البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

المعارضة التونسيّة بين الغباء و الغوغائيّة

كاتب المقال منجي بـــــاكير - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7018


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من الثّابت قطعا بالدّلالة و التجربة أنّ أيّ نظام حكم في أيّ بلد مّا لا يستطيع أن يقوم على أسس صحيحة و لا يمكن له أن يؤتي نتائجه المرجوّة و التي تعود على الشعب بجملة من المنافع السياسيّة و الإقتصاديّة و الإجتماعيّة و كذلك في مجال الحقوق و الحريّات ، لا يستقيم هذا النّظام و لا تقارب فيه الحياة الديمقراطيّة خطوط المطلوب بالضرورة إلاّ متى كانت هناك مقابل هذا النّظام الحاكم معارضة على قدْرٍ من قوّة التمثيل الشعبي ، التنظّم الهيكلي و التمكّن المعرفي و أيضا حذق الفعل السياسي – تشخيصا و تعبيرا -و معرفة شؤون الديبلوماسيّة و الإجتماع و الإقتصاد و الإلمام بشأن الوضع الدّاخلي للبلد ،،،،

لكــــــــــنّ المتابع لمجريات الحياة السّياسيّة في تونس عموما و عمل ما يسمّى ( معارضة ) يكاد يجزم أنّ الإسم لا يقابل المسمّى و لا يجد أثرا لأعمال يصحّ أنّْ يطلق عليها أنشطة معارضة أو مواقف معارضة ، بل يجد جماعات أو أحزاب أسقطت أنفسها إسقاطا و لم تنبع من قواعد شعبيّة راسخة تستمدّ منها قوّة وجودها و تفرض باسمها تصوّرات و حلول المرحلة كما أن عملها ينحصر في جملة من ردود أفعال متضاربة لا تحكمها مرجعيّات ثابتة و لا تحمل معها أصول و مهنيّة الإشتغال السياسي في ميدان المعارضة ، بل هي لا تعدو أن تكون تشنّجات و مهاترات أو رصدٌ لبعض أخطاء الترويكا الحاكمة يتولّى بعض منتسبيها تقديمها في بلاتوهات الإعلام المرئي أو نشرها في الصّحف أو صفحاته الشخصيّة في الفيس بوك بطرق هزيلة و هزليّة لا ترتقي إلى مستوى الإقناع كما تسقطهم أحيانا في دائرة الغباء السياسي و الجهل المعرفي بحقائق الأمور و كثيرا ما تذهب فوائدها – إن حملت معها فوائد - إلى النّظام الحاكم ليستثمرها في صالحه و يتدارك بها ما غفل عنه ...كما أنّ غباء هذه المعارضة يتجلّى في افتعال القلاقل و البلابل و الأكاذيب التي قد تأخذ بهرجا و حيّزا من الإهتمام من بعض الشّعب حينيّا لكنّها مع عامل الزّمن لا تلبث أن تفقد بريقها و فاعليّتها و تنجلي حقائقها لتجني المعارضة من راءها أكثر نقمة شعبيّة و أكثر ابتعادا على الرأي العامّ .

هذا الغباء الذي يرافق عمل المعارضة يمكن أن يجد له مكانا للتبرير إذا ما جعلنا في الإعتبار حداثة – فعل المعارضة – بعد عقود الجمر و الدكتاتوريّة و سياسات التكميم و الحديد و النّار التي مرّ بها الشعب التونسي ككلّ و النخبة بالأخصّ ،، و يمكن أن نترقّب تحسّنا ، لكن الوصمة الثانيّة - و المؤسفة جدّا - التي تحفّ هذه المعارضة و شخوصها و التي نقصد بها (( الغوغائيّة )) ، غوغائيّة التفكير ، غوغائيّة المواقف و غوغائيّة الأداء و مردّهم الفراغ و الإفلاس من منطق الحجّة و قوّة البرهان التي يترجمها أعلام المعارضة إلى تهريج و مقاطعات أو فوضى و صياح وشتائم و تشويش عوَض اللّجوء إلى الأدوات الديمقراطيّة و التي تقتضي في أوكد مبادءها الإستماع إلى المخالف و السّماح له بإبداء وجهة نظره أو بسط مشروعه ،، ثمّ في حالة الرّفض توخّي أساليب التفنيد و الإعتراض المشروعة ديمقراطيّا و حضاريّا لإقامة الحجّة و البرهان ...أو البناء عليه في صورة صحّته و صدقه و هذا ما يضفي على المعارضة صبغة – الوطنيّة – و ينفي عنها الإنتهازيّة و إعمال معاول الهدم لمجرّد النّكاية بالسلطة الحاكمة ..و هذا أيضا ما يؤهّلها لكسب الرأي العامّ الشعبي و يجعل منها أهلا لأن تكون البديل القادم ...

فهل ستتخلّص – المعارضة – من هذه المكانة الرديئة و توحّد جهودها و وجودها و تعمل على الإرتقاء في تفكيرها ، تشخيصاتها و تدخّلاتها على طريقة المعارضات الصّحيحة في الديمقراطيّات العريقة ؟ أم ستبقى على غباءها و غوغائيّتها لتكون كرة تتقاذفها الأهواء و التشغيل عن بُعد لتحصد في الأخير كمّا من الأصفار و الفواصل كنتيجة للإنتخابات القادمة ؟؟؟ هذا ما سيخبرنا به قادم الأيّام ..


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-07-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود طرشوبي، حسن عثمان، محمد عمر غرس الله، د.محمد فتحي عبد العال، يحيي البوليني، المولدي الفرجاني، فهمي شراب، د - مصطفى فهمي، محمد علي العقربي، د - شاكر الحوكي ، فتحي الزغل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحي العابد، مراد قميزة، عمار غيلوفي، مجدى داود، الهادي المثلوثي، صالح النعامي ، عزيز العرباوي، د- جابر قميحة، د- هاني ابوالفتوح، العادل السمعلي، د. مصطفى يوسف اللداوي، يزيد بن الحسين، عمر غازي، د. أحمد بشير، صلاح الحريري، د. طارق عبد الحليم، علي الكاش، أحمد الحباسي، د- محمود علي عريقات، د - محمد بنيعيش، إيمى الأشقر، أبو سمية، د - عادل رضا، صلاح المختار، محمد شمام ، فوزي مسعود ، صفاء العربي، ماهر عدنان قنديل، تونسي، بيلسان قيصر، الناصر الرقيق، سيد السباعي، فتحـي قاره بيبـان، صفاء العراقي، أ.د. مصطفى رجب، رافع القارصي، نادية سعد، حميدة الطيلوش، الهيثم زعفان، مصطفي زهران، صباح الموسوي ، سلوى المغربي، سليمان أحمد أبو ستة، د. أحمد محمد سليمان، عبد العزيز كحيل، حسن الطرابلسي، رمضان حينوني، علي عبد العال، د - صالح المازقي، سعود السبعاني، إياد محمود حسين ، سامح لطف الله، أحمد ملحم، سامر أبو رمان ، محمد اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، عبد الله الفقير، عراق المطيري، ياسين أحمد، محمد يحي، كريم السليتي، أحمد بوادي، المولدي اليوسفي، طلال قسومي، عبد الغني مزوز، د - المنجي الكعبي، حاتم الصولي، محرر "بوابتي"، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سفيان عبد الكافي، طارق خفاجي، رحاب اسعد بيوض التميمي، مصطفى منيغ، أحمد النعيمي، سلام الشماع، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، كريم فارق، جاسم الرصيف، أشرف إبراهيم حجاج، خالد الجاف ، إسراء أبو رمان، د. صلاح عودة الله ، محمد الطرابلسي، د- محمد رحال، عبد الرزاق قيراط ، أنس الشابي، رشيد السيد أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الله زيدان، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد أحمد عزوز، د. عبد الآله المالكي، محمد العيادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عواطف منصور، د. خالد الطراولي ، محمد الياسين، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود سلطان، ضحى عبد الرحمن، رضا الدبّابي، وائل بنجدو، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - الضاوي خوالدية، منجي باكير،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء