البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

كيف تختار الرّئيس القادم؟

كاتب المقال فتحي الزغل - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6348


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في خضمّ الحملة الانتخابيّة الرّئاسية الّتي تعيش على وقعها البلاد، و الّتي لا يمكن أن توصف سوى بالفاترة. و أمام العدد الكبير من المترشّحين السّبعة و العشرون . و لأنّ الرّئيس القادم سوف لن يحكم البلاد كما عهد الشّعب الرّؤساء قبل الثّورة. و لأنّ الدّستور قد حدّد صلاحيات بعينها لا تتجاوز أصابع اليدين عددا... و بالنّظر إلى تجاوز برامج بعض المرشّحين لتلك الصّلاحيات المرتقبة لهم عند فوزهم، ممّا أربك و يربِكُ بعض المتابعين و كثيرا من النّاخبين... فإنّي أرى أهمّية بمكانٍ في تحليل الحالة الانتخابيّة الرّاهنة ... و العوامل الّتي قد يحتاجها كلّ من أصابه التّخبّط و التّردّد و التّشويش...

فأن ننتخب رئيسا لبلدنا في هذه المرّة الأولى في تاريخ بلدنا منذ الحضارة القبصيّة ، هو لوحده ضرب من ضروب الفخر و الاعتزاز، يوجب استحضار هؤلاء الشّهداء الّذين لُحِّدوا لنعيش نحن هذه اللّحظات التّاريخيّة . كما أنّ انتخابنا للرّئيس في هذه المرّة، مباشرة بعد الانتخابات البرلمانيّة الّتي أفرزت مشهدا سياسيّا و توزيعا حزبيّا جديدا ، يُعدّ في حدِّ ذاته مسؤوليّة كبيرة أكثر وطأة من غيرها، لأنّ الاختيار سيؤدّي بالبلاد إلى سيناريوهات حكم عديدة قد تُضِرُّ بالمسار السّياسي العامِّ لها.

و أوّل ما يجب التّعرف عليه و كشفه في نظري عند النّظر إلى المترشّحين و برامجهم و مشاريعهم و خطاباتهم، هو مدى التصاقهم بمبادئ الثّورة الّتي أوصلتهم لذلك الموقع ...بل يجوز كما يجب التّساؤل عن من شارك فيها بالفعل ؟ كما يجوز كما يجبُ التّساؤلُ عن وجود شخص أو أشخاص من الّذين قد يكونون قامت عليهم الثّورة أصلا . أو التّساؤل عن موقعه طيلة السّنوات القليلة الّتي مضت على تغيير النّظام، من فكرة النّظام الجديد و تحقيق مطالب من خرجوا للشّوارع يوما يُنادُون بالحرّية و الكرامة.

أما المؤشّر الثّاني الّذي أراه مهمّا لاعتماده في اختيار الرّئيس القادم، فهو مؤشّر التّوازن السّياسي الذي ننشده و نطمح إلى تحقيقه في الخمس سنوات القادمة. و التّوازن الّذي أقصدُ، هو ذاك الشّعورُ بالمراقبة لدى كلّ طرف يشارك في الحكم سواء كان في مجال التّشريع أو التّنفيذ. لأنّ البداهة توجب الخوف ممّا يسمّى بالتّغوّل السّياسي عند التّقرير و التّنفيذ لطرف من الأطراف السّياسية، إذا ما تموقع في سدّة تلك السّلطتين. و لنفهم الأمر أكثر، فهذا التّخوّف هو نفسه الذي يجعل النّاخب الفرنسي مثلا أو الأمريكي كما حدث في الولايات المتّحدة في الأسبوع الماضي، يصعّد التيّار المقابل للرّئيس مثلا في انتخابات نوّاب الشّعب، ليشكّل له ما يسمّى بالضّمانات الإجرائيّة و التّقريريّة و التّنفيذيّة في الحكم . و نحن في اعتقادي في حاجة ماسّة إلى هذا التّوازن السّياسيّ ، و عدم تغوّل طرف ضدّ آخر في أيّ مرحلة من مراحل البلاد القامة .

أمّا المؤشّر التّالي الذي أنصح به في اختيار الرّئيس، فهو موقفه من المنظومة السّابقة للثّورة ، حيث أنّ البلاد في حاجة إلى من يقطع معها، و يؤسّس لأخرى تُطبَع باحترام القانون و بالحفاظ على مبادئ الحرّية و الدّيمقرطية . و إذا ما حدث و كان الرّئيس لا يحتمل ذلك الموقف مثلا، فلا غرابة أن يأتي يوم في المستقبل يتكلّم فيها محلّلون عنّا، ينعتوننا بـــ "رومانيا" إفريقيا و العالم العربي.

أمّا المؤشّر الموالي، فهو موقف المرشّح من مسألة الثروة الوطنيّة. ورغم أنّها ليست من صلاحيّاته الدّستوريّة إلاّ أنّ موقعه الهرمي في أعلى السّلطة السّياسية، يؤهِّله للعب دورٍ مهمٍّ في هذا المجال، خاصّة و أنّ ملفّا كهذا هو ملف اقتصاديٌّ مغلّف بالسّياسي، و لا يمكن تناوله إلا بمنطق السّيادة ، الأمر الذي لا يمكن أن يتحقّق إلا ّفي وجود رئيس مؤمن بهكذا ملفّات. و مؤمن بتأثيرها الكبير على المواطن و على الوطن.

و المؤشّر السّابق يؤسّس للمؤشّر الذي يليه، و هو مؤشّر السّيادة و الاستقلاليّة ، ففي اعتقادي أنّ هذا المؤشّر هو قطب رحى كلّ المؤشّرات، واختيار الرّئيس يمرّ منه حتما عند ذوي الألباب. فنحن في حاجة ماسّة إلى أن يكون الرّئيس القادم إلى قرطاج يحمل الفكر السّياسي و يتبنّى الموقف الاستقلالي عن الإخطبوط الخارجي الّذي تشكَّل منذ عقودٍ كثيرة مضت، و أصبحت أصابعُه تعمل داخليّا منذ الثّورة إلى اليوم، سواء في المجال السّياسي أو الاقتصادي أو الإعلامي. فرئيس تابع سيجني على البلاد الويلات حتما، و سيرهنها لغير أبنائها لا محالة تحت مسميّات " التّعاون الدّولي" و "تطابق الرّؤى" و "تعميم المصلحة" إلى غير ذلك من الجمل الرّنّانة الّتي عهدناها في إعلامنا، بل و حفظناها .

أمّا المؤشّر الّذي لا يمكنني التّغافل عنه فهو موقف المرشّح من الدّيمقراطية...إذ يمكن أن يكون مترشّحا ما من المترشّحين قد اعتنقها مؤخّرا فقط، للوصول إلى السلطة أو إلى قرطاج مثلا، و من ثمّةَ قد يظهر منه ما يجعل الاعتقاد بأنّه قد انقلب عليها . و لأنّي أعلم أنّ هذا المؤشّر هو من قبيل الحكم على النّوايا و الحكم على الغيب، و الذي لا يُصَنّفُ عَرضُه ضمن أبجديّات التّحليل الموضوعي، فقد يمكنني أن أسوق لكم معيارا أو آلة قيس لهكذا إشكال... و هو النّبش في تاريخ كلّ مترشّح... فموقف كلّ شخص لا ينبَتُّ من تاريخه... و أفكار كلّ شخص تتطور تراكُما من تجاربه و معتقداته و تصرّفاته.

و عليه، و ممّا تقدّم من مؤشّرات، فإنّي أرجو أن أكون قد كشفت في ختام هذا، بعض الغموض أو التّشويش الذي يمكن أن ينتاب أحدنا يوم الاقتراع... و لأنّي من أشدّ المؤمنين بالحرّية... فإنّي لا أفوّت الفرصة على التّأكيد عليها عند اتّخاذ موقف ما من مترشّح بعينه، سواء لانتخابه أو لرفضه، فكلّ المؤشّرات السّابقة إنّما تصبّ فيها و لا غيرها....فحرّية الاختيار قيمة يجب علينا المحافظة عليها، و أن نعُضّ عليها بالنّواجذ.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الإنتخابات الرئاسية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-11-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رافع القارصي، حسن عثمان، الهيثم زعفان، كريم فارق، كريم السليتي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، المولدي الفرجاني، محمد الياسين، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مصطفى منيغ، صلاح الحريري، سليمان أحمد أبو ستة، حسن الطرابلسي، محمود طرشوبي، رضا الدبّابي، رمضان حينوني، ضحى عبد الرحمن، محمد عمر غرس الله، أحمد بوادي، صفاء العراقي، د. عادل محمد عايش الأسطل، فتحي الزغل، علي عبد العال، عبد الله زيدان، عزيز العرباوي، طلال قسومي، عبد الله الفقير، مراد قميزة، د. أحمد بشير، أحمد النعيمي، د. خالد الطراولي ، سامح لطف الله، د - محمد بنيعيش، عمر غازي، نادية سعد، عبد الغني مزوز، أ.د. مصطفى رجب، رافد العزاوي، د- محمد رحال، إسراء أبو رمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - شاكر الحوكي ، حاتم الصولي، د - المنجي الكعبي، المولدي اليوسفي، محمد الطرابلسي، محمد علي العقربي، منجي باكير، عبد العزيز كحيل، عراق المطيري، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحـي قاره بيبـان، عواطف منصور، أحمد الحباسي، خالد الجاف ، الناصر الرقيق، ماهر عدنان قنديل، د - الضاوي خوالدية، سامر أبو رمان ، د - عادل رضا، د - محمد بن موسى الشريف ، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد ملحم، إيمى الأشقر، سعود السبعاني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، خبَّاب بن مروان الحمد، الهادي المثلوثي، تونسي، مصطفي زهران، صالح النعامي ، صباح الموسوي ، د- محمود علي عريقات، إياد محمود حسين ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد أحمد عزوز، د. طارق عبد الحليم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد يحي، سلوى المغربي، عبد الرزاق قيراط ، أنس الشابي، يحيي البوليني، سفيان عبد الكافي، فهمي شراب، سيد السباعي، صفاء العربي، د. عبد الآله المالكي، د- جابر قميحة، فوزي مسعود ، د.محمد فتحي عبد العال، مجدى داود، طارق خفاجي، محمود فاروق سيد شعبان، العادل السمعلي، محمد العيادي، حميدة الطيلوش، علي الكاش، سلام الشماع، أبو سمية، د. أحمد محمد سليمان، عمار غيلوفي، جاسم الرصيف، يزيد بن الحسين، د - مصطفى فهمي، صلاح المختار، د - صالح المازقي، بيلسان قيصر، د- هاني ابوالفتوح، وائل بنجدو، محرر "بوابتي"، محمد اسعد بيوض التميمي، د. صلاح عودة الله ، محمود سلطان، ياسين أحمد، رشيد السيد أحمد، فتحي العابد، محمد شمام ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء