فتحي العابد - تونس/ إيطاليا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8044
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كثير منا في تونس ينساق وراء جوقة المنابر الإعلامية التي كانت بالأمس تطعننا ألف طعنة وطعنة.. بل تمادت الأيدي الخبيثة مع الأيدي المرتعشة إلى حد اليوم في الطعن والتمثيل بجسم الثورة.
ماهو القاسم المشترك بين من يدعون أنفسهم إعلاميين في تونس وبين الغراب؟
من المتعارف عليه أن الغراب يدافع عن فريسته مادام يعتبرها كذلك، ولكن مشكلة الغراب أنه ليس له مبدأ، بل مبدأه أين تكمن مصلحته، ومن يشبع وراءه حتى لو كان جيفة.. وهذا أختلف فيه مع علماءا البيولوجيا على أنه حيوان منظف وصالح، فهو يوسخ ولا ينظف.
وفي سالف الأزمان كانت البشرية تحذر أن يكون الغراب دليل قوم.. أما في هذا الزمان الأغبر الذي نحن بصدده، يعتبر الغراب دليل وقدوة لإعلامنا في تونس إلا لمن رحم ربي.
يقول الشاعر: اذا كان الغراب دليل قوم فليس على القوم إلا الرحيل.
ولكن ذلك الشاعر لم يخطر بباله أنه سوف يكون فينا قوم دليلهم غراب، ففي تونسنا اتخذ شق من الإعلام الغراب رمزا وقائدا، وقد صرحوا بذلك، فتجد إعلامنا الغرابي في تونس ليس له هم إلا الدفاع عن تلك الدينصورات النتنة المتعفنة، بل تفوقو على الغراب بطرق أخرى لم يفطن لها الغراب نفسه، فبدؤوا في ليّ أعناق ميثاق الصحافة لتطويعها لهدفهم، وتلفيق الأكاذيب لعل وعسى يجدون من يصدق مايقولون.
ولكن السؤال هنا ماذا حدا بهم إلى هذه الأساليب؟
يقول لي من هو عارف بهم ولم يكن في منزلتي من الجهل: إنهم علموا أن كثيرا من التونسيين ولّد فيهم تفرّد الفسّاد في النظام السابق بإدارة شئون البلاد ضعف الولاء لتونس نفسها. وهكذا وعند أول خلاف بين أحزاب الحكم وأحزاب المعارضة المدعومة بالإعلام الغرابي حدث الهرج، والصراخ، وقطع الطرق والأرزاق، يفسدون الحرث والنسل، بل هذا الإعلام هو السبب الأول في قطع الحياة عن كثير من أهالينا في تونس. فاعتقدوا أن هذه هي الأرض الخصبة لزرعهم، الذي لن تقوم له قائمة إن لم يغرسوه في هذه الأرض ويجنوا المحصول بعد ذلك. ولكن ماهو المحصول في نظرهم كان هذا سؤالي لهذا الصديق، فقال لي: إن المحصول في نظرهم هو أن لاتقوم لريح التغيير قائمة، فهم تفزعهم قولة دوام الحال من المحال، ويحاربونها بكل شدة وعنف.
فهل عرفتم وتفهمتم موقف غربان تونس؟
هم لايريدون تغيير الحال الذي هم عليه من يوم أن أتى بهم "بوهم الحنين"، لانهم عرفوا هذه الصنعة من سالف العصر، عالمين بأسرار وخبايا مكان أكل الكتف، وكيف يقدمون طقوس الولاء لدنيصوراتهم، ولكن أنظر بعد أن تغيرت حكومة الترويكا ماذا فعلوا كسدت تجارتهم، فهم ليس لهم صنعة غيرها، فما عليهم إلا الرحيل، قبل أن تجيبوني عن سؤالي: متى يستحي القائمون على الإعلام كي يعيدو للشعب بصيص الأمل في النقلة النوعية التي أحدثتها "الثورة"..؟
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: