منجي باكير - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8083
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لطــــالما وقفنا ضدّ كلّ من تناول الرئيس السّيد المنصف المرزوقي بسوء أو حاول تقديمه في صور كاريكاتوريّة ممجوجة و جرّمْنا كلّ ما من شأنه أن يحقّر من الرئاسة باعتبار أنّها مؤسّسة دستورية ، قانونيّة منتخبة تمثّل كل التونسيين على مختلف مشاربهم و لابد من فرض هيبتها و تفعيل نواميسها مهما كانت هويّة و شخص الذي يشغلها ، فالرئيس هو العلامة الجامعة للشعب و هو الصيغة التوافقيّة التي تقوم عليها أسس تشاركيّة المواطَنة و هو يمثّل سياسة الدولة و يرعى سير المصالح العامّة للدولة في ولاء و احد و وحيد لتونس و شعبها و بدون أن يمزج هذه الرعاية بأيٍّ من قناعاته الشخصيّة التي لا تتماشى أو تتنافى مع الرأي العام الشعبي و غالبية النخب السياسية و المجتمع المدني الممثلين فعليا للشعب
إلاّ أنّ السيّد الرئيس و مع كل إاحترامنا لدرجاته العلميّة و رصيده النضالي أبى إلاّ أن ينخرط في كثير من المناسبات في فلتات تحمل مواقف لا تتماشى و السّياق العام لسياسة البلاد و لا يجب أن تصدر عن الرئاسة التي من أوكد واجباتها الحيادية الإيجابيّة في النظر إلى الفرقاء السياسيين و عليها أيضا واجب التحفّظ و الحذر الشديد في نشر التصريحات و إبداء المواقف المتّزنة الحكيمة و التي لا تقبل التأويل و غير صالحة للتوظيف من قِبل بعض الأطراف ...
آخر هذه الفلتات ما تناولته وسائل الإعلام عن تنديد الرئيس بمواقف منتقدي قطرو كلامه عن أنّ من يتطاول عليها بالسبّ و الشتم عليه أن يتحمّل مسؤليته أمام القانون ، الشي الذي دفع بالبعض لأن يفسّره على أنّه تهديد واضح و فيه تحمّسا مجانيا للسياسة القطريّة .
الواقع أنّه ما كان على مؤسّسة الرئاسة أن تقع في مثل هكذا مواقف ساخنة ومحرجة و مفتوحة على تفسيرات و تأويلات عدّة و ما كان له أن يتبنّى موقفا دفاعيا عن حكّام قطر ، خصوصا و أنّ لعبة السياسة القطريّة أصبحت مكشوفة للقاصي و الداني و أنّ أثرها السلبي في السياسة العربيّة ككلّ تفوح رائحته و تدخّلاتها تحت غطاء المال في دول الربيع العربي أصبحت معلومة و مفهومة ، قطر التي تتبنّى المشروع الصّهيو-أمريكي في فرض تقسيم الشرق الأوسط و تنتهج سياسة المهادنة و ربّما التطبيع الصريح مع الكيان الغاصب و تراعي مصالحه في كل مداولات القضيّة الفلسطينيّة ،،،كذلك المقابل فإنّ عمْق الشعب التونسي يرفض رفضا قاطعا أن يكون تحت جبّة حكّام قطر أو غيرهم و لو كان في الأمردفعُ الخصاصةعنهم و تيسير أحوالهم لأنّ الحرّة تجوع و لا تأكل بثدييها !
مــــــــا كان على السيد الرئيس حشر نفسه في زاوية ضيّقة ليصبح و كأنّه القائم بأعمال حكّام قطر في تونس و الحريص على حصانتهم داخل بلاده و شعبه ..!
قد يشفع له لبعض المرات و لبعض الوقت قلّة كفايته حذق اللّعبة السياسيّة و إتقان لغتها و عدم خبرته السّير في أغوار دهاليزها لكن هذا لا يشكّل ضوءً أخضر له لقول أيّ شيء و في أيّ وقت و يسلّم تصريحاته للإرتجالات الفرديّة بل عليه أن يتحلّى بالحكمة و الرّصانة و يستعين بطاقمه الإستشاري للبتّ في ما يعترضه من قضايا حتّى يقدّر الأمور حق قدرها و يضعها في سديد مواضعها ...
نحن نقدّر للرّئيس كثيرا من توجّهاته و نثمّن كثيرا من أفكاره و حسْن تقديره و تدبيره و التزامه بالمنهج الإصلاحي و محافظته على مكاسب الثورة و نقف في وجه كلّ من يريد أن ينتهك شخصه أو يميّع مكانته أو يشكّك في مصداقيته ، لكنّنا بالمقابل لا و لن نرضى له أن يستمرّ في مثل هكذا سقطات و لا أن ينضوي تحت أي جناح و عليه أن يجسّد الأنفة و العزّة التونسيّة في أبهى مظاهرها ...
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: