د. الضاوي خوالدية - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7503 dr_khoualdia@yahoo.fr
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إنّ التونسي الواعي السالم من أمراض الوصولية السياسية والمادية والإيديولوجية المعمية لمصطدم عنيف الاصطدام بالواقع السياسي المعيش الذي افتتحته ثورة شبابية شعارها الكرامة والحرية والعدل والعيش الكريم خلعت في ساعات كبير فسدة النظام.
ثم كانت العجائب والغرائب بتنصيب مكانه وزيره الأول ثم مجيء طاقم المبزع والسبسي ومن لفّ لفهما ولولا انتخابات 2011 لأعلن عن وفاة الثورة المسجاة في غرفة العناية المركزة.
ثم كان الفتك بالمنتصرين في الانتخابات بوسائل أغرب من الخيال حتى اقتنع الشعب أو كاد أن حكمه الجديد فاشل وحتى كاد النظام الجديد نفسه يعلن فشله وتحالف أعداء النظام الجديد على تناقضهم على استرجاع السلطة بوسيلة غير انتخابية كدأبهم منذ ستين سنة مبررين انتهاجهم هذا النهج بقصور هذا الشعب.
ثم أضافوا إليه سمة الغباء معللين ذلك بانتخابه النهضة وبرضا شبابه الثائر بحكومة الغنوشي ثم حكومة رفيقيه المبزع والسبسي "الفضيحتين" غاضين الطرف جهلا أو تجاهلا عن بديهيات علم الاجتماع وعلم النفس وعلم الأنتروبولوجيا المجمعة على أن الغباء صفة للأفراد ولا للشعوب التي يتوفر كل واحد منها على عقل جمعي آية في الذكاء
هذا العقل الجمعي هو الذي اختار حزب حركة النهضة لأنه يرتب في أول قائمة الأحزاب التونسية وهذا ما أجمع عليه ايضا كل المحللين السياسيين الموضوعيين العرب والأجانب. أما سكوت هذا الشعب عن فضيحة حكومتي الغنوشي والمبزع والسبسي فسببه نخبه التي لم يشارك جلها في الثورة والتي كان الغباء احد سماتها لأنها مترددة مرتبكة ضائعة بين اليمين مرة واليسار مرات لا تقوّم ذاتها ولا تكيف أفكارها مع الواقع، خطابها ضبابي وثقافتها ضحلة وهمها الأكبر الوصول إلى السلطة بأي وسيلة وإليك أخي القارئ تعريفا للمثقف السياسي (إذ المثقف غير السياسي غاو هائم والسياسي غير المثقف حمار) ملتمسا منك أن ترى مدى انطباقه على اي خطاب معارض وخاصة خطابي السيدين حمة الهمامي وخميس قسيلة عضوي جبهة الأنقاض الوطنية، هذا التعريف العادي: المثقف هو العارف بمبادئ الأشياء أو بالأحرى العارف بتعليل كيفية حصول الأشياء والشاعر بالمسؤولية ومحفز الناس على احترام الآخر ونقي السريرة والملتزم بخدمة قضايا وطنه والداهية في المصلحة العامة.
فلحمة معجم ذو عدد قليل من الألفاظ تتكرر في كل خطاب منها: تكرار لفظة النهضة في كل جملة، وفشل الحكومة والخطاب المزدوج وثبوت تهمة النهضة في قتل مناضلي حزب العمال والبلاد مدمرة والمجاعة عمت وقطر احتلت تونس والأداءات ارتفعت والإدارة تنهضت ولخميس معجم ثري بالسب والشتم لكن الغالب عليه قوله دوما: نحن نرفض لغة الأغلبية والأقلية دون أن يعي أن رفضا كهذا يعني أنه خارج التاريخ لأننا إذا قلنا انتخابات نزيهة قلنا الأغلبية والأقلية... هذه الديمقراطية لكن سي خميس واع بأن الديمقراطية لا تقبله أي ان الشعب لا يختاره فيلح على الوفاق المفروض بحد الثلب الذي هو غدر لسيادة الشعب وسرقة موصوفة لإرادته عله يوفر له ولرفاقه مناصب مهمة دون تعب: "ومن يكره الهندي المقشر واللقمة الباردة".
إنّ إجماع جبهة الأنقاض على وسم الشعب بالقصور هو هروب من تحكيم هذا الشعب في تقرير مصيره وتنصيب لجنة وصاية رباعية عوضا عنه تعين له حكومة ومؤسسات رجالها جميعا من الفاشلين في الانتخابات المنبوذين شعبيا.
يا شعبي العظيم العاقل الذكي العبقرية الشجاع قم احم ثورتك من الأوغاد:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: