البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

إعلام قريش و إعلام القروش

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6491


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مثلما عانى المسلمون الأوائل من كذب و بهتان الإعلام الذي كان يمثله في ذلك الوقت الخطباء المفوهين و شعراء السب و الشتم الذين غالبا ما ألبسوا الحق بالباطل و أشكلوا على الرأي العام في حسم خياره تجاه السلطة الجديدة فكانت الإشاعات و التهم الباطلة تلاحق النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام و من الذين برعوا في هذا المجال الوليد بن المغيرة و هو أحد زعماء الثورة المضادة حيث سخّر كل وقته للتصدي لدعوة النبي عليه الصلاة و السلام لأهل قريش شيبها و شبابها نسائها و رجالها للثورة على الكفر و الجهل و عبادة الطاغوت و التحرر من ظلم العبودية و الإنعتاق من شرور الفساد إلى حرية الإيمان و المعتقد و حرية الفكر و التعبير و رغم إدراك بن المغيرة للحقيقة إلا أنه كابر و ظلّ على ما هو عليه بوق دعاية للنظام القديم.

هذا النظام الذي ظلّ يصارع الدعوة الجديدة لسنين طويلة التي جاءت لتنصف المقهورين و المظلومين و تعيد الحقوق لأصحابها و قد كان الجهاز الإعلامي لهذا النظام رأس الحربة في تصديه للثوار و محاولة تشويه صورتهم لدى الرأي العام فنقيب الإعلاميين في قريش جنّد جميع الوسائل الإعلامية المتاحة من ذلك أنه كان يقوم بشراء ذمم بعض الذين يحسنون فنون الكلام لدعوة الناس في المجالس لعدم تصديق محمد و أصحابه في دعوتهم و ما هذه الدعوة إلا بث للفتنة و الفرقة بين مكونات الشعب الواحد و أن هذا الخطاب هو خطاب رجعي لا يمت لحداثة قريش بصلة تلك الحداثة المبنية أساسا على إباحة جميع أنواع المنكرات من شرب للخمور و ممارسة لشتى أنواع الرذائل التي تستهوي الكثير من الأنفس المريضة و حثه المتواصل على الحفاظ بشتى الوسائل على هذا النمط المجتمعي الحديث الذي ورثته قريش عن زعيمها و صانع حداثتها عمرو بن هشام المعروف لقبا بأبي جهل.

و لم يقتصر الأمر على التشويه فقط بل تعداه إلى مراحل أخرى و هي تجييش السلطة الحاكمة في تلك الفترة ضد معارضيها الذين أبوا إلا الإطاحة بالنظام فشنت إثر ذلك حملة كبيرة تفننت خلالها في القمع و التنكيل و التعذيب و القتل و التهجير حيث تم نفي الرسول صلى الله عليه و سلم و من بقي من صحابته على قيد الحياة إلى شعاب مكّة أملا في إنفضاض الناس من حوله لكن خابت ظنون أباطرة الإعلام فكلما أوقدوا نارا إلا و أطفئها الله و عادت عليهم بالوبال و شيئا فشيئا ترسخت قناعة لدى كل الأطراف المعادية للثورة المحمدية بأنهم لن يقدروا على مجابهتها لذلك عمدوا إلى إستعمال طريقة اللاسلم و اللاهدوء حيث كانوا يفتعلون المشاكل و الأزمات و ذلك لأرباك الوافدين الجدد للسلطة علّهم يعيقوا هذا الإنتقال السلمي للسلطة الذي تمّ دون إراقة قطرة دم واحد و ذلك بعد فتح مكّة.

لكن ذلك لم يمنع من محاسبة رموز النظام البائد قبل المصالحة ممن عبروا عن ندمهم و توبتهم و إستعدادهم للإنخراط في المشروع الثوري الجديد حيث أن الرسول عليه الصلاة و السلام قال حين دخوله لمكّة مخاطبا أصحابه " إذا وجدتم عبد العزى بن خطل التميمي، وعبد الله بن أبي سرح القرشي، وعكرمة بن أبي جهل القرشي، والحارث بن نفيل بن وهب، ومقيس بن صبابة الكناني، وهبار بن الأسود القرشي، وقينتان كانتا لابن خطل، كانتا تغنيان بهجو الرسول، وسارة مولاة لبعض بني عبد المطلب بن هاشم، وهي التي وجد معها كتاب حاطب بن أبي بلتعة فأقتلوهم و لو كانوا معلقين بأستار الكعبة " و هذه دعوة لمحاسبة كبار المفسدين و الجلادين و قتلة الشهداء ثم قال قولته الشهيرة " إذهبوا فأنتم الطلقاء " و أطلق بذلك العفو العامّ عن الجميع و هذه كانت رسالة موجهة للشعب البسيط الذي عانى ويلات ديكتاتورية قريش و ليست لمن أجرموا في حق الشعب.

و رغم هذا الإنتصار للثورة إلا أن أزلام النظام البائد لم يستسلموا و حاولوا بكل الطرق إيجاد وسائل إعلامية أخرى التي جاءت نتيجة زواج مصلحة بين الرأس مال الفاسد و بين الذين أفقدتهم الثورة مراكزهم و سلطانهم فظهر نوع جديد من الإعلام و هو أخطر من الذي سبق لأنه يظهر ما لا يبطن و هم المنافقون الذين كان على رأس هذه المؤسسة الإعلامية زعيمهم عبد الله بن سلول و هذا النوع من الإعلام تولى المهمة بدلا عن وسائل الإعلام القديمة و واصل بدوه إستهداف المؤسسات الشرعية للدولة و رموزها و لعلّ أشهر الحوادث هي حادثة الإفك التي روجت لها تلك الآلة الإعلامية المضللة حتى جاء الإعلام من العليم الذي لا ينام تجلية للحقيقة و إظهارا لكذب و نفاق هؤلاء.

و لأن من عادة الثورات أن تصنع إعلامها فإن الثورة المحمدية جاءت بجيل جيد من الإعلاميين من أمثال أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعا أصحاب الكلمة الحق و كذلك علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه صاحب الفصاحة و البلاغة لم يتورطوا مع النظام البائد و يتميزون بالصدق في القول و الإخلاص في العمل و ظهرت بوادر هذا العمل الإعلامي الجديد من خلال قوافل المؤمنين بالثورة و بقيمها التي جاءت أفواجا لتبايع و لتخلص لمبادئ الثورة و لحماية الشرعية و الدفاع عنها.

و لعلّ من أكثر الدلائل التي تشير إلى إنهزام الآلة الإعلامية الضخمة لأعداء الثورة ما قاله الوليد بن المغيرة في وصفه للقرآن حين سأل من قبل بقية أعداء الثورة عن حقيقة إنضمامه للثوار حيث يقول " والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الأنس ولا من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق و أنه يعلو وما يعلى عليه " و هي كانت شهادة حق من عدوّ و كما ترون أيها القرّاء الأعزاء فإن التاريخ يعيد نفسه فهكذا كان حال الأجداد منذ آلاف السنين في مواجهتهم لإعلام الكذب و التضليل و تزييف الحقائق و هو لا يبتعد كثيرا عن حالنا اليوم مع حفظ الفوارق بين إعلام قريش و إعلام القروش ( الأموال الفاسدة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، وسائل الإعلام، اليساريون، التجمعيون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-12-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صفاء العربي، محمد عمر غرس الله، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- محمود علي عريقات، سلوى المغربي، صالح النعامي ، مجدى داود، محمود سلطان، د. صلاح عودة الله ، فهمي شراب، كريم السليتي، تونسي، رافع القارصي، رشيد السيد أحمد، عبد الله الفقير، د. طارق عبد الحليم، عواطف منصور، أحمد بوادي، ياسين أحمد، العادل السمعلي، محمد يحي، نادية سعد، فتحي العابد، صلاح المختار، ضحى عبد الرحمن، حميدة الطيلوش، أبو سمية، حسن عثمان، صفاء العراقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سلام الشماع، د- جابر قميحة، د - شاكر الحوكي ، طلال قسومي، الهادي المثلوثي، صلاح الحريري، عمر غازي، د. عادل محمد عايش الأسطل، أنس الشابي، سامر أبو رمان ، محمد الطرابلسي، وائل بنجدو، د - صالح المازقي، كريم فارق، عراق المطيري، عبد الرزاق قيراط ، محمود فاروق سيد شعبان، د. عبد الآله المالكي، مراد قميزة، د - مصطفى فهمي، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد النعيمي، أحمد الحباسي، علي عبد العال، فوزي مسعود ، أشرف إبراهيم حجاج، د. أحمد بشير، سفيان عبد الكافي، مصطفي زهران، سعود السبعاني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- محمد رحال، يزيد بن الحسين، سليمان أحمد أبو ستة، علي الكاش، المولدي الفرجاني، سيد السباعي، د. أحمد محمد سليمان، ماهر عدنان قنديل، د - محمد بن موسى الشريف ، رضا الدبّابي، الهيثم زعفان، د - عادل رضا، محمد شمام ، إياد محمود حسين ، إسراء أبو رمان، فتحـي قاره بيبـان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إيمى الأشقر، رحاب اسعد بيوض التميمي، خبَّاب بن مروان الحمد، د - المنجي الكعبي، د. خالد الطراولي ، فتحي الزغل، محمود طرشوبي، حسن الطرابلسي، محمد العيادي، جاسم الرصيف، صباح الموسوي ، الناصر الرقيق، رافد العزاوي، منجي باكير، أحمد ملحم، محمد الياسين، د - محمد بنيعيش، عمار غيلوفي، حاتم الصولي، محرر "بوابتي"، د - الضاوي خوالدية، رمضان حينوني، سامح لطف الله، د.محمد فتحي عبد العال، عزيز العرباوي، عبد الغني مزوز، مصطفى منيغ، حسني إبراهيم عبد العظيم، يحيي البوليني، عبد الله زيدان، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد أحمد عزوز، خالد الجاف ، د- هاني ابوالفتوح، أ.د. مصطفى رجب، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء