محمد بن موسى الشريف ، كريم السليتي، جاسم الرصيف، د. مصطفى يوسف اللداوي، عزيز العرباوي، رشيد السيد أحمد، أحمد بوادي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سليمان أحمد أبو ستة، محمود طرشوبي، د - المنجي الكعبي، أحمد ملحم، رحاب اسعد بيوض التميمي، مجدى داود، كريم فارق، د - الضاوي خوالدية، د - محمد بنيعيش، مراد قميزة، بيلسان قيصر، محمد العيادي، أحمد الحباسي، محمد يحي، عواطف منصور، د - شاكر الحوكي ، صفاء العراقي، رمضان حينوني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صفاء العربي، رافد العزاوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، يزيد بن الحسين، محمد عمر غرس الله، طلال قسومي، سفيان عبد الكافي، د - مصطفى فهمي، العادل السمعلي، أحمد النعيمي، محمد شمام ، د- هاني ابوالفتوح، أبو سمية، منجي باكير، محمد أحمد عزوز، محمود فاروق سيد شعبان، أنس الشابي، طارق خفاجي، عبد الغني مزوز، ضحى عبد الرحمن، أ.د. مصطفى رجب، الناصر الرقيق، د. صلاح عودة الله ، حميدة الطيلوش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحـي قاره بيبـان، صالح النعامي ، مصطفي زهران، سعود السبعاني، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد العزيز كحيل، رافع القارصي، ياسين أحمد، صلاح المختار، فتحي الزغل، محمود سلطان، عبد الله زيدان، نادية سعد، د- محمود علي عريقات، إيمى الأشقر، سلام الشماع، د. أحمد بشير، د - عادل رضا، المولدي اليوسفي، فتحي العابد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- جابر قميحة، عراق المطيري، سيد السباعي، د. أحمد محمد سليمان، صباح الموسوي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء