السلبية والإستقالة من المسؤولية لدى الحركات الاسلامية
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8564
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هناك خاصية تتسم بها التجمعات السلبية التي تربت على ثقافة القطيع والإمعية، وهي الإستقالة وتوكيل إتخاذ القرارت والنظر فيها، لغيرها، بحيث يصبح هذا الآخر هو من يقرر او في احسن الأحوال هو من يقترح ويشير بالفعل.
تمثل الحركات الإسلامية المعاصرة للأسف أكثر الأطراف التي تحوز على هذه الخاصية، حيث تستقيل القواعد من النظر وتسلم أمرها كلها لقيادة وأحيانا لشيخ، وتنزله منزلة عليا تقارب أحيانا تلك التي للنبي، بحيث لاتنظر معه في أمر ولا يخطر على بالها أصلا إمكانية الخطأ لديه.
وينتج عن ذلك أن يصبح الشيخ او القيادة هي صاحبة القرار، تقرر وتعقد الصفقات وتتخلى عن المبادئ، وتفعل ماتريد من دون الرجوع للقواعد ذات الالاف بل ذوات الملايين أحيانا كما هو الحال مع الاخوان المسلمين بمصر او الجماعة الاسلامية بالباكستان.
هذه الوضعية عمليا تمثل دكتاتورية، حيث تتسلط مجموعة او فرد بالقرار وتعزل الباقي، وهو وضع يشبه لحد بعيد دكتاتورية الحزب الشيوعي بالانظمة الشيوعية بالمعكسر الشرقي سابقا حيث يمثل الحزب هناك الحزب القائد كمايسمى في ادبياتهم له وحده حق تمثيل الناس وللقيادة داخله الحق في تمثيل الحزب.
على ان هناك فرقا، اذ ان الحال بالحركات الاسلامية ناتج عن استقالة ذاتية وعن طواعية للقواعد التي تقبل بوضع الإنسحاب، بل ولاتعتقد اصلا ان القيادة تلك يمكن ان ترتكب خطأ، بل وانها تنطلق في اعمال تبريرية لاخطائها كلما وقع لومها، تأثرا بثقافة تبريرية مجتزئة تقول بوجوب احسان النية بأخيك وبوجوب الطاعة للأمير وغيرها من الاسانيد التي اما موضوعة واما أنها تنزل في غير سياقاتها.
إذا اردنا أن نقترب من وضعنا بتونس، فانظر مثلا كيف استقال عمليا مجلس شورى حركة النهضة وترك الغنوشي واعضادة ممن هم مجرد نسخ منه، يقومون بمايحلو لهم من صفقات مع الثورة المضادة، وانظر إن شئت نواب كتلة النهضة بالتأسيسي ذوي العدد الكبير كيف تحولوا لمجرد كم مثله ولاشيئ سواء
انظر لتلك الكتلة من النواب وقد تحولت لمجرد أداة تنفذ مايمليه او مايوحيه لهم الغنوشي تنفيذا لمايقرره في صفقاته مع الثورة المضادة
وانظر اليهم وقد ذهبت عنهم حتى إمكانية الخجل إذ يتخلون عن قوانين كانوا من أشد المدافعين عنها، لمجرد ان الغنوشي قد اتفق مع الثورة المضادة على فعل ذلك، من مثل التخلي عن قانون تحصين الثورة وغيرها من القوانين.
أليست هذه عينات تؤكد ما أشرت إليه في أول كلامي عن السلبية داخل الحركات الإسلامية
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: