رضا الدبّابي - فرنسا / تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6669
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أمّا الأوّل فهو عسكري خائن باع الأرض والعرض وقَتَلَ الأبرياء وهو عند العرب مثل ذي رغال الذي دَلَّ الأحباش بقيادة أبرهة الأشرم على الطَّريق لغزو مكَّةَ وهدمِ الكعبة بيتِ الله الحرام. ظَلَّ العرب لقرون يرجمون قبر ذي رغال جزاءا على ما اقترفت يداه من خساسة وخيانة. والسّيسي عند المصريِين لِصٌّ خائن غادِرٌ طالت يداه الآَماناتِ فخان وغدَرَ وفجرَ وَقَتَلَ. أنا أطلُبُ من المصريِين عند موتِ هذا الخائن أن يفعلوا بقبرِه مثلما فعلَ العرب بقبرِ ذي رغال. وهَذا ذو رغالٌ خلَّدَ التّاريخ ذكراه وأصبح مَضرباً للأمثال عندَ العرب فأينما شُمَّتْ الخيانة قيل ذو رغال فعْلتُه تلكَ تستحقّ رجم قبره عند موته وكذلك يفعلُ المسلمون عند رجم الشّيطان يوم الحجِّ الأكبر. الرّجُلُ لم يسرق شيئاً معتبَراً من حِرزٍ فحسب بل سرق إرادة أمّة وأعادها إلى أسفل سافلين. وكذلك يفعلُ الظّالمون بالبشر والله تبارك وتعالى يقول 'وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب سينقلبون' 'ويضلّ الله الظّالمين ويفعل الله ما يشاء'.
أيّها اللصُّ سيلعنك المصريون أبَدَ الدَّهرِ ولا يكون لك ذكرٌ إلا في دفتر الخائنين والمستبدّين والفراعين. مثلُكَ يَسْوَدُّ وجهُه في الحياة الدُّنيا ويلحقهُ الخزي والذلُّ والصَّغار وأنت يوم القيامة من الخاسِرين.
'أيُّها الظّالمُ المستَبِدُّ حبيب الظَّلام عدوُّ الحياة سخرتَ بأنّاتِ شعبٍ ضعيفٍ وكفُّكَ مخضوبة من دِماه'. كيف سوّغت لكم أنفُسُكم أن تفعلوا زوراً ومنكرا من الأقوال والأفعال؟ سيسجّل التّاريخ ذِكركم مع فرعون وهامان وقارون وشارون وقيصر وهتلر ونابليون والحجّاج والمَغول والصَّليبيين. كلّ هؤلاء هم أصحابك أيُّها اللصُّ أينما حلَلتَ ونزلْتَ. هذه الشّرذمة من العسكريين هي التي جنتْ على أمَّتِنا. جرى هؤلاء خلف الأمريكان والخلجان واليهود والصّهاينة وخانوا العهود وفعلوا المكايد.
لا عهدَ ولا ذِمَّةَ لهؤلاء لأنّهم اقترفوا الخيانة العُظمى والجريمةَ الكبرى إنّهم ظَلَمةٌ خَوَنةٌ قتلةٌ وهم من نفايات الغرب والتّاريخ سيَجْرفهم إلى المَزْبلة فيُكبّونَ فيها على وجوههم.
السّيسي سارقٌ طالت يداه آمال الأمّة. فما جزاء هذا السّارقُ؟ أليس السّارقُ تُقْطعُ يَداهُ وكذلك حكم العسكر فإنّه لا خير فيه وانظروا ماذا يفعل العسكر بسوريا. صارَ البلدُ أثَراً بعْدَ عين. كلٌّ من بشّار الخاسر والسّيسي الخاطئ الخائن قد تألّها والسّيسي يريد استبدال المصريين بقومٍ آخرين يَخْرُسون ويكفّون عن مطالبَتهِ بالرَّحيل.
وأمّا الثّاني، أعني السّبسي فعجوز في الغابرين دبّتْ فيه الحياة بعد هروب بن علي. جيءَ به ليكون تتمّة لأذيال الدّكتاتورية. عجوز قد تطاول عليه الأمد وَقَسَى قلبُهُ وقد جيء به كما قال الشّاعر أبو الطيّب المتنبّي في هجاء كافور الإخشيدي 'ومثلك يُؤتى به من بلادٍ بعيدةٍ ليُضحِكَ ربّاتِ البُيوتِ البواكيَ'. السّبسي على شاكلة السّيسي وكلاهما لِصّانِ حقيران. كان السبسي قَبل ثورة تونس في عداد الموتى فقد انتهى سياسيا وسريريا ولم يبقى له سوى تجهيز كفنِه وقبره حتّى يرحلَ غير مأسُوفٍ عليه. أدركتهُ ثورة التّونسيين فهبَّ من مرقدهِ يسأل منصباً وكُرسياً. هو بلا شكّ من السّياسيين الدُّهاة الذين مردوا على الكذب والنّفاق والتّضليل والتّزوير قديما وحَديثاً. هو الذي كان يزَوِّرُ للهارب الانتخابات. كان له أخطر الأثر على إخفاء الوثائق الإدارية التي تكشف فساد وجرائم التجمّع. عمد خلال أيّام حكمه التي تلت حكومة الغنّوشي إلى اتلاف هذه الوثائق المُدينة للتجمّع ورؤوس الفساد والاستبداد وهو الذي اتخذ إجراءات تُورِّطُ أيّ حكومة من بعده، رفع من أجور آلافِ الموظّفين وخاصّة في قطاع التّعليم. لمّا تَشكَّلت حكومة التّرويكا المنتخبة شرعياً وجدتْ نفسَها الوارث لِتركة اجتماعية وسياسية واقتصادية ثقيلة. كان الرَّجلُ يحلم بكرسي سياسي فنال ذلك دون عناء يُذكر وقد وعدَ بأنّه لا يطمع في منصب بعد الحكومة التي قادها خلال عشرة أشهر تقريباً. ولكنّ السّبسي خرج على التّونسيين بحزبٍ جديدٍ سمّاه نداء تونس والحقيقة أنّه حزبٌ جامع لِشَتات التّجمّعيين ورجال الأعمال الفاسدين والوصوليين والمجرمين والفارين من قبضة القانون. هؤلاء يُعرَفون بِعِدائهم الشَّديد للإسلام والإسلاميين وليس تجمّعهم لخدمة تونس بل لخرابها. لم يشب السّبسي في الإسلام بل شاب في الخمرِ والدّهاء والدَّسيسة. قال الإمام أبو حامد الغزالي في كتاب إحياء علوم الدّين 'من بلغ الأربعين ولم تغلب حسناته سيّئاته فليتجهز للنّار'. كيف لهذا العجوز أن يخون إرادةَ الأمَّة ويحرّض عليها الغرب والشّرق؟
إنّ التحرّر الحقيقي من الاستعمار يجبُ أن يكون من هؤلاء لأنّهم هم أزلام الاستعمار وبيادق التدخّل الخارجي. ولا مستقبل لثورات الشّعوب إلاّ بإلقاء هؤلاء في مزابل التّاريخ لأنّهم لا يمثّلون الأمّة في شيء. مثلهم في مصر وتونس وسوريا والجزائر وهم الذين نسمّيهم بغلاة الاستعماريين وهم المنافقون وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلّم من شرورهم بقوله 'أخوف ما أخاف عليكم كلّ منافقٍ عليم اللّسان'.
أيّها العرب، أيّها المسلمون هُبُّوا لنصرة ثوراتكم ودُوسُوا على أشباه هؤلاء المثقّفين الذين باعوا أنفسهم للشيطان. قديما كانت الأمّة تعاني من خطر الفرق الباطنية المتطرفة مثل القرامطة والحشّاشين والسَّبئية والنُّصَيرية واليوم تعاني من هؤلاء المتغرِّبِين المنبتّين الذين لا أصل لهم وهم مع كلّ غاز لبلاد المسلمين. أيَّتها الشّعوب أفيقي من هذا السّبات العميق وألقي بهؤلاء الشّراذم في غياهب الجُبّ فإنّهم لا يصلُحون ولا يُصلِحون بل هم الخائنون.
