مركز الإسلام والديمقراطية ذو التمويل الأمريكي، الكل يتهافت عليه، ولا أحد نبه لخطورته
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8544
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ينشط ما يسمى مركز الإسلام والديمقراطية بشكل كبير بعد الثورة، ويشرف عليه رضوان المصمودي وهو تونسي درس بأمريكا، وتحول للقيام بادوار غامضة بتمويل أمريكي منذ ما قبل الثورة.
المركز تموله جهات أمريكية، فهو منظمة مشبوهة تعمل على تحقيق أهداف الممول الأجنبي لامحالة، ولم ينكر المصمودي ذاته التمويل الأمريكي لمركزه، وهو على أية حال لن يستطيع نفي ذلك.
يقوم المركز المشبوه بتأطير عمليات انتقال الثورة التونسية من خلال الندوات التي يختار كل مرة مواضيعها والتي تدور حول محور الإسلام والديمقراطية ولكنه محور مدخل للتوجيه والإملاء الاجنبي الضمني.
وللمركز فرع بتونس وآخر بأمريكا، مما يعطي فكرة عن قوته المالية، وقد نظم المركز منذ أسابيع لقاء بمقره بأمريكا جمع شخصيات أمريكية مع سياسيين تونسيين، على رأسهم بالطبع الحاضر الدائم في انشطة المركز راشد الغنوشي مع آخرين كان منهم نجيب الشابي.
أنشطة المركز بتونس دورية ومكثفة، ويغطي الإعلام التونسي عموما أنشطة المركز، خاصة الإعلام الدائر في فلك حركة "النهضة"، كما يستدعى المصمودي صاحب المركز ويظهر في وسائل الإعلام المقربة من "النهضة" كقناة "المتوسط" وال"تي ان ان" وجريدة "الضمير".
لم يقم إعلام الثورة المضادة بالحديث والتنبيه على خطورة مركز الإسلام والديموقراطية باعتباره مركزا ممولا أجنبيا يعمل على تأميم الثورة التونسية وجعلها ذات سقف أمريكي، ولعل السبب في هذا القصور على الأرجح أن جماعة الثورة المضادة أنفسهم يتلقى جلهم تمويلات أجنبية، فهم لا يرون إذن بأسا في التمويل الأجنبي والعمل الخياني عموما.
أما أبناء الثورة فهم شقان، منهم من يعرف حقيقة المركز وكونه ممولا أمريكيا وأنه يخدم ضمنيا المصالح والسياسة الأمريكية، وهم عموم القياديين ب"النهضة"، ولكنهم يسكتون عن إثارة الموضوع ويحضرون في أنشطة المركز، لأنه أساسا لا مشكل لديهم في مفاهيم التبعية للغرب والتعامل مع الأجنبي ويبررون ذلك بمعاني شتى، ويحملون تصورا مفاده أن نجاح الثورة لا يكون إلا بالموافقة الأمريكية، فهم يتقربون للأمريكيين من خلال المركز، ويقدمون إليهم معاني التبعية والخضوع وأنهم لايمثلون خطرا على مصالح الغرب وامريكا خصوصا، فالمركز بهذا المعنى يمثل أداة لدى حركة "النهضة" للتنظير للتبعية لأمريكا وتكريسها مفاهيميا.
وشق آخر من أبناء الثورة لا يدرون عن حقيقة المركز شيئا، وهم عموم من استقال من التفكير والنظر و أوكله للغير من الشيوخ والزعامات، فما دام الشيخ لم ير بأسا في أمر ما، فلاشك أن الموضوع جيد.
كان يفترض أن يقوم أبناء الثورة برفض أن تؤطر ثورتهم منظمات أمريكية، وان يكون الحزب الإسلامي المستأمن على الثورة مجرد تابع أمريكي، ينظر للتبعية للغرب من جهة، ويدلس على أتباعه حقيقة ما يقوم به من جهة أخرى.
كان يفترض من إعلام الثورة أن يرفض تغطية أنشطة أي مركز أو منظمة ممولة أجنبيا، وأن لا يكون العمل مع أمثال أولئك إلا الاستهجان والفضح وتبيان خطرة التدخل الأجنبي في أمورنا.
ولكن لن يقع أي شيء من ذلك، إلا بعد أن يقوم أبناء الثورة بتكسير الصنميات الذهنية والتحرر في مستوى التفكير، والتيقن أن أكثر ما دمرنا هو توكيل أمورنا للشيوخ، يفكرون ويقررون بدلنا.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: