البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

ردا على العباسي: بل مقاومة الإرهاب تبدأ بالتخلص من بقايا فرنسا

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8751


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قال العباسي صاحب اتحاد الشغل، أنه أتفق في ما يسمى الحوار الوطني على عقد مؤتمر يعالج قضية الإرهاب، وسيقع الانطلاق على الأرجح من مسلمات تقول بالإرهاب الإسلامي المزعوم، وأن تونس حق حصري للوافدين الجدد من أنصار الإلحاق بالغرب، وأنها نهب لهم يعملون فيها خططهم ومفاهيمهم، فيحاصرون من يحاصرون ويعلون من رعاعهم من يريدون، ويجعلون بلدنا مرتعا لتصوراتهم، ومسرحا لانحرافاتهم التي يعيشونها واقعا في بؤرهم المغلقة.

- كما قلت العديد من المرات، لمعالجة الإرهاب يجب فهم هذا المصطلح، وللفهم يجب تجاوز المصادرات والافتراضات والآراء المنتجة والمفصلة مسبقا من طرف أدوات تشكيل الأذهان التي صاغها المتحكمون منذ عقود في كل مفاصل تونس، والعمل على نحت مفهوم جديد للإرهاب، هذا على افتراض أن عمليات تحرير تونس من لواحق فرنسا، ورفض التبعية للغرب تسمى إرهابا، لهذا الغرض، يجب:

- الرجوع لفهم ما حصل بتونس حينما أغار دعاة الإلحاق بالغرب على تونس بعيد الاستقلال المعلن واختطفوها، ثم افتكوا أجهزة الدولة وجعلوها أدوات لتمرير مشروع فكري إلحاقي بالغرب وفرضوا ذلك قهرا على التونسيين.

- يجب اعتبار أن كل ما حصل بذلك المعنى هو أمر غير شرعي، وان من قاموا به هم أعداء التونسيين، وان ما حصل نتيجة ذلك يجب أن ينظر إليه بعين الريبة والتشكيك والرفض، ولا يجب قبوله ولا البناء عليه بحجة أنه أمر واقع، فأصالة الفكرة / المبدأ، يجب أن تجبّ أصالة الواقع.

- إعتبار أن مجمل الواقع الحالي في جانب المفاهيم والتصورات هو نتيجة عمليات إخضاع قهري فرضت على التونسيين من خلال برامج التعليم والتثقيف الجماعي والإعلام الموجه، أي أن مجمل المفاهيم المتداولة حاليا لايجب قبولها ومنها مفهوم أن الواقع الحالي طبيعي يجب المحافظة عليه، وأن الموجود هو نمط التونسيين، هذه مفاهيم اييولوجية تعكس تصورات حملة مشعل الإلحاق بالغرب، إذ أن الواقع ليس مقدسا بل هو أساسا فرض على التونسيين، فهو واقع مزور ليس واقعهم.

- يجب أن يقع إيقاف مسار تشكيل الأذهان الذي ابتدأ منذ عقود، من خلال التعطيل الفوري لأدوات التشكيل تلك من إعلام وتعليم وثقافة، ثم إعادة النظر في محتوياتها النظرية، ثم وهو الأهم، اعتبار كل المنظرين للمشروع الإلحاقي الحاملين لقيم المنظومة الغربية المدافعين عنها، اعتبارهم خونة ولواحق للغرب، يجب فضحهم والتصدي لهم مثلما يعمل الآن على التصدي للإرهابيين الإسلاميين المزعومين.

لو تم ذلك أو جزء منه، فان الكثير من المفاهيم والتصورات ستتغير، منها:
- أن تونس تخضع لعملية إرهاب متواصلة ابتدأت حينما اختطف سيئ الذكر تونس بدعم فرنسي منذ عقود، تستهدف كل أبنائها وقيمها وتاريخها، وواقعها ومستقبلها.

- أن العديد من المفاهيم المتداولة حاليا إنما تعكس رأي المتحكمين في تونس من أصحاب القيم الغربية، والقبول بتلك المفاهيم يعني تكريسا للواقع وتسليما بتحكم فرنسا وأتباعها فينا وفي مستقبلنا، وأن الواجب يفترض من التونسيين الأصلاء، أن يرفضوا كل ما ينطق به حملة مشعل الإلحاق بالغرب، خاصة في ما يتعلق بالمفاهيم والتصورات، لأنها تعكس الخلفية العقدية والفكرية التي هي لديهم غربية بالأساس، أي معادية للتونسيين.

- أن انتشار القيم الغربية بتونس، وتحكم بقايا فرنسا من علمانيين بمختلف تصنيفاتهم (ليبراليين ويساريين ومستقلين) في مفاصل الدولة لدينا، هو أولا أمر غير طبيعي ثم هو سبب التوتر الحاصل في بلادنا، وأن التفكير في إزالة الأزمات ذات الخلفيات الفكرية، يجب أن ينطلق من فكرة إزالة الأسباب وهي أساسا وجود هذه الزوائد بيننا.

- أن واجب التونسيين هو العمل على تحرير بلدهم من التأثيرات الفرنسية، وذلك من خلال العمل على محاربة القيم الغربية والمروجين لها، وإبعادهم عن مناصب المسؤولية في القطاعات ذات العلاقة بتشكيل الأذهان وهي التعليم والثقافة والإعلام.

في انتظار ذلك وتجسيمه من قبل التونسيين الأحرار، لا يجب الدخول مع أي من حملة المشروع الإلحاقي بالغرب، ومنهم المتحكمون في اتحاد الشغل وما يسمى منظمات المجتمع المدني وأحزاب تتخذ القيم الغربية مرجعا، لا يجب الدخول معهم في أي عمل مشترك يكون ذا خلفية مفاهيمية، لأنهم هم أصلا جزء من المشكلة، معنى ذلك أنه لا يمكن الاتفاق معهم على قاسم مفاهيمي مشترك، إلا أن يقروا بأنهم مخطئون وأنهم أدوات إلحاق بالغير، ساعتها لك حادث حديث.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليساريون، بقايا فرنسا، إتحاد الشغل، العلمانيون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-06-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رافع القارصي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، خبَّاب بن مروان الحمد، صالح النعامي ، مجدى داود، تونسي، د. خالد الطراولي ، د - المنجي الكعبي، سامح لطف الله، سامر أبو رمان ، محمد الياسين، الهيثم زعفان، إيمى الأشقر، حسني إبراهيم عبد العظيم، رافد العزاوي، د - محمد بنيعيش، صلاح المختار، فهمي شراب، منجي باكير، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد شمام ، إسراء أبو رمان، د- هاني ابوالفتوح، حسن الطرابلسي، د - مصطفى فهمي، خالد الجاف ، الهادي المثلوثي، صفاء العراقي، د- محمود علي عريقات، جاسم الرصيف، عراق المطيري، مراد قميزة، محمد الطرابلسي، أنس الشابي، محمود طرشوبي، أحمد ملحم، أ.د. مصطفى رجب، د. صلاح عودة الله ، د - صالح المازقي، محمد العيادي، علي الكاش، مصطفى منيغ، أحمد بوادي، سلام الشماع، رشيد السيد أحمد، رمضان حينوني، يزيد بن الحسين، د. عادل محمد عايش الأسطل، نادية سعد، د.محمد فتحي عبد العال، د. ضرغام عبد الله الدباغ، كريم السليتي، وائل بنجدو، د. أحمد محمد سليمان، رضا الدبّابي، محمد يحي، أحمد الحباسي، محمود فاروق سيد شعبان، د - الضاوي خوالدية، د. عبد الآله المالكي، حسن عثمان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- محمد رحال، عبد الله الفقير، سعود السبعاني، كريم فارق، أشرف إبراهيم حجاج، علي عبد العال، د - محمد بن موسى الشريف ، صباح الموسوي ، محرر "بوابتي"، د. طارق عبد الحليم، عمار غيلوفي، المولدي الفرجاني، عبد الغني مزوز، إياد محمود حسين ، ضحى عبد الرحمن، رحاب اسعد بيوض التميمي، عمر غازي، حميدة الطيلوش، عبد الله زيدان، فتحي العابد، أبو سمية، حاتم الصولي، العادل السمعلي، صفاء العربي، أحمد النعيمي، د- جابر قميحة، فوزي مسعود ، محمود سلطان، محمد عمر غرس الله، يحيي البوليني، الناصر الرقيق، محمد أحمد عزوز، صلاح الحريري، ياسين أحمد، سفيان عبد الكافي، ماهر عدنان قنديل، عبد الرزاق قيراط ، فتحـي قاره بيبـان، د - شاكر الحوكي ، طلال قسومي، عزيز العرباوي، مصطفي زهران، سيد السباعي، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلوى المغربي، د. أحمد بشير، سليمان أحمد أبو ستة، عواطف منصور، محمد اسعد بيوض التميمي، فتحي الزغل، د - عادل رضا،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء