الناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8224
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تابعت ليلة الإربعاء تقريرا على القناة الوطنية الأولى خلال نشرة الثامنة لمن قالت المذيعة أنه مدوّن و ناشط ثوري تونسي كان قد إلتحق بصفوف الجيش السوري الحرّ للقتال في الشامّ لكن ما يلفت الإنتباه الحقائق التي أذاعها للمرّة الأولى مما جعل القناة الوطنية جدّا تمضي في أعلى شاشتها على يمين المتفرّج بعبارة " حصري " يعني بالدارجة التونسية " exclusive " و هذا العمل الصحفي الجبّار يذكرنا بما كانت تقوم به قناة الجزيرة من تغطية حصرية للأحداث الدائرة في أفغانستان و العراق و لأن قناتنا الوطنية لا تقل مهنيتها عن كبريات القنوات العالمية فإنها إختارت مزيدا من الصدق و الأمانة تجاه مشاهديها الذين لا شكّ أنهم يثقون فيها و يكنون كل التقدير و الإحترام للعمل الذي تقوم به في سبيل تضليل الرأي العام.
فهذا الثائر العابر للحدود أتحفنا ببعض المعلومات عمّا يدور في سوريا و خاصة عن تركيبة الجيش السوري الحر و عما يفعله هذا الجيش فقد قال أن أغلب عناصره هم تونسيون و ليبيون كما قال أن هذا التنظيم لا يسمح لأي من عناصره الذين يصابون في القتال بالمداواة بل يقع القضاء عليهم و قتلهم و هنا نطرح سؤال واحد كيف يمكن لجيش أغلبه من تونس و ليبيا أن يقتل جرحاه التونسيون و الليبيون و هل لقيادته من الغباء ما يجعلها ترتكب هذه الأفعال ما قد يفقدها جنودها الذين يعلمون أن مصيرهم سيكون كزملاءهم و بالتالي يتركون ساحات القتال و يتولون يوم الزحف كم فعل هذا الثائر الشجاع الذي عاد و لا نعلم من أين ليكشف لنا الحقائق الدامغة التي ستصدمنا و تجعلنا نغيّر نظرتنا تجاه الثورة السورية.
فقد يجد هذا الشخص الذي قدمته القناة الوطنية جدّا بعضا من التفاعل مع ما قال إن لم يكن هناك مصادر أخرى للأخبار لكن الحمد لله أن أنعم علينا بعديد المصادر الأخرى لتقصي الحقيقة بمجرّد فتحك لجهاز الحاسوب و تصفحك للمواقع الإخبارية و شبكات التواصل ستكتشف أن هذا المناضل في القناة الوطنية الصادقة جدّا ليس إلا مناضل في إحدى الشعب الدستورية البائدة كما أنه ذو توجّه قومي يساري و هنا نتفهم كل ما قاله تجاه الجيش السوري الحرّ و الثورة السورية فهو ربما قد يكون ذهب إلى سوريا فعلا و ذلك لممارسة العنف الثوري رفقة الرفاق لكنه وجد المجاهدين و هم يمارسون الجهاد ما قد فرض عليه العودة أدراجه إلى أرض تونس الخضراء لمحاولة تشويه و تحريف الواقع الموجود هناك.
لنعد إلى القناة الوطنية التي لطالما إحترفت الكذب و التزوير و قلب الحقائق منذ أمد بعيد حتى أنها أصبحت مرجعا في ذلك لجميع الكذابين و الأفاكين في العالم قاطبة و حتى بعد الثورة خلنا أن الأمور ستتغير بعد أن طلعت علينا تلك الوجوه البائسة التي كانت تسبح بحمد المخلوع لتقول أنها عملت تحت الضغط و أن ما كانت تفعله ليس إلا إتقاء لشرّ أبالسة النظام و للأسف الشديد فكثير من أبناء هذا الشعب الطيب صدقوا دموع الذئاب التي ذرفوها و رفعوا شعار عفا الله عمّا سلف و لنتجاوز و نبدأ صفحة جديدة لكن قناة سبعة التي لم تستسبع إلا في قول الزور و البهتان سرعان ما عادت إلا صنعتها القديمة و ما فتئت إلاّ بإتحافنا في كلّ مرّة بكذبة جديدة و تلبيس على الناس فقدّمت لنا أعوان المخلوع على أساس أنهم حقوقيون و مدافعون عن حرية التعبير و قدمت لنا اللصوص على أساس أنهم ضحايا الديكتاتورية الجديدة ديكتاتورية الصناديق و قدمت لنا بعض الشراذم على أساس أنهم من صناع الثورة و قدمت لنا من أفسدوا الحياة السياسية و نغصوا على هذا الشعب عيشه بصفة المدافعين عن النظام البائد و أزلامه و متوعدين الشعب بالويل و الثبور إن هو أقصاهم و بإختصار لقد قدمت لنا كل قبيح و مشين في هذا الوطن الجميل الرائع الذي إن حاولنا النظر إليه من خلال القناة الوطنية سنراه بلا شكّ خرابا مقفرا يقتر قتامة إلى درجة جعلت عموم الشعب التونسي يتساءل هل حصلت ثورة في تونس أم لا ؟
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: