اليساريون هم رأس الثورة المضادة وهم من يجب أن يحاسب على فترة بن علي
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9254
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يعتبر البعض الصراع بتونس صراعا سياسيا، ومن نتيجة ذلك ان وقع حصر أعداء الثورة بالمنظومة السياسية التجمع الديموقراطي
على ان الواقع يثبت لنا أن أشد أعداء الإسلاميين والمسؤولين عن قتلهم وتشريدهم بالتسعينات ليس التجمعيون بدرجة اولى بل هم اليساريون الذين كانوا منظرين لعمليات التنكيل تلك ومثلوا أدوات بن علي الموجهة للأجهزة الثقافية والتعليمية والأمنية، فيما مثل التجمعيون مجرد أدوات تنفيذ.
كما أن أشد اعداء الثورة الآن ومن يجمع ويدبر لمحاربتها ليس التجمعيون، بل هم اليساريون، أليست نقيبة الصحفيين يسارية، أليس رئيسة تحرير الأخبار بالتلفزة الوطنية يسارية، ألس قيادة الإتحاد يسارية، أليس عمادة المحامين يرأسها يساري، أليس منظمة حقوق الإنسان يرأسها يساري، أليس سفيان بن فرحات وسفيان بن حميدة وبشرة بلحاج حميدة وكلثوم كنو كلهم يساريون
هؤلاء وغيرهم من اليساريين هم من يحرك الثورة المضادة وهؤلاء هم من حرض على قتل الاسلاميين زمن بن علي، وهؤلاء وغيرهم هم من أصدر القوانين ونظر لحملة تجفيف المنابع واقتلاع الاسلام ولازالوا لحد الآن يحاربون الهوية والتدين بتونس
ولكن كل هذه الأمور على بداهتها تغيب عن أذهان أبناء الثورة، ويبقى هؤلاء الاعداء الذين يقفون وراء جرائم بن علي من دون متابعة، يبقى رؤوس الثورة المضادة في وقتنا الحاضر من دون ادنى محاسبة، بل من دون ان يقع الإشارة اليهم أصلا في معرض نية المحاسبة
لماذا؟ لأن منطلق فهم مايقع بتونس أساسا فاسد، لأن المنطلق يقول بأن الصراع سياسي وليس عقدي وفكري، وحينما يعتبر الصراع سياسيا سيكون حصر المسؤولين عن حقبة بن علي ناقصا وسيكون حصر أعداء الثورة الآن مغلوطا.
ومانعيشه من فوضى وتنامي للثورة المضادة الآن هو ببعض المعاني نتيجة لذلك الفهم الفاسد لطبيعة الصراع، وهو فهم يصر الغنوشي خاصة على الترويج له بين أبناء التيار الإسلامي مما يفاقم من عمليات التشويش الذهني لديهم وينتهي بهم لمجرد عناصر غير فاعلة في مواجهة اعدائهم ماداموا انطلقوا من فهم مغلوط لطبيعة الصراع.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: