مثلث الانقلاب في تونس: اعلاميون، امنيون و سياسيون ..
المولدي الفرجاني - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7221
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يعمل منذ مدة و بكل صفاقة مثلث الانقلاب المتكون من اعلاميين و امنيين و سياسيين على اقناع الشعب بمحاربة السلفيين و جعل عنوان المرحلة هو شن الحرب على انصار الشريعة و سكان الاحياء الفقيرة المهمشين .و عوض ان يُدخلوا التنمية لهذه الاحياء المعدمة اختاروا و صمموا على ادخال الموت لهم ...
و في الحقيقة هذا البرنامج الشامل كان من وحي الجنرال الهارب و عصاباته و قد تمكن من خلاله بالتنكيل بالابرياء و البريئات و قتلهم و سحلهم و ابادة عائلات باسرها و قد نال ثمار ذلك من سيده الامريكي بتثبيت اركان حكمه و تلقي الدعم من قوى الاستعمار المعادي لحريات الشعب التونس لكن الثورة جاءت عاصفة فهدت اركان ما بناه...
ان التقاء مثلث الانقلاب حول هذا " البرنامج" الخبيث ـ و تعاضدهم في ذلك تحت لواء القوى الاقليمية و العالمية هدفه ايقاف العملية الديمقراطية التي هي كمرحلة اولى لتحقيق اهداف الثورة بعد استنتجوا ان الشعب قد كرههم و قاطعهم و وقف ضد من قتل ابناءهم من القناصة و الامنيين الفاسدين القتلة و ضد الاعلاميين المتذيلين خدام النظام النوفمبري و ضد احزاب التجمع الجديدة و الاحزاب المتطرفة الاقصائية و المنظمات النقابية المتعالية على قواعدها السائد في جميعها الفساد الداخلي بانواعه و الرشاوي و الارتهان الى الفئوية و تغيب عنها الديمقراطية ،فالتقاء المصالح بين المهزومين الثلاثة جعلهم يتحالفون ضمن شن حرب شاملة سياسيا و اعلاميا و امنيا يوقفون بها مرحلة بناء الديمقراطية و يجددون بناء موطئ القدم التي خسروها مع الثورة أو انهم عجزوا عن بنائها خلال ثلاث سنوات مضت ..و اركان هذا البرنامج الخبيث هو الآتي :...
ــ 1ـ سياسيا ادى انسحاب النواب الست و الخمسين الى ايقاف المداولات الاخيرة حول الدستور الذي لم يتبق لانجازه سوى مسالة او اثنتين تتعلق احداهما بدور كل من الرئيسين التنفيذيين ؛ كما ادى انسحابهم الى ايقاف انتخاب هيئة الانتخابات و الحيلولة دون سن النواب قانون تحصين الثورة ،و قد ضمنوا في وقت لاحق التحاق الرئيس بن جعفر بهم باغلاقه ابواب المجلس بالمفاتيح و منع انعقاد الجلسات العامة .....
ـ 2 ـ امنيا تمت فبركة العديد من افلام العنف المثيرة اولها ما تم قرب صفاقس ثم حول الشعانبي و الان قبلاط و سيدي بوزيد و آخرها ادخال البلبلة على ولاية بنزرت باعتبارها ولاية لها حساسية مفرطة من الامن و ذلك باستفزاز المتدينين بها حتى يردوا الفعل و في نفس الوقت يتم تحريك الخلايا الانقلابية النائمة داخل السلفيين لاظهار عزمهم على مجابهة الامنيين ،كما تم العمل على انجاز اغتيال رمزين نضاليين داخل منزلهما لاثارة الشارع المتبرم من سياسة الحكومة و دفعه للنزول فيتلقفه السياسيون و يستفيدون به لتلميع صورتهم الباهتة و اظهارهم كمناضلين في صفوف الشعب مع ترسيخ عقلية " النفور " من الحكو مة و الاسلاميين ،و هو غرض يصب في المصالح الاديولوجية المحلية و العالمية فيما يسمى بالمعركة الكبرى ضد الاسلام
و الغريب ان عمليان القتل الاخيرة كانت موجهة لامنيين من جهات شعبية منسية يكونها الوسط الغربي و الشمال الغربي كسيدي بوزيد و القصرين وباجة وسبيطلة
اما اعلاميا فقد تحولت قنوات تونس الاولى و الثانية و بالخصوص نسمة الحمراء و حنبعل و الحوار التونسي الى شبه غرفة عمليات يتداول عليها اشباه الاعلاميين و المحسوبون على النضال و الصحفيون المنحرفون ذوو السوابق ضد الاعلام الحر مثل السيد سفيان بن حميدة الذي وجد في هذه القنوات متنفسا لعقده و تصوراته الدون كيشوتية.... و قد اصبحنا نعيش كمتفرجين مع هذه القنوات اجواء الشحن المباشر و التحريض على كل من يخالف توجهات الانقلابيين ...
و لازالت هذه الحملة الانقلابية متواصلة اعلاميا و سياسيا و امنيا مدعوم اصحابها من مافيات محلية و اجنبية تمدهم بالمال و العتاد و الرجال و المعلومات و القرارات،و هي مافيات لا يمكنها ان تحيا الا في وضع لا دولة او في دولة بوليسية لا تحترم حقوق الانسان و لا تساوي بين سكان الملاسين والاحياء الراقية ....الا ان وعي الشعب بدا يتنامى ،و من خلال ما نلامسه فانه قد تم شعبيا كشف مخطط الثلاثي الانقلابي الداخلي و الخارجي و بدا راي عام تونسي يتشكل ضد هؤلاء، لانه بان بالكاشف ان الانقلاب لا يستهدف من هم في الحكم فحسب بل بل الوطن كله و الشعب كله و الثورة كلها وتحقيق اهدافها جميعا
فسحقا لاعداء الوطن....
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: