أبناء الثورة غاضبون ولكنهم يخطؤون العنوان مرة أخرى: أيهم أخطر كربول أم الغنوشي؟
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8506
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ككل مرة يغضب أبناء الثورة وهم يرون بقايا فرنسا يأكلون ثورتهم ويستفزونهم، آخر هذه المهازل مافعلته المشبوهة وزيرة السياحة إذ استدعت شاذا أجنبيا كما يقال، وكلفته بتنظيم مهرجان فكان ما أحدثته من الموبقات ببلاد الجريد مما هو موضوع غضب التونسيين، حيث تنادى على إثره أبناء الثورة للحشد للمطالبة بعزل وزيرة السياحة.
لكن ليسمح لي أبناء الثورة هؤلاء أن أصارحهم أنهم وإن كانوا ذوي غيرة وحب لهوية بلدهم ولثورتهم، فإنهم أوتوا مقدارا غير طبيعي من التشويش الذهني أعماهم أن يروا الحقائق وأصل المشاكل
لقد قلت نفس هذا الكلام حينما كان أبناء الثورة هؤلاء يتنادون كل مرة بطريقة عبثية لتنظيم الحشود المؤلفة التي يرهبون بها الثورة المضادة.
قلت أولا أن العبرة ليست بكثرة الحشود، ثم إن الحشود تلك كانت كل مرة تخطئ الهدف، وأنها كان يمكن أن تأتي فائدة لو وجهت لطرف هو المسؤول عن ضياع الثورة، ولكنكم لاتريدون ان تزيلوا الغشاوة عن أعينكم وتصرون كل مرة أن تبقوا مجرد عبدة أصنام
ألم يكن معروفا من قبل أن وزيرة السياحة قامت بعمل تطبيعي مع الكيان الصهيوني، كان ذلك كاف في بلد لو كان فيه رجال أن تعزل من الوظائف العامة فضلا على أن تكون وزيرة؟
ورغم ذلك، من رفض محاسبة الوزيرة ودافع عنها، أليست كتلة النهضة، من عمل على تمرير حكومة جمعة بمجمل وزرائها المشبوهين، أليست كتلة النهضة؟
بل من خان الأمانة أصلا وانسحب مذعورا تاركا مسؤولية الحكم التي كلفه بها الناس وانتخبوه لأجلها، خوفا من الثورة المضادة بزعم الحكمة، أليست قيادات النهضة ومن وافقهم من القواعد إذ رفضوا محاسبتهم؟
من المسؤول اذن عن الحال الآن، أليست قيادات النهضة ومن عمل على التغطية عليهم من القواعد؟
من المسؤول عن خور كتلة النهضة بالتأسيسي، أليس الغنوشي الذي يوحي لذلك القطيع ويقنعهم بمايجب أن يفعلوه؟
ماذا عساها تكون سيئات الوزيرة أمام الخطايا التي ارتكبها قطيع النهضة بالتأسيسي؟
أليس هو من أنتج دستورا كارثيا لم يجرأ على الإتيان بمثله سيئ الذكر ذاته؟
ثم إنكم تتباكون على الموبقات والخمور وكلامكم حق، ولكنكم لم تتباكوا على الموبقات التي حضرتها محرزية العبيدي بسفارة بلدها فرنسا، صحبة البعض الآخر من رموز النهضة، بل كيف يقبلون تلك الاهانة من السفارة الفرنسية ان تقدم الخمور بحضورهم، بل لماذا يحضرون أصلا على موائد السفارات الاجنبية؟
أما يكون أولى عوض الحشد ضد الوزيرة المشبوهة، أن يقع الحشد للمطالبة بمحاسبة الخونة من جماعة النهضة الذين ضيعوا الثورة؟
أما يكون أولى عوض الحشد أمام التأسيسي، أن يقع الحشد أمام مقرات النهضة؟
أما يكون أولى عوض التباكي على الفساد الذي ارتكبه شباب ضائع، أن يقع البكاء على الكوارث والخراب الذي جرتنا إليه رموز حركة النهضة وعلى رأسهم الغنوشي؟
ثم أليس القبول بفرنسيين كرموز بحركة إسلامية يعد خيانة أين منها أفاعيل كربول والثورة المضادة؟
اليست محرزية فرنسية، أليس محمد بن سالم فرنسي، أليس غيرهم من رموز النهضة أجانب، فكيف يستأمنون على حزب تونسي، فضلا على أن يكون حركة إسلامية؟
أليس هؤلاء الأجانب النهضويون هم الذين تراخوا وتساهلوا مع التدخل الأجنبي في كل مفاصل الدولة لأنهم لا يرون على الأرجح ضررا في التعامل مع الأجنبي؟
يا أبناء الثورة متى تنتبهوا لأصل الداء وتعملوا على فضحه والمطالبة باقتلاعه عوض مواصلة العبث الذي يفرح خونة النهضة وأعداء الثورة عموما؟
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: