عائلة بن عاشور منبت الثورة المضادة: خطر الإمعية الدينية
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 11028
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
عياض بن عاشور مصمم قانون الالتفاف على الثورة ومن قبله كان أحد أدوات تسلط بن علي على التونسيين والمجاهر بعدائه للهوية العربية الاسلامية والقائل أن دينه هو الديمقراطية و المؤلف لكتبه بالفرنسية، سناء بن عاشور أشرس رموز النساء الديمقراطيات أهم أداة حرب للهوية بتونس، رافع بن عاشور أحد رجالات بن علي ورمز من رموز نداء تونس حاليا، كل هؤلاء هم أبناء الفاضل بن عاشور وأحفاد الطاهر بن عاشور صاحب التحرير والتنوير.
لم يكن إنبتات أبناء بن عاشور هؤلاء صدفة وإنما تم ذلك لأنهم تلقوا تعليمهم فترة الخمسينات بمدارس فرنسية عملت على اقتلاعهم ذهنيا وها إننا نرى الآن نتيجة تلك التنشئة الإقتلاعية بالمدارس الفرنسية.
السؤال الذي يطرح ليس حول نتيجة التكوين بالمدارس الفرنسية فذلك أمر متوقع ولايستغربه الا ساذج متقدم في سذاجته، وإنما السؤال هو حول كيفية سماح الفاضل بن عاشور بان يدرس أبنائه بمدارس أجنبية.
كل فرد على مستوى عادي من الثقافة يعرف أن المدارس الأجنبية تقوم بعملية اقتلاع وإحلال ذهني: اقتلاع من الثقافة المحلية وإحلال مكانها الثقافة البديلة وهي الثقافة الغربية والفرنسية تحديدا في حالة أبناء بن عاشور، فكيف للفاضل بن عاشور وهو من المفترض أن يكون نشأ بعائلة ذات عمق ثقافي ووعي كثيف، كيف له أن تغيب عنه تلك البديهية.
هناك احتمالان: إما أن الفاضل بن عاشور كان ذا تكوين قاصر لا يجاوز التكوين الديني التقليدي البحت الذي لا يخرج عن حفظ القران والأحاديث وتفسير القران ومسائل الفقه، ولا فهم له من وراء ذلك لشيء من أمور الواقع، بمعنى آخر فان سذاجة الفاضل وضحالة تكوينه الثقافي هي التي جعلته يقبل أن يرمي بأبنائه بأيدي الفرنسيين ليكوّنوا نشأه.
الاحتمال الثاني هو أن يكون الفاضل بن عاشور واعيا بتأثير التكوين الأجنبي على ذهنية أبنائه وانه بالتوازي فعل ذلك متعمدا عن قناعة بعلوية الفكر الغربي والثقافة الفرنسية على نظيرتها العربية الإسلامية، والفاضل بهذا المعنى يكون بحق داعية للإلحاق الثقافي الغربي وهو بمعنى آخر يكون احد ابرز دعاة الإلحاق الثقافي من داخل الإطار الديني التقليدي، لأن التناول العادي لا يكاد يذكر رمز من رموز الإلحاق الثقافي من داخل النسق الديني التقليدي ويكتفي بذكر رموز تبعية ثقافية نشؤوا في المدرسة الصادقية أو درسوا ابتداء بالغرب.
هذه أمور لا يريد الكثير النظر إليها ولا تناولها بهذا الوضوح ويصرون لاعتبارات كثيرة على تجاهل هذه الحقائق البديهية، وينتهون لترديد أن الفاضل بن عاشور رمز إسلامي لا يقرب، رغم ما تبينه حقائق النظر عكس ما يزعمون.
يلزمنا إذن إما أن نقبل بان التبعية للأجنبي أمر طبيعي إن نحن حاولنا الحفاظ على الصنميات الدينية ومنها أن عائلة بن عاشور رموز إسلامية هكذا في المطلق، وإما أن نعمل عقولنا ونصدع بحقيقة أن الفاضل بن عاشور رمز مشكوك فيه وانه إن كان عالما بالقران والحديث فان ذلك لا يبرئه من الخطأ والتهافت في غيرها من الأمور حد وقوع حقيقة كونه داعية للتبعية الثقافية للغرب بقطع النظر عن وجود النية من عدمها في ذلك.
المسالة هي جانب لمشكل ابدي في التفكير الإسلامي يتكرر منذ فجر الإسلام ليومنا هذا، وهو الاعتقاد القائل أن تضلع احدهم وتعمقه في علوم الدين من قران وحديث وفقه هو بالضرورة كاف له لان يكون مصيبا في غيرها من أمور الحياة وجدير ان يتبع فيها، ومن نتاج ذلك أن تكون أخطاء ذلك الشيخ نموذجا للإتباع وهي ثغرة يستغلها أعداء الأمة ليمرروا من خلالها ما يريدون من خلال تجنيدهم لشيوخ متبحرين في الدين ولكنهم إما ضعاف وسذج وإما متواطئين، في غيرها من أمور الحياة:
كأمثلة لذلك: مشائخ ال سعود الأكفاء في علوم الشرع من أمثال بن باز والعثيمين وغيرهما ممن شرع لآل سعود تمرير المشروع الأمريكي بضرب العراق و غيره
القرضاوي المتمكن من علوم الإسلام الذي كان أداة بيد الأمريكان لضرب العراق وليبيا
وأبعد منهما، يمكن ذكر محمد عبدة الذي كان يتعامل مع البريطانيين وعادى ملك مصر الذي تصدى للاحتلال الانكليزي لبلاده في أول أمره، ولكن محمد عبدة وقف مع الانكليز، ولانه كان رجل علم شرعي يزعم وجوب اقتصار الدين على إصلاح المجتمع من دون مسائل السياسة، فان الانكليز وتابعيهم نفخوا في صورته لتمرير مشروعهم وهي الصورة التي لاتزال ناصعة لدى البعض لحد اليوم، وهي الصورة التي نفعت المشروع الانكليزي والتبعية الفكرية عموما ببلاد المسلمين.
محور الفكرة التي أريد قولها أن الصنمية الفكرية خطر على المسلمين، وانه يلزم نقد أي كان والتنبيه على أخطائه وان السكوت عن تجاوزات الشخص بزعم انه رجل علم ودين أولا ليس له سند شرعي لان الإسلام إنما هو دين ثورة على الواقع وعلى الأحبار ومن شاكلهم، وثانيا لان تكسير الأصنام هو من مصلحة المسلمين وان الإبقاء على تلك الأصنام لا يخدم إلا أعداء بلداننا وديننا.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
6-03-2014 / 00:18:20 رياض
بارك الله فيك
آل عاشور ينطبق عليهم قول القائل "إذا آفتخرت بآباء لهم نسب ،قلنا نعم ولكن بئس ما ولدوا ". فعلا أمر هذه العائلة محير ، كيف استطاع المستعمر الفرنسي أن يخرج من صلب "عالم جليل" محمد الطاهر بن عاشور أحفادا يحاربون الإسلام، سبحان الله هذا مكر ما بعده مكر
6-03-2014 / 00:18:20 رياض