ما يجري حاليا في تونس من اضطرابات أمنية خطيرة وراءها 'نداء تونس' أو داء تونس المزمن. والتجمّع ورمٌ سرطاني خبيث يجب استئصاله والتجمّع وشتاته داءٌ مزمن نخرَ البلد ستّين عاماً. هؤلاء الانقلابيون الصَّعالِيك من أمثال السّبسي والهمّامي والشّابي يريدون دمار البلاد وهلاك العباد. هم يتحدَّثون عن التّداول السّلمي للسلطة وأنا على يقين أنّهم يريدون اغتصاب السلطة وأنّى لهم أن يقبلوا بالصّناديق ومبدأ التّداول السّلمي على السّلطة
هم الذين اغتصَبوا السُّلطة منذ ستِّين عاماً ولا يَزالون يثرون على حساب الجياع والمرضى والمحرومين. كفَى، قد اختبركم الشّعب طوال نصف قرن فثبتَ أنّكم شِرار الخلق ولا خير فيكم لماذا لا تُكَفِّروا عن خطاياكم؟ لماذا تبغونها عِوجا؟ ألستم المنهزمون شرّ هزيمة في الانتخابات؟ ألستم تزعمون أنّكم ديمقراطيون وأنّكم أحرار ملتزمون بإرادة الشّعوب؟ فلماذا عند غلبكم تآمرتم مع الأعداء في الدّاخل والخارج؟ أتريدون أن يكون لكم الأمر والنّهي والمولى تبارك وتعالى يقول 'قل اللهمّ مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزِع الملك من مَن تشاء وتُعِزُّ مَن تشاء وتُذِلُّ من تشاء'. لقد نبَذتكم هذه الشّعوب وكرهتكم والدّليل على ذلك حصيلتكم الانتخابية المخزية التي لم تجاوز الصّفر والجزء من الصّفر كشفت ثورات الأحرار عن حقيقتكم الباطنية الرّافضة للديمقراطية. أنتم مستبدّون وطاغون ولا تحبّون هذه الأمّة ولستم منها وليست منكمّ ألا تفقهون؟ أراكم لا عقول لكم ولا تفقهون إن كنتم أصحاب فكرٍ حرٍّ فلِم تستعينون على شعوبكم بالدبّابات والجيوش؟ مالكم طلبتم عون الأمريكان والخلجان على نقض إرادة الأحرار؟ يا أشباه الرّجال ولا رجال أتقتلون الرِّجال والأطفال والحرائر في مصر وتونس. أنتم شرُّ خلق وأضلُّ سبيلاً إنّ مكركم قد أُزِيحَ عنه السِّتار وعرفَ النّاس حقيقَتَكم الدَّموية. أنتمْ لصوصٌ نهبتم خيرات الأُمَّة وكُنتم سبَبَ نكْبتِها. تاللَّهِ إنّكم لَمفسدون في الأرضِ وعلى الشّعوب أن تُطِيحَ بكم وتتخلّصَ من أدرانِكم. لا خيرَ فيكم لأنّكم كخضراء الدِّمن أي كالحسناء في منبتِ السّوء وأنتم لا حسن ولا أصلَ أنتم رافضةٌ للخير والعروبة والإسلام والحرّيات. عقيدتكم تأمركم بالقتل واستباحةِ الدِّماء والحرمات. إنّها عقيدة ماركس وستالين ولينين وتروتسكي والرّأسمالية والصّهيونية. أنتم لا مولَى لكم والله مولانا 'والله يدعو إلى الجنَّةِ والمغفرة بإذنه'. وأنتم تدعون إلى النّار والحرب والقتلِ والنّهب. جرّبتكم هذه الشّعوب ولم ترى فيكم إلا شرّاً وبلاءاً عظيما بحثتُ لكم في التّاريخ عن خيرٍ فلم أجد ذرَّةً منه ولم أشُمَّ رِيحَه. لقد حَكم عليكم التّاريخ بأنّكم ظالمون عادون ومفسدون في الأرض فتنحّوا جانباً واندُبُوا حضَّكم ولا حضَّ لكم
إنّ السيسي والسبسي وأعوانهما كانوا خاطئين. هُم لصوصٌ قَطْعاً وليسَ لهم من قوّةٍ إلاّ بقولِ الكذبِ والاستعانة بالعدوِّ الخارجي على شعوبهم. إخسأوا أيّها الفراعين فإنّا نتبرّأ منكم ومن أعمالكم الخسيسة. الكلاب أُممٌ أمثالكم ومع ذلك لا يستعدي بعضهم بعضاً ولا يستعين بحيوان آخر على بن أُمَّته بحثتُ فلم أجد لكم تصنيفاً أأنتم بشرٌ؟ فإن قلتم كَلا قلنا الحيوان لا يقتلُ بعضه بعضاً بل ويجتمعون لردِّ العدوان عن أنفسهم. وإن قلتم بلى فكيفَ لا ترحمون بشراً أمثالكم خالفوكم في الرّأي؟ أتقتلونهم وكيفَ يقتلُ بعضكم بعضاً والله يقول 'ومن يقتل مؤمناً متعمّداً فجزاءُهُ جهنّم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً'
يا أهلَ مصر كيفَ لكم أن تعزلوا رئيساً قد اصطفيتموه بأنفسِكم؟ أين العهود وأين العقود يا جيش مصر المهزوم قديماً وحَديثاً أين الأُسود والفُهود؟ أنتم كالقطط تحاكي صولات الأُسود أنتم جيوش على المستضعفين وفي الحروب نعامةٌ. هل غلبتم إسرائيل؟ لا والله فأنتم أضعفُ من البعوض ولا تقدرون على شيء.
ارحلوا يا أصحاب الوجوه الكالحة فوالله إنّكم أذيال للمستعمرين وإخوان الشّياطين. لَرَحيلكما يا سبسي ويا سيسي فيه راحة للبلاد والعباد والدوابّ. أُغْرُبوا عنّا فإنَّكم وجوه نحسٍ والشّعوب تلعنكم بالليل والنّهار سرّاً وعلانيةً. ألا تستحيون؟ ألستم بشراً، ألا تعقلون؟ والله إنّكم بعتم أُمَّتَكم وسُلطانكم لا يقوم إلا على جثثِ البشر ألا تظنّون أنّكم مَبعوثون ليومٍ عظيمٍ.
لن تقومَ للأُمَّةِ قائمة إلا باختفائكم فذلك هو النصر وذاك هو الفتح فمتى تعودون إلى رُشدكم ومتى تعودون إلى الصفّ. إنّكم شواذٌّ تُدنِّسون الأُمَّةَ ولن تنتصر هذه الأمّة على أعدائها إلاّ إذا خلعتْكم مثلَما تُخْلَعُ النِّعال البالية
السّبسي والسّيسي ومن على شاكِلتِهِما هم رموز الخيانة والخطيئة وهذه حقيقة لا بدَّ أن تنتبهَ إليها جماهير الأمّة. لقد عَبثَ هؤلاء بماضي وحاضر الأمّة وسيواصلون عبَثَهم بمستقبلها ما دامت الجماهير تَغُطُّ في سُباتٍ عميقٍ أُنظروا ما يفعله المجرمون. ألم يعمد السّبسي إلى اتلافِ الوثائق التي تدين أصحابه الدّستوريين الفاسدين؟ ألم ينقلب السّيسي على الشّرعية وعلى أوّل رئيسٍ منتخبٍ في تاريخ مصر منذ الفراعين إلى القرن الواحد والعشرين؟ عجباً لهذه الأمَّة ألا تَنقَضُّ على الطُّغاةِ بفؤوسها كما قال عبد الرّحمان الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد؟ إلى متى تَسير الأُمَّةُ في ذيْلِ القافلة، متى ينجلي الظّلام ومتى يُقبلُ الصُّبح؟
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: