البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

عالم الشياطيــــــــن

كاتب المقال د - صالح المازقي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 10712


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أوردت بعض الصحف القومية في احتشام شديد خبر زيارة السيد رئيس حركة النّهضة في تونس إلى الولايات المتحدّة الأمريكية وبالتّحديد إلى العاصمة واشنطن. الخبر عادي ولا يثير التساؤل لو قام أحد أعضاء الحكومة الحالية بزيارة واشنطن، لكن زيارة رئيس الحزب الحاكم إلى بلاد الأمريكان وفي شبه سرّية، هذا أمر لافت للانتباه ويدعو لطرح سؤالين محوريين: لماذا هذه الزيارة؟ لماذا الآن وفي هذا التوقيت الحرج والمحرج؟ سؤالان مشروعان وأهميتهما من أهمية الشخصية التي تقود وتحرّك وتتحكّم في الشأن التونسي العام.

قد يرّد عليّ البعض من قصار النّظر: " آش دخلك أنت وآش يهمك؟... الرجل أحسّ بإرهاق شديد فسافر للرّاحة والاستجمام، ليقضي فترة نقاهة بعد العملية الجراحية التي أجريت عليه ولعله سيقوم بفحوصات طبية معمقة على حساب أموال الغلابة الذين [لولا عماهم ما عاشوا معهم]، ما دامت أموال المجموعة القومية مستباحة، كما فعل من سبقوه من "باشاوات" الحكم الذين آمنوا بتقدّم الطّب هناك وتخلفه هنا، كانوا يسافرون ويعالجون ويتفسّحون ويتسوّقون [ولّي صرف ما يتاجر]... أو أنّه اشتقاق إلى التّرحال بعد طول استقرار، وهزّه الشّوق والحنين إلى مناظرة الأمريكان في عقر دارهم(1) فشدّ الرّحال لمنازلة فكرية، فلسفية تشحذ عقله وتراجع مواقفه، وتمكّنه من التّقييم الموضوعي للوضع العام للبلاد... أو أنّه ذهب للتّعرف عن قرب ومن موقع المسيِّر خلف السّتار كيف يتعامل الكبار مع الحرية ويفعّلوا آلياتها بــــ (الرموت كنترول) على أرض الواقع... أو لعله ذهب لواشنطن لأنّها أقرب من بيته والسّفر أقل تكلفة من زيارة مناطق الظّل في تونس... أو لأنّ مقابلة المسؤولين الأمريكان لا تعرّضه للرّمي بالحجارة من رعاع لا يحترمون أسيادهم... أو... أو... الخ". والله كلام التّوانسة حكم ودرر حين قالوا "ضربة في غير جنبك كأنّها في حيط". هكذا كان يتندّر الشباب والكهول في المقاهي وهم يتبادلون الجريدة التي نشرت الخبر، هذا ما رأيته بأم عيني "إلّي باش يكلها الدود والتّراب".

أجوبة متندّرة لكنها معقولة في حدّ ذاتها، إلاّ أنّها غير كاشفة للحقيقة في زمن الشّفافية، فالصحيفة غفلت أو تغافلت عن نشرها. فأجد نفسي مجبرا على إعادة طرح السؤال المزدوج، لماذا هذه الزيارة ولماذا في هذا التّوقيت تحديدا؟ أليست للولايات المتحدة الأمريكية سفارة في تونس بمقدورها الرّد على استفسارات رئيس النّهضة بشكل رسمي وواضح سياسيا ودبلوماسيا وحتى استخباراتنا؟ ألم يكن من الأجدر تجنّب هدر المال العام وطرق باب السفير وعرض مطالب الحزب الحاكم، أم سعادة السفير لا يزال غاضبا من النّهضة والأحكام الصادرة في قضية السفارة ولا يقابل أحدا منهم؟ أليست لتونس بعثة دبلوماسية في واشنطن بمكانها نقل الرسائل من تونس والأجوبة عليها من واشنطن تجنّب رئيس النّهضة مشقّة وعناء السفر؟ أم إنّ المسألة على درجة من الخطورة تقتضي حضور قمّة هرم الحزب شخصيا؟ الأرجح أنّ الأمر الذي استوجب التنقّل إلى الولايات المتحدة الأمريكية غاية في الأهمية ولعله أمر جلل، شديد الحساسية لا تحتمله قنوات الدبلوماسية العادية.

فما هي طبيعة هذه المأمورية وما مدى خطورتها؟ الله أعلم ! وليس أمام الباحث والمحلّل إلا الاستقراء والتّكهن والاستنباط ووضع الفرضيات، لأنّ المسألة مبدئيا تهم كل التونسيين عموما ومصير حزب النّهضة خصوصا، هذا اعتقادي بكل احتمالات الصّواب والخطأ وسوء التّقدير وقلّة الفهم نتيجة غياب المصارحة والخبر اليقين في التّعامل مع الشعب التونسي.

إذا حاولنا الاقتراب من الحقيقة وبسط إجابة محتملة، علينا البحث في تعقيدات الوضع التونسي الدّاخلي وتقاطعه مع الوضع العالمي عموما والعربي خصوصا. ليس القصد بالوضع العالمي وقوع الولايات المتحدة الأمريكية في مستنقع أفغانستان مثلا، أو معضلة سجن غوانتنامو التي عجز عن فضّها الرئيس أوباما... القضية في تقديري البسيط تتعلق أساسا بمستقبل الأممية الإخوانية في العالم العربي الإسلامي بعد صعود رموزها للسلطة وتسّلم قياداتها زمام الحكم بمباركة صهيو-أمريكية في بلدان الربيع العربي وما أبدته من فشل في إدارة هذه البلدان في مثل هذا الظرف الانتقالي الصعب من ناحية، وما أفرزته من أزمات أحرجت حلفاءهم الأمريكان إلى درجة (النّدم)، نتيجة تسرّع الأحزاب الدّينية في الاستحواذ على السلطة وانتهاج نهج من سبقوهم في الحكم الفاسد المستبد الذي لا يحسن سوى استعمال العنف في مواجهة خصومه السياسيين من ناحية أخرى. أعتقد أنّ الأمريكان قد خاب ظنّهم في أعداء الأمس أصدقاء اليوم وعدم تميِّيزهم بين الحكم والتّحكم ونكوصهم عن وعودهم بإرساء ديمقراطية ناشئة واعتمادهم مبدأ الشورى أثناء ممارستهم للحكم وهم يجلسون على كرسي السلطة.

رغم أخطاء الولايات المتحدة الأمريكية الجسيمة إلا أنّها لا تقبل بمن يفسد برامجها في الهيمنة على العالم النّامي ويعيق إستراتيجياتها السيادية ويعيق مخطّطاتها المعولمة. استشعر الأمريكان هذا الخطر الدّاهم على مكانتهم في الكون، وبشكل خاص بعد أن شاهدوا شدّة عنف حزب العدالة والتّنمية التّركي في لقمع احتجاجات الشعب الأخيرة، فكشف عن وجهه الفاشي، هذا الوجه الذي سقطت عنه كل المساحيق وغابت عنه الابتسامة البلاستيكية وكشّر عن أنياب متعدّدة الألوان. يعمل الأمريكان على الإطاحة بحكم الإسلاميين في تركيا وعودة البلاد إلى العلمانية التي أسّسها كمال أتاتورك.

في نفس الوقت تمر مصر بأحداث تنبئ بحدوث تحوّلات عميقة قد تفقد الأمريكان (مصداقيتهم) المهتزّة في أعين الشعب المصري الذي يعيد النّظر في مسار ثورته، ويسعى بجدّية على إرجاع الحق إلى أصاحبه بعد اجتثاث الأخوان الذين ساعدهم الأمريكان في الوصول إلى السلطة. ستضطر الولايات المتحدة الأمريكية إلى رفع الغطاء السياسي على الإخوان المسلمين، باعتبارهم ورقة احترقت حان وقت استبدالها...

لقد خاب أمل الأمريكان في قدرة الإسلامويين على فهم أبجديات الديمقراطية (على زيفها)، فأبهرتهم السلطة فتعالوا واستكبروا واستغفلوا وتسلّطوا وعذّبوا وسحلوا وقتلوا من أجل البقاء في الحكم على حساب طموحات شعوب ثارت ضدّ الفساد والاستبداد، طلبا للحرية والكرامة والعيش الكريم. لقد بدا الإسلاميون كشريحة سياسية منحبسة الفكر، قصيرة النّظر، تحركها نزعة انتقامية وفاشية دفينة طفت على السطح قبل الأوان، هنا مكمن حرج الأمريكان (دعاة الحرية) و(رعاة الإنسانية) و(حماة الديمقراطية) الذين يخشون كشف التّناقض الهيكلي في فكرهم السياسي وانفصال النّظري منه عن الإجرائي الميداني المتأني. وهو ما فعله الإخوان من حيث لا يشعرون، فأغضبوا حلفائهم الذين لن يغفروا لهم غفلتهم وسذاجتهم السياسية.

تقف الأممية الإخوانية أمام رياح داخلية عاتية وتواجه أعاصير خارجية مدّمرة في بلدان الربيع العربي، ولن يسلم الجميع بمن فيهم تركيا والعراق وإيران من تداعياتها... هذا برأيي ما انتهى إليه رئيس حزب النّهضة التونسي بعد قراءة المشهد العربي والدّولي، وهو يعلم يقينا أنّ الأمريكان بصدد البحث عن تيّار (ناضج سياسيا)، قادر على تحمّل مسؤولية هذه المرحلة التّاريخية الفاصلة في منظومة العلاقات الدّولية، المترنّحة بسبب وقوع الأمريكان في الجبّ الذي حفروه للثورات العربية و"من حفر جبّا لأخيه أوقعه الله فيه"، كبديل لتيارات الدّين السياسي التي انتهى دورها (مبكرا) في تمرير مشروع الفّوضى الخلاّقة وتنفيذ مخطّط تقسيم العالم العربي حسب خطّة سايكس بيكو II.

لقد أدرك رئيس حزب النّهضة الحاكم أن سفينة الإخوان ستغرق لا محالة في تونس ومصر، فبادر بالقفز منها والنّجاة بنفسه وبحزبه قبل الهلاك في ظلّ التّراجع الشعبي لحركته، مقابل التّصاعد الممنهج لخصوم سياسيين من اليمين ومن اليسار، متمرسين على الحكم، ضالعين في دنيا السياسية ومرّشحين لنيل رضا الأمريكان. كذلك شأن حزب الحرية والعدالة في مصر الذي يواجه سخط شباب الثورة المتكتّل في حركة (تمرد) من ناحية وجبهة الإنقاذ وباروناتها من ناحية أخرى، فمصير الحزبين الإخوانيين واحد... فلا مناص من أن يسافر الرجل الأول في حزب حركة النّهضة إلى أمريكا، شارحا موقفه الشّخصي وموقف حزبه من عجز الإسلاميين في مجال العمل السياسي على أمل تبديد أزمة الشّك بينهم وبين الإدارة الأمريكية؛ ولعله يقدم على تقديم التزامات جديدة وتنازلات سنكتشفها نحن التوانسة في إبّانها، إذا وافقت الحركة (قبل الحزب) بالتّخلي عن عبثها السياسي وصبيانية المماطلة والتّسويف فيما يتعلق بإجراء انتخابات تشريعية على مضض والقبول بالرأي المعارض وتشريكه في السلطة؛ وقد تصدر في هذا الشأن الأوامر إلى نوّاب الحزب والحركة في التأسيسية بوقف مناورات تعطيل الدستور الذي يوشك أن يوأد قبل أن يولد.

ربما سارع رئيس حزب النّهضة الحاكم إلى واشنطن لتوضيح المسافة الفاصلة بين سياسة حزبه ومشروع الهيمنة الإخوانية على المجتمعات والدول العربية حفاظا على سلطان لم يكتمل وسلطة لم تتمكّن بعدُ، بعدَ أن تيقّن الرجل من انفضاح نوايا الإسلاميين في التّحايل على من أركبوهم على الثورة وصنعوا منهم نخبة ثورية والكل يعلم أن لا صلة لهؤلاء بالثورة التي قرّر الأمريكان قطع طريقها بزرع الرجعية العربية في جسدها الغّض وإعادة شعوب المنطقة إلى سباتها التّاريخي، فلجؤوا إلى تطبيق مقولة كارل ماركس "الدين أفيون الشعوب" على شعوب متعطّشة لإحياء إسلامها. لقد تعمّد الأمريكان التّلاعب بمشاعر مجتمعاتنا الثائرة فقدّموا للبسطاء والجهلة وأنصاف المثقفين منّا الإسلام كما يرونه هم وأتباعهم من الإخوان على طبق من فضّة وساعدوهم في تفعيل نظرية "الإسلام هو الحلّ". تمكّن الأمريكان من توجيه اللاّوعي الانتخابي نحو إسلاميين غير مؤهلين للحكم، محدثين بذلك شرخا سياسيا وفكريا بين النّاخبين والمنتخبين من ناحية وبين الإخوان وجلّ التّيارات السياسية الرّافضة لتوظيف الدين في السياسية من ناحية أخرى.

حسم الأمريكان نتائج انتخابات عام (2012) في كل من تونس ومصر لصالح أحزاب دينية غير متجانسة فكريا، فتوهم الأمريكان بدورهم أنّهم تحكّموا في مصير الثورتين مع علمهم المسبق بتاريخ الإخوان في المراوغة والتّنصل من التزاماتهم. الغريب أنّ جلّ الإعلاميين والأحزاب السياسية ونسبة عالية من مثقّفي البلدين لم ينتبهوا إلى الفّخ الذي نصبته الولايات المتحدة الأمريكية للثورة، فانسقنا خلف عملية انتخابية انكشفت فبركتها مع الأيام، وها هي اليوم وسائل الإعلام الوطنية تخفي عن المواطنين حقيقة زيارة رئيس النّهضة لواشنطن ولم تتعرّض لها بالتّحليل الموضوعي غير المغرض ولم تستقرئ ما ستسفر عنه من تنازلات ووعود وتداعيات كي تنفذ النّهضة بجلدها من موت سياسي محقق أُعِّدَ لها بليل.

كان يفترض بمختلف وسائل الإعلام ربط الزّيارة بخبر الاجتماع الذي جمع بعض رموز جبهة الإنقاذ المصرية بالرّجل الأول في جماعة الإخوان المسلمين المصرية في الليلة الفاصلة بين 5 و 6 جوان الجاري. لقاء تشتّم منه نفس الرائحة التي اشتمتها حركة النّهضة هنا في تونس، فالجميع يبحث عن مخرج للورطة بأقلّ الخسائر، فهل سيضحى الإخوان برئيس مصر الإخواني الذي تعدّدت أخطاؤه وتآكلت شرعيته، لتقدّمه قربانا تفتدي به وجود الجماعة وتنقذ مستقبلها السياسي من الضياع؟. فبمن ستضّحي حركة النّهضة من أجل نفس الغرض يا ترى؟

يتبيّن من استقراء الأحداث الدّامية، المتصاعدة والمتسارعة في تونس (إلى حدّ إعداد هذه الورقة) أنّ كبش الفداء سيكون التّيار السلفي بكل ألوان طيفه بعد أن استنفذ دوره مع النّهضة في محاولة تخويف المجتمع وتركيع النّخب من جامعيين وقضاة وإعلاميين. لقد أصبح الطلاق بين الأخوة الأعداء بائنا ولا رجعة فيه وقد آن أوان التّخلص من رأس الحربة نهائيا. هل سيرضى السلفيون أن يلقى بهم في المحرقة؟ هل ستقبل الولايات المتحدة وحلفائها (أوروبا وإسرائيل) بمثل هذه التّنازلات وتطمئن لكذا وعود؟

من الواضح أنّ سادة العالم لن يقبلوا التّعامل مع جماعات خاسرة، تناصبهم عداء أزليا لن تزيله صداقة وهمية واهية، أساها قدر كبير من ضحالة الفكر وعدم القدرة على فهم السياسة الدولية عموما والسياسة الأمريكية خصوصا، هذه السياسة التي لا تؤمن بالتّفاعلية السياسية بقدر إيمانها بالوظيفية التي جاءت بالتّيارات الدينية لملء فراغ سياسي أحدثته ثورات لم تكن في الحسبان من ناحية، فمنحتهم دور الكومبارس في مسرحية دولية كتبها وأخرجها الأمريكان أنفسهم وحدّدوا أدوار ومكنات الممثلين على الرّكح من ناحية أخرى. هنا لم يدرك الممثلون الجدد منع الخروج النّص ومخاطر الارتجال السياسي الذي يفسد على المخرج رؤيته الشاملة للمشهد. لعل القرار الأمريكي بإقصاء هؤلاء قد صدر عن مراكز الدّراسات الإستراتيجية ولا ينتظر سوى لحظة التّنفيذ عند الانتهاء من إعداد بديل أكثر انضباطا في التّعامل مع الوضع الدولي الرّاهن والسّهر على المصالح الأمريكية في المنطقة.

لم يفهم الإخوان المسلمون بعد صعودهم إلى سدّة الحكم في البلدان العربية سرّ العلاقات التي تربطهم بالأمريكان كقوّة مهيمنة على هذه الشّبكة المعقدة، فراحوا يتصرّفون في غفلة كلاعبين مستقلين لا يمكن الاستغناء عنهم... السياسة الأمريكية لا تسمع ولا تتشاور إلا مع مراكز القوى من لوبيات وبنوك وصناديق نقد التي تمتلك دون سواها التأثير في قرارات الإدارة التّنفيذية الأمريكية... سياسة براغماتية سليلة المدرسة الوظيفية، تستقدم النّاصح الأمين على مصالحها وتستبعد الفاشل المخّل بذات المصالح، فتستبدله بالأغبى والأهطل.

أدرك الإسلاميون هذه الحقيقة عن تجربة وأيقنوا أنّ نهايتهم وشيكة فهرولوا معتذرين، طالبين الصّفح والتّمديد، وقد أخطؤوا مرّة أخرى التّقدير، لأنّ السياسة الأمريكية لا تغفر ولا ترحم. انتهى الدّرس يا... وستحال يا... على المعاش المبكّر بعد أن تكرّرت أخطاؤك المنهجية في ظلّ عدم التزامك بقواعد اللّعبة وعدم امتثالك لأوامر السّادة الذين يطبخون مؤامراتهم على نار هادئة وينفذّونها بخطى ثابتة بفضل حسن إدارتهم للمسرح السياسي عن بعد، فهم قوم لا يسمحون بثقافة التّعجل والارتجال ويطّبقون قاعدة "في التّأني السلامة وفي العجلة النّدامة" ويعلمون بالخبرة والتّجربة أنّ "العجلة من الشيطان".

عذرا الكل شياطين، وفي جيب كل منهم شيطانه، فالشيطان الأصغر يغازل تارة الشيطان الأكبر ويستعطفه تارة أخرى، والشيطان الأكبر يلاعب الشيطان الأصغر حينا ويقضي عليه أحيان أخرى، والمستضعفون والمستغفلون من الشعوب في غفلتهم يعمهون ويدورون في عالم الشياطين.

-------------
1) AmazighWorld. Org عن مجلة [ ويكي ستاندارد التابعة للمحافظين الأمريكيين " (2011-12-09 )]: " آخر زيارة كانت للرجل بتاريخ 9/12/2011 حين نزل ضيفا على "معهد سياسات الشرق الأدنى" في العاصمة الأميركية، المعروف بأنه "المعقل الفكري" للمحافظين الأميركيين المساندين لإسرائيل والحركة الصهيونية في الولايات المتحدة، حين أكد أن الدستور التونسي "لن يتضمن إشارات معادية لإسرائيل أو الصهيونية"، وأنه " لم يعد يتفق مع مقولة إيران وآية الله الخميني عن أن الولايات المتحدة هي الشيطان الأكبر" وقد أفصح يومها إنه لا يزال يعتقد أن الأنظمة العربية " لا يمكن تغييرها من الداخل"! وبحسب مارتن كريمر ، فإن الغنوشي وحركته أصبحا اليوم ، بعد ثلاثة عقود من تبني الإسلام الجهادي المعادي للغرب ، جزءا مما بات يسمى اليوم بـ"الإسلام التركي ـ الأطلسي".


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، حركة النهضة، راشد الغوشي، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-06-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. خالد الطراولي ، عبد الغني مزوز، سامح لطف الله، علي عبد العال، سامر أبو رمان ، عبد الله زيدان، ياسين أحمد، فتحي الزغل، د- محمود علي عريقات، رشيد السيد أحمد، يحيي البوليني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، خالد الجاف ، رمضان حينوني، صفاء العراقي، محمد الطرابلسي، حسن الطرابلسي، د- هاني ابوالفتوح، محمد شمام ، ضحى عبد الرحمن، د - شاكر الحوكي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد الياسين، سيد السباعي، علي الكاش، د. طارق عبد الحليم، سلوى المغربي، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، عبد الله الفقير، رضا الدبّابي، مراد قميزة، أ.د. مصطفى رجب، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أبو سمية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن عثمان، د - المنجي الكعبي، رافد العزاوي، العادل السمعلي، د- جابر قميحة، محمود فاروق سيد شعبان، تونسي، د. أحمد بشير، د - عادل رضا، فتحـي قاره بيبـان، محمد يحي، د- محمد رحال، عواطف منصور، صلاح المختار، صباح الموسوي ، رافع القارصي، مجدى داود، عمار غيلوفي، عبد العزيز كحيل، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سليمان أحمد أبو ستة، محمود طرشوبي، عمر غازي، كريم السليتي، حميدة الطيلوش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد علي العقربي، سلام الشماع، صفاء العربي، إسراء أبو رمان، أحمد بوادي، عبد الرزاق قيراط ، المولدي الفرجاني، منجي باكير، عراق المطيري، الناصر الرقيق، محمد عمر غرس الله، إيمى الأشقر، سفيان عبد الكافي، وائل بنجدو، حسني إبراهيم عبد العظيم، د.محمد فتحي عبد العال، فوزي مسعود ، أحمد ملحم، د. عبد الآله المالكي، د - مصطفى فهمي، أحمد النعيمي، الهيثم زعفان، جاسم الرصيف، محمد أحمد عزوز، المولدي اليوسفي، الهادي المثلوثي، يزيد بن الحسين، طلال قسومي، بيلسان قيصر، أشرف إبراهيم حجاج، كريم فارق، نادية سعد، ماهر عدنان قنديل، إياد محمود حسين ، د. صلاح عودة الله ، خبَّاب بن مروان الحمد، مصطفى منيغ، د. أحمد محمد سليمان، فتحي العابد، د - محمد بن موسى الشريف ، صلاح الحريري، سعود السبعاني، أنس الشابي، د - الضاوي خوالدية، د - محمد بنيعيش، صالح النعامي ، حاتم الصولي، عزيز العرباوي، محمد العيادي، مصطفي زهران، محرر "بوابتي"، د - صالح المازقي، فهمي شراب، د. عادل محمد عايش الأسطل، طارق خفاجي، محمود سلطان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء