البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

يتكلّمون عن أزمة لنُصدّق حدوثها...

كاتب المقال فتحي الزّغــــل - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5728


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لأوّل مرّة، و منذ أن بدأت أكتبُ في مجال التّحليل السّياسي، أدعو الله أن يقرأ ما أكتبُ فئة أو جهة بعينها، علّها تستفيقُ لما أورِدُه فيه و دعوتي إليه عزّ و جلّ أن يقرأ مقالة اليوم حزب حركة النّهضة الأصّم، و حزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة الأعرج، و حزب التّكتل من أجل العمل و الحرّيّات النّائم. و معهم، كلّ حزبٍ و حركةٍ و جهةٍ سياسيّةٍ ومدنيّة رسميّة تُصنّف نفسها تدعم شرعيّة انتخابات المجلس التّأسيسي و ما انبثق عنها من مؤسسات، و لم تكلّف نفسها حتى الآن بإصدار بيان أو تنظيم فعاليّة تُبرِزُ فيها موقفها. فلحقت بكسلها في نظري بالصّم العرّج النوّم.

فلعلّكم تتذكّرون مقالتي التي كانت تحت عنوان "إلى العريّض و حكومته... لن تنجحوا إذا انبطحتُم" التي نقلتها عديد العناوين الصّحفية و النّشريّات عن جريدة "المساء" بُعيدَ تشكيل حكومة "العريّض" أي منذ ما يقارب السّتة أشهر. أين تعرّضتُ إلى ضرورة أن تنتهج تلك الحكومة نهجا يُخالف نهج سابقتها حكومة "الجبالي" في مسألة انبطاحها لمُعارضــيها و في مسألة سهولة ابتزازها، و في مسألة عدم انسياقها مع محاولات حصرها في زاوية الدّفاع دائما، و خاصّة و خاصّة في مسألة حُضورها الإعلاميّ في منابرَ كنتُ أصنِّفُها و لا أزال في خانة المنابر العدائيّة. و ذلك لأنّ الجماعة في رأيي لا تملك برامجَ لمناقشتها على الملإ، و ليس لها رؤية للتّكلم فيها، و ليس لها منهجا للحوار معها، بل لها هدف واحد فقط أعلنوه منذ إعلان نتائج الانتخابات و خسارتهم فيها، هو إسقاط الفائزين و إرباكهم، و لو كان ذلك على حساب البلاد كلّها. و لهم لتحقيق هدفهم منهجا واحدا و إستراتيجية واحدة أراها تنطق أمامي و الجماعة الحاكمة عنها عمون، و هي افتعال أزمات عبر أحداث بعينها، يقع تضخيمها إعلاميا في أمواج و فضائيّات تعمل لصالحهم، تأخذ في تنظيم المنابر و الطّاولات المستديرة و الحوارات و المداخلات المقتناة بعناية من أسماء بعينها، تُكَرّرُ فكرة وجود أزمة في البلاد صباحا مساءا فجرا و ليلا، يُجبَرُ المواطن على متابعتها لعدم تركهم المجال لحضورِ أيّ فكرة غيرها ، فينتهي الأمر بالشّعب يُصدّقهم أو لأقل يصدّق أنّ هناك أزمة فعلا. لكن المؤسف حقًّا، و ما يحزّ في نفسي، هو أنّ يصدّق القائمون على البلاد أنّ هناك أزمة فعلا، و يتكلّمون في منابر هؤلاء كالبيادق المُبرمَجة، بكلامٍ هو بمثابة إقرارهم بأنّ هناك أزمة، و من ثمّ يبقون يدافعون و يدافعون و يدافعون.

فعندما أتابع بعض تلك المنابر، و بعض تلك الحوارات التي أمقتها، و أجبَرُ على متابعتها، لأنّ متابعتَها جزءٌ من عملي التّحليلي و إنتاجي الفكري، أرى الأمر بشكلٍ مُغايرٍ تماما لما يبدو لبقية الملاحظين، و ذلك لأنّي أمَوضِعُ نفسي عاليا عليها، لا أنظر إلى الموضوع و فكرة الموضوع المطروحة فيها مباشرة، بل ألحظ السّياق العام للحوار و هدفه الخفيُّ في ذلك السّياق، فتظهر لي جليّا الخطّة المدبّرة بإحكامٍ من المؤسسة الإعلامية الرّاعية لذلك المنبر، مثلما يظهر لي عمى فريق الدّفاع و صممه و نومه.

و لكم في مثال الاعتصامات الأخيرة عِبرة يا أولي الألباب... فالمعارضة بدأت في نفخ تحرّكاتها المنادية بإسقاط الحكومة منذ السّاعات الأولى لاغتيال الشّهيد "البراهمي" و كأنّ عضو من أعضاء الحكومة هو الذي اغتاله. و بدأت في تهويل حجم فعالياتها في نفس الوقت الذي تُقلّل فيه من حجم التّأييد الشّعبي الحقيقي للشّرعية الدّستورية و المؤسّساتية و ذلك بانتهاج نفس الخطّة. و جماعة "التّرويكا" يُمارونها فيها علنا بغباء و جهلٍ شديدين. فترى تحالف المعارضة يؤكّدون على شرعيّة الشّارع و أعداد من خرج معهم إذا ما تكلّموا عن تمرير فكرتهم الانقلابيّة، و تراهم و في نفس الوقت، ينعتون من يدعو للاحتكام إلى الشّارع و للشّعب، و من يتكلّم عن أنّ مساندي الشّرعية هم أكبر عددا منهم، بنعوتٍ فوضويّة هم في الحقيقة أقربَ منهم إليها... و ما يزيدُ في صلابة رأيهم و انتشاره، تماهي جماعة الشرعيّة معهم، و مع أطروحاتهم، بالتموقع أمامهم يُدافعون و كالعادة يدافعون و يُدافعون. و في بعض الحالات بالتّموضُع في صفّهم، عن درايةٍ أو عن غير درايةٍ، مثل حركة السيد "مصطفى بن جعفر" رئيس المجلس الوطني التأسيسي الأخيرة، و التي وصفها بعض جهابذة القانون الدّستوري بغير القانونيّة أصلا، القاضية بتعليق أعمال المجلس حتى إشعارٍ آخر. فالرّجل قدّم بفعلته تلك و بقراره ذاك هديّة على طبق من ذهبٍ لهؤلاء استغلّوها إعلاميّا أيّما استغلالٍ، هدية رُبّما شكّكت في حقيقة اصطفاف الرّجل و حزبه، و زادت من الشكوك التي تحوم عليهم منذ مدّةٍ من أنّهم يضعون رِجلا في السلطة، و رجلا في المعارضة.

فهل بعد هذا النفاق نفاق؟ و هل لم تنجل خطط هؤلاء بعدُ لأهل الشرعية ؟ و هل يستفيق القائمون على البلاد إلى أن أصل المشكلة في الحقيقة، هو وجودهم في الحكمِ، سواء أكان ذلك اليوم أو غدا أو بعد غد؟ و متى تستفيق مكوّنات النسيج السياسي الداعمة للشرعية الدستورية و المؤسساتية، فتتحرّك في اتجاه إبراز نفسها و عددها؟ بل متى يتنظّمُون في تحالفٍ أو تنظيم أو فعالية سياسيّة شعبيّةٍ تعلن عن نفسها كما ناديت بذلك في أحد بياناتي الساسية؟ و متى يُقلع هؤلاء عن التّماهي مع أولئك في تصديق وجود الأزمات؟ و الظهور معهم مقتنعون بوجودها؟ و أنّهم معهم يحاولون حلَّها؟ و أنهم معهم يحاولون الخروج منها ؟ و ماهم في الحقيقة بذاك الغباء، سوى داعمون لفكرتهم و مقنعون الشعب بها. لأن الشعب لا و لن يكون... ملكيًّا أكثر من الملك.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-08-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
يزيد بن الحسين، رحاب اسعد بيوض التميمي، فوزي مسعود ، عراق المطيري، رمضان حينوني، د.محمد فتحي عبد العال، الهادي المثلوثي، وائل بنجدو، كريم السليتي، د - شاكر الحوكي ، د - محمد بنيعيش، عبد الرزاق قيراط ، د. صلاح عودة الله ، أبو سمية، د - عادل رضا، محمود فاروق سيد شعبان، عزيز العرباوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - المنجي الكعبي، سعود السبعاني، صفاء العراقي، أحمد الحباسي، د- هاني ابوالفتوح، محمد أحمد عزوز، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محرر "بوابتي"، عمار غيلوفي، فهمي شراب، علي عبد العال، عبد الله زيدان، طلال قسومي، العادل السمعلي، ماهر عدنان قنديل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، الناصر الرقيق، صالح النعامي ، صفاء العربي، فتحـي قاره بيبـان، خبَّاب بن مروان الحمد، مصطفى منيغ، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد الياسين، صلاح المختار، د - الضاوي خوالدية، سليمان أحمد أبو ستة، تونسي، كريم فارق، رشيد السيد أحمد، ضحى عبد الرحمن، محمد شمام ، عبد الله الفقير، حاتم الصولي، رضا الدبّابي، منجي باكير، سلوى المغربي، المولدي الفرجاني، محمود سلطان، أحمد ملحم، جاسم الرصيف، حسن الطرابلسي، محمد عمر غرس الله، د. أحمد بشير، أحمد النعيمي، ياسين أحمد، د. خالد الطراولي ، أشرف إبراهيم حجاج، حسن عثمان، سلام الشماع، د. عبد الآله المالكي، د- محمود علي عريقات، صلاح الحريري، سامر أبو رمان ، سيد السباعي، د- جابر قميحة، علي الكاش، مجدى داود، أ.د. مصطفى رجب، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، يحيي البوليني، الهيثم زعفان، إيمى الأشقر، إياد محمود حسين ، محمود طرشوبي، أنس الشابي، محمد العيادي، د - مصطفى فهمي، صباح الموسوي ، عمر غازي، إسراء أبو رمان، رافد العزاوي، د. أحمد محمد سليمان، فتحي العابد، حميدة الطيلوش، نادية سعد، أحمد بوادي، عواطف منصور، د. عادل محمد عايش الأسطل، سامح لطف الله، فتحي الزغل، د- محمد رحال، د. طارق عبد الحليم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خالد الجاف ، محمد يحي، حسني إبراهيم عبد العظيم، مراد قميزة، رافع القارصي، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الغني مزوز، د - صالح المازقي، محمد الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، مصطفي زهران، سفيان عبد الكافي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء