بل الطحالب من بقايا فرنسا ومريدي ماركس أولى بالاجتثاث من تونس
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9387
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لكأن تلك الوجوه الكالحة كانت تنتظر الأحداث لتكشف عن الكم الكبير من حقدها المتأصل ضد الإسلام وأهله، إذ ما إن وقعت أحداث الشعانبي حتى انبرت أدوات تشكيل الأذهان من تلك التي يسيطر عليها بقايا فرنسا ذوو الخلفية الماركسية حيث توارثوها من زمن بن علي أين بيضوا فيها وعششوا طيلة عقود خدمتهم جندا له، تنادى هؤلاء من كل صوب معبرين عن عدم رضاهم عن طريقة مواجهة ما يقولون انه منابع الإرهاب، وهم يطالبون بما يقولون انه يجب ان يكون معالجة جذرية للظاهرة وليس الاكتفاء بالحل الجزئي المقتصر على المتورطين بالإحداث فقط.
هؤلاء يقولون انه يجب لمواجهة الإرهاب بزعمهم، ان يقع قطع جذوره من المنبع، فهم يطالبون ان يكون منع للروضات القرآنية والمنظمات الإسلامية ومنع للحجاب والنقاب، كما يجب منع التجمعات التي تعقد في الهواء الطلق والتي يشتم منها رائحة التوجه الإسلامي، وتعقب المنتمين للجمعيات ذوي التوجه الإسلامي، هذا وأكثر هو محتوى ما يقولونه هذه الأيام مباشرة أو ضمنيا بالصحف والإذاعات والتلفزات.
إذا كان من شيء عجيب في هذا الكلام فهو لن يكون على أية حال في محتوى المطالب التي كانت مطبقة بحذافيرها زمن بن علي، وإنما العجب حقا هو كمّ الجرأة لهؤلاء الذين مثلوا أدوات الطاغية حينما تحالفوا معه وساهموا بنشاط في حملة اجتثاث الإسلام بتونس و قتل العشرات واغتصاب النساء وتعذيب وتشريد الآلاف، العجيب هو جرأتهم وهم الذين كان يفترض أن يتواروا عن الأنظار ويقبعوا تلقائيا في منعزلات وان ينقطعوا حمدا لله أن أبقاهم الإسلاميون أحياء بعد الثورة وقد آلت إليهم مقاليد الدولة، ولكن هؤلاء الإسلاميون ربما لعجز وربما لاعتبارات أخرى تناسوا أن اللئيم لا ينفع معه الصفح والكرم، والدليل ما يبديه هؤلاء المجرمون الناجون من العقاب من تطاول حد المطالبة بإعادة تجربة الاجتثاث مرة أخرى، يالها من صفاقة نادرة لا يضاهيها إلا الخور النادر الذي يبديه عموم الصف الإسلامي تجاه أعدائهم العقديين بزعم التسامح.
الجماعة الذين سببوا تفجيرات الشعانبي اذا افترضنا صحة قيام إسلاميين بتلك الأحداث، لعلهم بما فعلوه قد اخطئوا، ولكن ذلك لايعني فساد نواياهم، فليس وقوع حوادث السيارات بجاعل فكرة السيارة ذاتها فاسدة.
يجب النظر لدواعي اتجاه هؤلاء لتلك المحاولات البائسة، أعمالهم التي تحركها الغيرة على الإسلام، فيها جانبان الدافع للعمل ثم العمل، وهم قد اخطؤوا الوسيلة ولكنهم لم يعدموا نية طيبة.
لكي نقضي على جذور الأعمال المسلحة ونمنع تكررها في المستقبل يجب أن نقضي على أسبابها وهي عديدة وأهمها إصلاح الأخطاء التاريخية وان نصحح المغالطات المنطقية التي فرضت على التونسيين والتي تعتمد مصادرات فاسدة ممثلة في اعتبار ان الواقع المتكون بتونس منذ خمس عقود هو معطى طبيعي وهو الأصل وهو المرجع في الحكم على الأمور، والحال ان هذا الواقع وقع تشكيله بالقوة وفرضه على التونسيين بكل ما يحويه من قوانين واقتلاع ثقافي وديني، فهو واقع بني على أصل فاسد، ولن تهجع الأمور بتونس ولن تلين الأنفس ما لم يقع إعادة النظر بطريقة جذرية في ما وقع منذ الاستقلال، لا يجب أن يقع الافتراض أن التونسيين كلهم خونة وإمعات بحيث يقبلون أن يكونوا تبعا لفرنسا أو أن يسلموا بالواقع الماثل الآن على انه أمر طبيعي ومقبول.
لكي نقضي على الأعمال المسلحة ونمنعها من أن تتكرر، يجب ان نقرر ونعتبر أن ماحصل بتونس بعيد الاستقلال كان في الكثير منه خطآ تاريخيا يجب العمل على إصلاحه، وان لم نستطع ذلك مرة واحدة، فلا اقل من أن نقوم بإلغاء ما نشأ عنه من منظومات قانونية وثقافية وغيرها.
لكي نقضي على الأعمال المسلحة ونمنعها من أن تتكرر، يجب أن نعتبر أن وجود أطراف تنشر الثقافة الغربية والفرنسية تحديدا يعد خيانة من مثل تلك التي كان يقوم بها الخونة زمن فترة المقاومة المسلحة، وان الأصل أن نقوم بمنع ذلك، وهذا المنع يجب أن يكون إذا لزم الأمر قضائيا بالزج بكل من يروج الفكر الغربي والثقافة الفرنسية بالسجون، ثم إنهاء وجود وسائل إعلام عمومية ناطقة بالفرنسية.
لكي نقضي على الأعمال المسلحة ونمنعها من أن تتكرر، يجب أن نعتبر أن من يروج للثقافة والفكر الدخيل الذي يحارب الإسلام كالفكر الماركسي هو خطر وان وجوده كان خطآ تاريخيا يجب إصلاحه من خلال اجتثاثه وإذا لزم الأمر الزج بالداعين له بالسجون.
لكي نقضي على الأعمال المسلحة ونمنعها من أن تتكرر، فانه يجب منع كل من يقوم بعمليات اقتلاع ثقافي وإلحاق لمنظومتنا التعليمية بالغرب، يجب لذلك منع لكل تعليم أجنبي يستهدف أطفالنا وخاصة التعليم الفرنسي والكنسي الموجه لأطفال المدارس والمعاهد الإعدادية والثانوية.
لكي نقضي على الأعمال المسلحة ونمنعها من أن تتكرر، فانه يجب علينا ان نكون متناسقين ومنطق الثورات، فنقوم بالتخلص من أعدائها وان نطبق قواعد المحاسبة ضد من قتل الناس واغتصب النساء، يجب ان يحاسب من فعل ذلك ومن ساهم فيها من مثقفين وصحفيين وممثلين وفنانين كان بعضهم يقوم بمهمات بوزارة الداخلية تسمى عمليات إعادة تأهيل استهدفت اعز شباب تونس إبان عقد التسعينات.
ما لم يقع ذلك فان الخلل سيتواصل، وتتواصل معه المحاولات الفردية لإصلاح الأخطاء والتي فرضت على التونسيين خلال العقود الستة الفارطة.
أعداء تونس من بقايا فرنسا ومريدي ماركس يجب أن يختفوا من هذه البلاد، وعلى أية حال فهم أنفسهم عملوا ولازالوا يعملون على اجتثاث غيرهم ممن يدين بالإسلام والدليل حملتهم هذه الأيام ومحاولاتهم إعادة عمليات الاجتثاث مرة أخرى، والبادئ اظلم، ولا يفهم لماذا نكون بهذا القدر المتقدم من الخور بحيث لا ندافع عن أنفسنا
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: