الناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8078
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ليس عنوانا لأحد الأفلام الكوميدية السخيفة أو لرواية مملّة مجهولة الأبطال بل هو للأسف الشديد عنوان لقصّة حقيقية أبطالها رئيس المكتب الجامعي لكرة السلّة علي البنزرتي و لاعب المنتخب الوطني أحمد بن سعيد، هذا الاخير غادر تربّص المنتخب قائلا إنّه تمّ إقصاؤه بسبب طول لحيته، في حين ردّ رئيس جامعة السلّة بالنفي كما هي عادة المسؤولين في بلادنا.
لنفترض جدلا أنّ ما قاله عليّ البنزرتي هو الصواب، لماذا لا يسمح للاعب أحمد بن سعيد بالعودة من جديد لصفوف المنتخب خاصة و أن تقمّص الزي الوطني يبقى حلما لكلّ الرياضيين، سنصدّق ما قاله رئيس الجامعة في هذه الحالة فقط و إلى ذاك الحين سنعتبر أنّ اللاعب لم يقل زيفا في حقّ البنزرتي و لم يرمه بما ليس فيه بل أنّه صرخ من فرط الغبن الذي أحسّ به، إذ كيف تقصى من تمثيل وطنك بسبب شكلك الذي بقى في النهاية شأن شخصي لا دخل لأحد فيه.
لازلت لا أعلم على وجه التحديد لماذا تسبب اللحية نوعا من الأرق النفسي للبعض من المسؤولين في تونس، ألم يتجاوزوا بعد ذلك الحاجز النفسي الذي إجتهد النظام المقبور لدسّه في قلوبهم، و متى كان تقييم الناس من خلال أشكالهم ألم يكن من الأجدر تقييمهم من خلال ما يقدمّوه لهذا الوطن، لقد شاهدنا كثيرا الشخصيات السياسية و الرياضية و الفنية العالمية بلحاهم الكثّة و مع ذلك لم ينزعج أحد، فمثلا لاعب المنتخب الفرنسي السابق إيريك كانتونا و رئيس الوزراء الهندي السابق مانمموهان سينج كانا ملتحيان لكن لم تمنعهما لحاهم من خدمة و تمثيل بلديهما أمّا في تونس فوزير التعليم العالي الحالي توفيق جيلاسي ملتح و كذلك وزير التشغيل السابق سعيد العايدي كان كثّ اللحية فهل يقدر أحد على التشكيك فيهما ؟
أعتقد انّ ما تعرّض له اللاعب أحمد بن سعيد نوعا من أنواع العنصرية و تحقير الذات البشرية لذلك أدعوه ان يتقدّم بقضيّة لجبر الضرر و طلب إعتذار رسمي للحدّ من هذه الممارسات المعادية لحقوق الإنسانية و حتّى لا تتحوّل مثل هذه الخزعبلات لسنّة سيئة إبتدعها رئيس جامعة السلّة و من المؤكّد إن لم يقع التصدّي لها سيتلقّفها بعض المسؤولين الذين لازالوا يحنّون لسياسة المخلوع في إجبار التونسيين على إتخاذ شكل معيّن.
و ليعلم كلّ من رئيس جامعة السلة علي البنزرتي و اللاعب أحمد بن سعيد أن أحد التونسيين المقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية و إسمه علي أبو بكر قضت لفائدته مؤخرا محكمة ديترويت في ولاية ميتشيغان بتعويض قدره 1.2 مليون دولار نتيجة تمييز مورس ضدّه بسبب لحيته الطويلة، فلا تردد يا أحمد في الدفاع عن حقّك سواء أمام القضاء التونسي او حتى امام الهئيات الدولية المختصّة في مكافحة مثل هذه الجرائم المعادية لحقوق الإنسان، أمّا بالنسبة لرئيس الجامعة فلا أظنّ أن ميزانية جامعتك قادرة على تحمّل تعويض بمبلغ كهذا لذلك لا تردد في الإعتذار و إعادة اللاعب لصفوف المنتخب، فتونس بحاجة لكلّ أبنائها سواء بلحاهم أو بدونها.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: