البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

المنابرفي تونس ،،، الرّسالة التي يُرادُ تغييبها

كاتب المقال منجي بـــاكير - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6727


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يحتلّ المنبر المكانة المتميّزة في حياة المسلمين و يُعتبر ضرورة قائمة لتعليم الأمّة و توجيه أفرادها و تربيتهم في كلّ عصر ، و هو قلب الأمّة النّابض و لسانها النّاطق و منارتها وسط كلّ المستجدّات و الحوادث سواء المحلّية أو العالميّة ،
كما انّه الأداة الفاعلة لإرجاع الأمّة الإسلاميّة للجادّة و ردّها إلى الطريق القويم وسط متغيّرات الحياة وتنوير العقل المسلم و إرشاده إلى قيم الدّين الصّحيحة و إجلاء البدع و المحدثات . فالمنبر في حياة المسلمين يمثّل إبرة الإتّجاه التي تعدّل من سلوكاتهم و معاملاتهم سواء البينيّة أو مع غيرهم ممّن يعايشونهم ، و يصفّي مَعين العقيدة ليجلي ما علق بها من ترّهات و اختلاقات ...

و المنبر عند أمّة الإسلام بحكم تواتره أسبوعيّا فهو يرصد من قريب حياة النّاس ، يستشعر همومهم و ليبيّن ما غمض ، يقوّم ما اعوجّ و يذكّر ما نُسي ، و يعيد كلّ ما أشكل إلى كتاب الله و سنة رسوله و إلى ما أجمع عليه سلف الأمّة و علماءها في كلّ مناحي حياة المسلمين التعبّديّة ، الإجتماعيّة ، الإقتصاديّة و السّياسيّة ..

و لتكتمل رسالة المنبر و تثبت فاعليّته لابدّ من أن يكون القائمون عليه من أهل الإختصاص و الخبرة و العلم الواسع و غزارة المعرفة و على قدر كبير من البلاغة و وسْع إطّلاع على العلوم المدنيّة مع ضرورة التحيين الفوري و متملّكين بنواصي العلوم الشرعيّة ، كما أنّ استقلاليّة من يعتلي المنبر ضرورة واجبة ، استقلايّة عن التعبيّة لأي حزب أو مذهب بعينه و أن يكون في براءة من أيّ إلتزام نحو الدّولة و هياكلها و في حلّ من أيّ ولاء إلاّ لله و لرسوله و للمؤمنين ..

هـــــــــــــــــذا المنبر في البلاد التونسيّة مرّ بعقود من الإنحطاط – إلاّ ما رحم ربّي – العقود الأخيرة التي تميّزت بالتجهيل و التغريب فانحرف المنبر عن رسالته السّامية و زُجّ به في متاهات و كُبّل بولاءات للحكّام ، كما عُزل عنه أهله و عُوّضوا بدخلاء عديمي العلم ، فاقدي القُدرة و ربطوهم بهياكل الدّولة تحت مراقبة الدّاخليّة كما ألزموهم بقوالب جاهزة للخطب محصورة في بعض الأحكام التعبّديّة و الأخلاقيات ، ومنهم من بلغ به جهله أو أجبرته توجيهات النّظام و زبانيته من سدنة التجمّع الفاسد بأن انتصب على المنبر مسوّقا لهذا النّظام و لمناقبه ( التي يدين بها هو ) و داعيا إلى شدّ أزر – حامي الحمى و الدّين – و ضرورة التبرّع إلى صندوقه الأسود 26/ 26 ) و توأمه جمعيّة حرمه ...

من بعد الثورة و كما كلّ منابر الكلمة و قطاعات الرأي و مع رجوع حقّ حريّة التعبير إلى المواطن فإنّ المنبر استعاد هو الآخر هذه الحريّة ، حريّة كانت ضعيفة برغم ضرورة الأولويّة التي يستحقّها تجاه شعب عربي مسلم اختطفته سنوات الدكتاتورية و حكم البوليس من حاضنته العربية الإسلاميّة لتلقي به في أحضان التغريب و العلمانيّة ، حريّة كانت ببوادر من أئمّة و دعاة أخذوا على عاتقهم واجب الإصلاح و النّهوض بالرسالة المنبريّة بتحيين و ردّ الإعتبار للخطاب الديني و توجييه نحو الوجهة الصّحيحة ،،،

بوادر لم يساهم فيها حزب النّهضة الصّاعد للحكم بمرجعيّة إسلامية و لم يظهر له جهد يذكر في توطيد هذا المنحى لتنفرد الأجندات التغريبيّة و سدنة العلمانيّة المتطرّفة و مروّجي الشذوذ الفكري و الجسدي بشنّ الحملات التشويهيّة و تجييش أدعياء الإعلام الرديء لمحاربة دين الله في هذه الأرض تحت تعلاّت واهية لكنّها تبطن عداء مزمنا للإسلام و أهله مدفوعا من قوى خارجيّة و بوكالة محليّة ، فركّزوا بدايات حملاتهم على التأكيد ( مع سابقيّة الإصرار ) بفصل الدين عن الحياة العامّة و إقصاء شرع الله لأن يطبّق في أرض الله التي عرفت ربّها و آمنت بشريعته منذ قرون عديدة ، ثمّ فتحوا واجهات قديمة جديدة لتقزيم و تغييب دور المسجد و حصره في المكانة الرّوحانيّة التعبّديّة على غرار الكنائس ، كما لم يفارقهم أن يهاجموا الدّعاة و الأئمة و يترصّدوا لهم الترصّدات و يرموهم جُزافا بمختلف الأراجيف و الشّائعا ت نكاية من عند أنفسهم و طعنا في كلّ ما هو موصول بالدّين الحنيف ،،،

حملات متواترة و مقصودة مُواصَلةً ( بل أشدّ ضراوة ) لما كان يفعله النّظام المدحور تنفيذا لأجندات أعداء الأمّة و من يريدون لها الإنبتات عن كلّ انتماء إسلامي ، كما أنّ وكلاء السّوء القائمين على هذه الأفعال الشّنيعة كانوا – أشدّ ملوكيّة من الملك نفسه – فجنّدوا و جيّشوا و رصدوا الجهود للتهويل و التخويف و فبركة الأكاذيب و ربط أبسط المستجدّات بالصّحوة و خلطها بالإنفلاتات التي شملت كلّ القطاعات الحياتيّة في البلاد من بعد الثورة ...!

كما مارسوا – و يمارسون - كل الضغوط على الدّولة لبسط يدها على المساجد و وضع أئمّتها- تحت الحجْر- و احتواء مادّة الخطابة لتقنينها و التحكّم في قولبتها ...

إنّ ما يقع ما هو إلاّ رغبة دنيئة من بعض المتنطّعين من أدعياء العلْمنة و الشّذوذ لا يكمن التصدّي لها فكرا و مقارعة بالحجّة على الأئمّة وحدهم ، بل هي من أوكد مسؤوليّات عمق الشعب العربي و المسلم ، كما أنّ على الأئمة مواصلة النهج الإصلاحي و تحيين الخطاب الدّيني و الرّجوع به إلى معين الإسلام الصّحيح بمرجعيّة الكتاب و السنّة . يمتدّ واجبهم أيضا إلى تبيان الحضور الفعلي لتعاليم الإسلام في كلّ مناحي الحياة و في كلّ مستوياتها ، و أنّ على المسلمين استشعار حمل لواء الدّعوة بالتي هي أحسن على منهاج النبوّة و أنّهم معنيّون بخدمة هذا الدين بالنّجاح في الصّنائع و العلوم و التكنولوجيا و الأخذ بناصية أسباب الرقيّ و العزّة و هي طريق نشر الإسلام و الدّعوة إليه لا بالتنطّع و اعتماد التنظيرات المتطرّفة التي ليست من الدّين في شيء و هو منها براء .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، محاربة التدين، العلمانيون، الإسلام الوظيفي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-05-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد شمام ، سليمان أحمد أبو ستة، فتحـي قاره بيبـان، محمود سلطان، د. مصطفى يوسف اللداوي، نادية سعد، الهيثم زعفان، حاتم الصولي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. أحمد بشير، مصطفى منيغ، صالح النعامي ، سيد السباعي، د - عادل رضا، علي عبد العال، خالد الجاف ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عراق المطيري، أحمد النعيمي، المولدي اليوسفي، محمد العيادي، د. طارق عبد الحليم، إياد محمود حسين ، المولدي الفرجاني، د.محمد فتحي عبد العال، صباح الموسوي ، خبَّاب بن مروان الحمد، رضا الدبّابي، أحمد بوادي، د. خالد الطراولي ، عبد الرزاق قيراط ، عبد العزيز كحيل، عواطف منصور، محمود فاروق سيد شعبان، محمد الياسين، فوزي مسعود ، سفيان عبد الكافي، د - مصطفى فهمي، محمد عمر غرس الله، حميدة الطيلوش، محمد الطرابلسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، صلاح الحريري، يزيد بن الحسين، إيمى الأشقر، فتحي الزغل، حسن الطرابلسي، د- هاني ابوالفتوح، ياسين أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، ماهر عدنان قنديل، د- جابر قميحة، أحمد ملحم، صلاح المختار، محرر "بوابتي"، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد علي العقربي، عمار غيلوفي، د. عبد الآله المالكي، فهمي شراب، محمد يحي، عبد الله زيدان، مراد قميزة، أ.د. مصطفى رجب، د - المنجي الكعبي، ضحى عبد الرحمن، الناصر الرقيق، محمد أحمد عزوز، عزيز العرباوي، أبو سمية، أشرف إبراهيم حجاج، منجي باكير، صفاء العربي، عبد الغني مزوز، د - الضاوي خوالدية، طلال قسومي، بيلسان قيصر، سلام الشماع، مصطفي زهران، مجدى داود، د - شاكر الحوكي ، محمود طرشوبي، إسراء أبو رمان، صفاء العراقي، الهادي المثلوثي، أحمد الحباسي، عمر غازي، د - صالح المازقي، رمضان حينوني، يحيي البوليني، د- محمود علي عريقات، د. صلاح عودة الله ، سعود السبعاني، طارق خفاجي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله الفقير، أنس الشابي، علي الكاش، جاسم الرصيف، رشيد السيد أحمد، تونسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سامر أبو رمان ، فتحي العابد، سلوى المغربي، العادل السمعلي، رافد العزاوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، وائل بنجدو، د- محمد رحال، د. أحمد محمد سليمان، كريم فارق، سامح لطف الله، د - محمد بنيعيش، د - محمد بن موسى الشريف ، حسن عثمان، كريم السليتي، رافع القارصي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء