البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

القوائم والإنتخابات البرلمانية

كاتب المقال سفيان عبد الكافي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5582


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يبنى التحدي في الدولة المدنية العلمية الحديثة ذات منظومة الحوكمة التشاركية على ايجاد فعالية في المجلس النيابي من جهة التمثيل والممارسة، فانتاج مجلس نيابي راقيا ينتتج حكومات فعّالة لها مصداقية وشفافية تحقق تنمية محسوسة.
ومن هنا يتجه بحثنا في الأسس العميقة التي نضعها لنصنع هذا المجلس النيابي الفعال، والذي يستجيب لكل القيم والمتطلبات، وهنا تطرح امامنا مباحث عدة، ونتناول في هذه الورقة اشكالية الإقتراع باعتماد القائمة او التمثيل الفردي.
ميزة الإعتماد على إنتخاب الأشخاص يعطي للناخب مجالا اوسع من الإختيار ولا يجعله مقيدا بالأسماء المفروضة من طرف الحزب، ولا يستطيع المترشح ان ينجح إلا في منطقته ويكون منها وممثلا لها ومقيما فيها، إذ يستطيع ان يبلغ حقيقة مشاغل الرقعة الترابية التي ترشح عنها باعتباره من متساكنيها وقاطنيها وعارفا لخباياها.

وبرغم هذه الميزات في هذه الطريقة إلا أنها تتنافى مع العمل الحزبي والعمل الجمعياتي، وتفقد العمل السياسي داخل التنظمي الحزبي معناه، اذ يؤسس لتنظيم سياسي غير مدني يقوم على نزعة متعارضة مع القيم المدنية التي رسخت في البلاد طوال النصف قرن الماضي ووقع القضاء عليها وتهدد حتى بتقسيم البلاد وتهدد مفهوم المواطنة، (العروشية، الجهوية، الأسرية، العقائدية، الدينية، والأقلية، والإنتمائية وغيرها..) وهذا يهدد الوحدة الوطنية والسلم الإجتماعي.

كما ان التصويت في الترشحات الفردية ستحركه النزعات المختلفة ولا ينظر في البرنامج الإنتخابي بقدر النظر إلى الإنتماء وعلاقة التقارب المختلفة، وينتج نائبا محدودا لا يمثل كل الشعب، خاصة وان الوعي الديمقراطي والإنتخابي مازال في خطواته الأولى في البلاد وليس الوعي الإنتخابي اذ لم نصل بعد الى مستوى من الرفاهية التنافسية خاصة ونحن مازلنا حديثي العهد بالتعددية والعمل السياسي بعد التصحر الذي ميز الحياة السياسية في العقود الأخيرة، وهذا يتطلب سنوات من التدرب وتطوير المنظومة التعليمية المتهرئة التي ارساها العهد النوفمبري.
فقد يكون الترشح الفردي مجديا للمجلس التاسيسي ولكن لا يكون مجديا للمجلس النيابي.

أما الاقتراع باعتماد القائمة يؤسس لمجتمع مدنى ويدخل ثقافة التنافس المنظم عبر التشكل الحزبي وارساء مجتمع المؤسسات والجمعيات، والأحزاب هي فضاءات تكوين وتعليم ورسكلة واعداد وتنظم، ولكن المشكلة في المنظومة الإنتخابية المعتمدة على القائمة انها تعتمد على الترتيب في اسناد المقاعد البرلمانية، والصاعد يكون دوما من يتراس القائمة ثم الذي يليه فالذي يليه على حسب المقاعد المتحصل عليها، وهذا هو نقطة ضعفها، حيث تتسلط على الناخب بفرض اسماء عليه، وتستهجن المترشحين في ذيل القائمة وتجعلهم مجرد صور لملأ الفراغ، وفي هذا اساءة كبيرة للعمل السياسي الحزبي وللمترشحين والناخبين على حد السواء.
إن كان العمل السياسي داخل يقوم على مبدأ الصعود لسدة الحكم والأمل في اخذ منصب او مقعد في الحكم، فما الذي سيدفع منخرط في العمل الحزبي ترشح في ذيل قائمة يعلم مسبقا انه لن يحصل على مقعد، اي يدخل في الصراع السياسي الإنتخابي وهو يعلم سلفا ان لا امل له، انه حقا انتهاك صارخ للمترشح ولقيمة العمل السياسي، خاصة وان توزيع المقاعد لن يكون باعتماد الأغلبية انما باعتماد النسبية وهذا محل إجماع.

اعتماد القائمات في الإنتخابات هو عمل مدني راق يكرس الوحدة الترابية والوطنية ويربط النائب بكامل التراب الوطني ويربطه بزميلة في الحزب ويعود السياسي على العمل المجموعاتي وقبول الأخر وتوحيد الجهود والتشارك في الأهدف، ولكن اعتماد الترتيب في اسناد المقاعد يمثل ورما الحقيقيا في العمل السياسي الحزبي ونقطة ضعف فادحة في الديمقراطية التي يكون فيها تداول سلمي على السلطة ، حيث يقفل الطريق على الشباب، ويحتكر الرموز تراس القوائم والمراتب الأولى على حسب مكانتهم واقدميتهم وانغراسهم في الحزب، ليصبحوا حجرة عثرة اما الشباب الصاعد خاصة ويفقد الحزب الحركية الشبابية وفعل التجديد والتشبيب فيه، ويبقى يحكمنا دوما شيبة القوم.

اذا اردنا ان نتحدث عن تداول للسلطة في الدولة فلابد ان يكون هناك تداولا في قيادات الأحزاب ومكاتبها السياسية التنفيذية لينتج لنا تداول في سلطة الدولة، وإذا اردنا ان نشبب قيادات الدولة فلابد كذلك ان توجد طريقة تفرض التشبيب على قيادات الأحزاب ومكاتبها السياسية، ولا تشبب هذه القيادات ولا يصنع الشباب مكانه إلا اذا كانت له نفس الفرص مع شيبة القيادات في ان يجد املا أو امكانية بان يحضي بمقعد في البرلمان او المجالس المنتخبة الأخرى في الدولة حتى ولو كان ذيل القائمة، والشيب لا تترك مقاعد قياداتها الحزبية إلا اذا فقدت مقاعدها القيادية في الدولة، ولن تفقد هذه المكانة طالما في كل انتخاب تتربع على رئس القائمة ولهذا لابد ان توجد طريقة تجعل من حظوظ مترئس القائمة كحظوظ متذيلها سواء في الصعود او الفشل، اي قد يصعد من هو متذيل القائمة ويسقط من يترأس القائمة.

إن الفكرة المبتكرة في المنظومة التشاركية التي ندعو لها تؤسس هذه العملية وتساوي بين كل المترشحين حيث تجمع ما بين مزايا الإنتخابات الفردية والإنتخاب عن طريق القائمة وتدمج كل المزايا مع بعض لتحقق الرضى للناخب والمترشح على حد السواء ويؤسس لشفافية وتكافئ الفرص حتى لدى المترشحين وداخل الحزب او القائمة الواحدة.

لا نستطيع ان نبني ديمقراطية ما لم نتخلص من عقلية ومعضلة الحكم مدى الحياة لدى القياديين والسياسيين، واول ما تكون في الأحزاب لتنعكس على الدولة، لابد من التخلص من ورم التصنيم والإلهاميات المرجعية للقادة.
ولا نستطيع ان نكوّن قادة جدد من الشباب، ان لم نعطيهم فرصتهم في الوصول لسدة الحكم والمناصب البرلمانية والمنافسة جنبا لجنب مع القدماء، لهم نفس حظوظ الوصول ونفس حظوظ الفشل والإقصاء من السباق.
ان اعتماد القائمات طريقة جميلة وفعالة وعادلة، ولكن للأسف سياسيونا يستغلونها بطريقة سيئة ويكرسون الجانب السلبي فيها اكثر من الجانب الجيد باعتماد توزيع المقاد عبر الترتيب في القائمة، ومثال ذلك ثم انه قد يكون هناك حالات من الأزمات تجبرنا على حل البرلمان واعادة الإنتخابات، وطبيعي جدا ان تعيد الأحزاب تشكيل قوائمها وعادة ما تكون بنفس المقايس وهو ما يجعلها حاملة في جلها لنفس العناصر الأساسية خاصة في راس القائمة مع تغيير ذيول القائمة لتظهر تغيير غير حقيقي، وبحكم ان الأحزاب عندنا تحافظ على نفس مستواياتها ونسبها عادة فمن الطبيعي ان يعاد اسنتساخ نفس البرلمان تقريبا، فما التغيير الذي سيحصل في البرلمان والحكومة المنبثقة عليه، اذ تكاد تكون نفسها وإن لم تكن بنفس العناصر فبنفس السياق والتوجهات، فليس هناك إلا خسران الأموال ومضيعة وقت ولم ننتج برلمان مغايرا وسياسة اخرى.

إن منظومة الديمقراطية التشاركية تبني دولة مدنية وتسعى إلى ايجاد برلمان فعال وحقيقي ليس حكرا على اشخاص أو احزاب لكل فيه نصيب وله فرصة متساوية للوصول إلى كرسي البرلمان، والسياق المدني يحتم الإعتماد على التنظم الحزبي والجمعياتي تسعي لتعزيز مدنية الدولة ولا نفتح مجالا لتهدد به السلم الإجتماعي، ولهذا نرى ضرورة بقاء المنافسة الحزبية داخل القائمة ولكن بخذف الترتيب واجبارية ان يكون الناخب من المنطقة التي يمثلها، وبالتالي نأخذ مزايا التمثيل الفردي وندمجه في مزايا التمثيل بالقائمة ونُطعّم هذا بالتمثيل المستقل.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، المجلس النيابي، البرلمان، الإنتخابات،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-11-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أنس الشابي، عبد الله الفقير، د. أحمد محمد سليمان، د - محمد بنيعيش، صلاح الحريري، كريم السليتي، محرر "بوابتي"، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد اسعد بيوض التميمي، د - شاكر الحوكي ، ضحى عبد الرحمن، صلاح المختار، د. صلاح عودة الله ، بيلسان قيصر، عمار غيلوفي، د - المنجي الكعبي، سامح لطف الله، علي الكاش، سليمان أحمد أبو ستة، د- هاني ابوالفتوح، فتحي العابد، المولدي اليوسفي، أبو سمية، عمر غازي، سعود السبعاني، محمد الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، كريم فارق، حسن عثمان، العادل السمعلي، ياسين أحمد، خالد الجاف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عراق المطيري، محمد الياسين، إسراء أبو رمان، حسن الطرابلسي، الناصر الرقيق، د. عبد الآله المالكي، جاسم الرصيف، د - مصطفى فهمي، مجدى داود، أحمد بوادي، محمد يحي، طلال قسومي، علي عبد العال، مصطفى منيغ، د. خالد الطراولي ، عبد العزيز كحيل، سيد السباعي، أ.د. مصطفى رجب، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الهادي المثلوثي، حسني إبراهيم عبد العظيم، رشيد السيد أحمد، رافع القارصي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- محمود علي عريقات، محمد علي العقربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - عادل رضا، صفاء العراقي، إياد محمود حسين ، فتحي الزغل، فهمي شراب، وائل بنجدو، عواطف منصور، عبد الرزاق قيراط ، سامر أبو رمان ، تونسي، أشرف إبراهيم حجاج، يزيد بن الحسين، سلوى المغربي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد عمر غرس الله، د- محمد رحال، المولدي الفرجاني، حاتم الصولي، سلام الشماع، مصطفي زهران، فوزي مسعود ، صفاء العربي، خبَّاب بن مروان الحمد، حميدة الطيلوش، سفيان عبد الكافي، د - الضاوي خوالدية، محمود طرشوبي، ماهر عدنان قنديل، أحمد النعيمي، نادية سعد، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد أحمد عزوز، طارق خفاجي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الغني مزوز، محمود سلطان، صالح النعامي ، عزيز العرباوي، رضا الدبّابي، د. أحمد بشير، رمضان حينوني، عبد الله زيدان، إيمى الأشقر، يحيي البوليني، رافد العزاوي، فتحـي قاره بيبـان، الهيثم زعفان، مراد قميزة، منجي باكير، صباح الموسوي ، د.محمد فتحي عبد العال، د - صالح المازقي، د- جابر قميحة، د. طارق عبد الحليم، أحمد ملحم، محمود فاروق سيد شعبان، محمد العيادي، محمد شمام ، أحمد الحباسي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء