الناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6979
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كيف دخل الإسرائيليون لتونس ؟، من أعطاهم الإذن بالدخول ؟، و لماذا جاؤوا و ماذا يريدون ؟...
ربّما كانت هذه الأسئلة ستوجّه لكلّ من وزيرة السياحة أمال كربول و الوزير المكلّف بالأمن رضا صفر في المجلس التأسيسي قبل أن يتدخّل رئيس الحكومة و يضع شروطا لذلك...
بالطبع من حقّه أن يفعل، فحكومته جاءت نتيجة توافق و بالتالي فهي إمّا فوق المسائلة أو مسائلة بشروط...المجلس التأسيسي الذي لم يعد كثير من التونسيين يثقون في أعضائه أو يحترمونهم أصلا، فجأة تحرّكت لدى البعض منهم نوازع القوميّة المناهضة للتطبيع فقرروا مسائلة السيّدة كربول و السيّد صفر...لكن السؤال الذي يُطْرَحْ لماذا لم يجرّموا التطبيع ؟...لا في الدستور الذي قالوا أنٌه لا يمكنه أن يحتمل فصل كهذا...و لا في قانون عادي يمكنه أن ينهي الجدل...فعلى حدّ علمي البسيط لم يتقدّم نائب واحد أو كتلة من الكتل بمشروع قانون يجرّم التطبيع...إذن لماذا كلّ هذه السينما ؟...
في إعتقادي أنٌ نوّاب المجلس التأسيسي الذين لازالت لديهم طموحات سياسية مستقبليّة، بعد أن إهترأت صورة أغلبهم أمام الرأي العام، أصبحوا يبحثون عن عذريّة فقدوها بسبب أدائهم الهزيل تجاه قضايا الثورة و الشهداء و المساكين الذين صوّتوا لفائدتهم...فبإسثناء الدستور و ما قيل أنّ نوّابنا الكرام نجحوا في كتابته بفضل توافقهم الخارق للعادة...فإنّهم فشلوا تقريبا في أداء مهامهم و فضّلوا السكون و السكوت و " الشهريّة "...حتّى أن منهم من لم يزر المنطقة التي أدخلته قبّة التأسيسي و لو مرّة واحدة...لنعد لمسألة السيّاح أو الحجاج الإسرائيليين...رئيس الحكومة قالها صراحة...ليست المرّة الأولى التي يدخل فيها إسرائيليون لتونس...فخلال حكم الترويكا دخل العديد منهم و لم نسمع كلمة واحدة لا داخل التآسيسي و لا خارجه...فلماذا الجعجعة الآن ؟...
بعد هذه الكلمات بدأت الأصوات المنددة بالتطبيع و المنادية بالمسائلة تخفت شيئا فشيئا و من غير المستبعد أن يخرج علينا أحدهم خاصّة منظرّي السلم الثوري ليقول لنا أنٌه يجب علينا قبول الأمر لأنّ الإسرائيليين في نهاية الأمر أبناء عمّ...كما أنّ بيننا و بينهم روابط كثيرة كالسياحة عكس الفلسطينيين الذين لا تجمعنا بهم سوى روابط دم مشكوك فيها...و سَيَطْرَحُ علينا سؤال نَحْتَرْ في إجابته...من الذين يساعدون تونس في أزمتها المالية الإسرائيليون أم الفلسطينيون ؟...سَيُكْمِلُ جميله و يجيب...طبع الإسرائيليون فهم يأتون بالمئات كسيّاح و حجّاج و يصرفون كثيرا من الأموال أمّا الفلسطينيين فكم واحد منهم جاء لتونس...بل أنّهم حين جاؤوا في الثمانينات صرفنا عليهم كثيرا من الأموال و كلّفوا خزينة الدولة مالا كثير و هذا بشهادة السادة خبراء الإقتصاد معزّ الجودي و مراد الحطّاب...و لو لا تدخّل الأصدقاء الإسرائيليين لكانوا جالسين إلى اليوم بين ظهرانينا...هناك جزء من التونسيين يفكّرون بهذه الطريقة لا تمهّمهم لا مبادئ و لا قضايا...فقط " البزنس "...و هناك جزء آخر إحترف الكذب و التمثيل على الشعب و هنا أقصد فئة من السياسيين الذين يحاولون تطويع كلّ الأحداث و القضايا لخدمة أجندتهم السياسية...أمّا الجزء الأغلبي من " التوانسة " فهم ثابتون على قضايا الأمّة رغم قلّة حيلتهم إذ كان ظنّهم أنّ الثورة ستحرّر القرار السيادي التونسي من الإرتهان سواء للوبيات المال أو لكنتونات السياسة لكن إلى الآن النتائج ليست مشجّعة و رغم ذلك فالأمل مازال قائما مع جيل جديد قد ينهي قريبا السيطرة على الدولة من قبل عجائز فسدوا و أفسدوا كلّ شيء و بالتّالي إسترجاع الوطن الذي فقدناه.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: