البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

إعلام قريش و إعلام القروش

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7048


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مثلما عانى المسلمون الأوائل من كذب و بهتان الإعلام الذي كان يمثله في ذلك الوقت الخطباء المفوهين و شعراء السب و الشتم الذين غالبا ما ألبسوا الحق بالباطل و أشكلوا على الرأي العام في حسم خياره تجاه السلطة الجديدة فكانت الإشاعات و التهم الباطلة تلاحق النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام و من الذين برعوا في هذا المجال الوليد بن المغيرة و هو أحد زعماء الثورة المضادة حيث سخّر كل وقته للتصدي لدعوة النبي عليه الصلاة و السلام لأهل قريش شيبها و شبابها نسائها و رجالها للثورة على الكفر و الجهل و عبادة الطاغوت و التحرر من ظلم العبودية و الإنعتاق من شرور الفساد إلى حرية الإيمان و المعتقد و حرية الفكر و التعبير و رغم إدراك بن المغيرة للحقيقة إلا أنه كابر و ظلّ على ما هو عليه بوق دعاية للنظام القديم.

هذا النظام الذي ظلّ يصارع الدعوة الجديدة لسنين طويلة التي جاءت لتنصف المقهورين و المظلومين و تعيد الحقوق لأصحابها و قد كان الجهاز الإعلامي لهذا النظام رأس الحربة في تصديه للثوار و محاولة تشويه صورتهم لدى الرأي العام فنقيب الإعلاميين في قريش جنّد جميع الوسائل الإعلامية المتاحة من ذلك أنه كان يقوم بشراء ذمم بعض الذين يحسنون فنون الكلام لدعوة الناس في المجالس لعدم تصديق محمد و أصحابه في دعوتهم و ما هذه الدعوة إلا بث للفتنة و الفرقة بين مكونات الشعب الواحد و أن هذا الخطاب هو خطاب رجعي لا يمت لحداثة قريش بصلة تلك الحداثة المبنية أساسا على إباحة جميع أنواع المنكرات من شرب للخمور و ممارسة لشتى أنواع الرذائل التي تستهوي الكثير من الأنفس المريضة و حثه المتواصل على الحفاظ بشتى الوسائل على هذا النمط المجتمعي الحديث الذي ورثته قريش عن زعيمها و صانع حداثتها عمرو بن هشام المعروف لقبا بأبي جهل.

و لم يقتصر الأمر على التشويه فقط بل تعداه إلى مراحل أخرى و هي تجييش السلطة الحاكمة في تلك الفترة ضد معارضيها الذين أبوا إلا الإطاحة بالنظام فشنت إثر ذلك حملة كبيرة تفننت خلالها في القمع و التنكيل و التعذيب و القتل و التهجير حيث تم نفي الرسول صلى الله عليه و سلم و من بقي من صحابته على قيد الحياة إلى شعاب مكّة أملا في إنفضاض الناس من حوله لكن خابت ظنون أباطرة الإعلام فكلما أوقدوا نارا إلا و أطفئها الله و عادت عليهم بالوبال و شيئا فشيئا ترسخت قناعة لدى كل الأطراف المعادية للثورة المحمدية بأنهم لن يقدروا على مجابهتها لذلك عمدوا إلى إستعمال طريقة اللاسلم و اللاهدوء حيث كانوا يفتعلون المشاكل و الأزمات و ذلك لأرباك الوافدين الجدد للسلطة علّهم يعيقوا هذا الإنتقال السلمي للسلطة الذي تمّ دون إراقة قطرة دم واحد و ذلك بعد فتح مكّة.

لكن ذلك لم يمنع من محاسبة رموز النظام البائد قبل المصالحة ممن عبروا عن ندمهم و توبتهم و إستعدادهم للإنخراط في المشروع الثوري الجديد حيث أن الرسول عليه الصلاة و السلام قال حين دخوله لمكّة مخاطبا أصحابه " إذا وجدتم عبد العزى بن خطل التميمي، وعبد الله بن أبي سرح القرشي، وعكرمة بن أبي جهل القرشي، والحارث بن نفيل بن وهب، ومقيس بن صبابة الكناني، وهبار بن الأسود القرشي، وقينتان كانتا لابن خطل، كانتا تغنيان بهجو الرسول، وسارة مولاة لبعض بني عبد المطلب بن هاشم، وهي التي وجد معها كتاب حاطب بن أبي بلتعة فأقتلوهم و لو كانوا معلقين بأستار الكعبة " و هذه دعوة لمحاسبة كبار المفسدين و الجلادين و قتلة الشهداء ثم قال قولته الشهيرة " إذهبوا فأنتم الطلقاء " و أطلق بذلك العفو العامّ عن الجميع و هذه كانت رسالة موجهة للشعب البسيط الذي عانى ويلات ديكتاتورية قريش و ليست لمن أجرموا في حق الشعب.

و رغم هذا الإنتصار للثورة إلا أن أزلام النظام البائد لم يستسلموا و حاولوا بكل الطرق إيجاد وسائل إعلامية أخرى التي جاءت نتيجة زواج مصلحة بين الرأس مال الفاسد و بين الذين أفقدتهم الثورة مراكزهم و سلطانهم فظهر نوع جديد من الإعلام و هو أخطر من الذي سبق لأنه يظهر ما لا يبطن و هم المنافقون الذين كان على رأس هذه المؤسسة الإعلامية زعيمهم عبد الله بن سلول و هذا النوع من الإعلام تولى المهمة بدلا عن وسائل الإعلام القديمة و واصل بدوه إستهداف المؤسسات الشرعية للدولة و رموزها و لعلّ أشهر الحوادث هي حادثة الإفك التي روجت لها تلك الآلة الإعلامية المضللة حتى جاء الإعلام من العليم الذي لا ينام تجلية للحقيقة و إظهارا لكذب و نفاق هؤلاء.

و لأن من عادة الثورات أن تصنع إعلامها فإن الثورة المحمدية جاءت بجيل جيد من الإعلاميين من أمثال أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعا أصحاب الكلمة الحق و كذلك علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه صاحب الفصاحة و البلاغة لم يتورطوا مع النظام البائد و يتميزون بالصدق في القول و الإخلاص في العمل و ظهرت بوادر هذا العمل الإعلامي الجديد من خلال قوافل المؤمنين بالثورة و بقيمها التي جاءت أفواجا لتبايع و لتخلص لمبادئ الثورة و لحماية الشرعية و الدفاع عنها.

و لعلّ من أكثر الدلائل التي تشير إلى إنهزام الآلة الإعلامية الضخمة لأعداء الثورة ما قاله الوليد بن المغيرة في وصفه للقرآن حين سأل من قبل بقية أعداء الثورة عن حقيقة إنضمامه للثوار حيث يقول " والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الأنس ولا من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق و أنه يعلو وما يعلى عليه " و هي كانت شهادة حق من عدوّ و كما ترون أيها القرّاء الأعزاء فإن التاريخ يعيد نفسه فهكذا كان حال الأجداد منذ آلاف السنين في مواجهتهم لإعلام الكذب و التضليل و تزييف الحقائق و هو لا يبتعد كثيرا عن حالنا اليوم مع حفظ الفوارق بين إعلام قريش و إعلام القروش ( الأموال الفاسدة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، وسائل الإعلام، اليساريون، التجمعيون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-12-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ماهر عدنان قنديل، محمد الياسين، فهمي شراب، عبد الغني مزوز، أحمد ملحم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد يحي، رافع القارصي، محمد اسعد بيوض التميمي، سعود السبعاني، محمود طرشوبي، المولدي الفرجاني، سامر أبو رمان ، حسن الطرابلسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد العيادي، صلاح المختار، د - المنجي الكعبي، إيمى الأشقر، نادية سعد، د- جابر قميحة، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلوى المغربي، الناصر الرقيق، إسراء أبو رمان، عبد العزيز كحيل، أنس الشابي، فتحي الزغل، صفاء العربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، بيلسان قيصر، صالح النعامي ، أحمد بوادي، علي الكاش، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي العابد، د. أحمد بشير، كريم السليتي، سلام الشماع، جاسم الرصيف، مجدى داود، د - صالح المازقي، د. عبد الآله المالكي، عواطف منصور، عزيز العرباوي، عبد الرزاق قيراط ، محمود سلطان، طارق خفاجي، سامح لطف الله، ضحى عبد الرحمن، د- هاني ابوالفتوح، محمد عمر غرس الله، فتحـي قاره بيبـان، أحمد النعيمي، عراق المطيري، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله الفقير، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، طلال قسومي، د - محمد بنيعيش، خالد الجاف ، أبو سمية، وائل بنجدو، الهادي المثلوثي، صفاء العراقي، علي عبد العال، سيد السباعي، د. صلاح عودة الله ، د - شاكر الحوكي ، رشيد السيد أحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مراد قميزة، د - محمد بن موسى الشريف ، د.محمد فتحي عبد العال، محمد أحمد عزوز، د. أحمد محمد سليمان، صباح الموسوي ، مصطفى منيغ، سفيان عبد الكافي، إياد محمود حسين ، فوزي مسعود ، حميدة الطيلوش، رمضان حينوني، كريم فارق، محمود فاروق سيد شعبان، محمد الطرابلسي، حسن عثمان، د - عادل رضا، د. طارق عبد الحليم، خبَّاب بن مروان الحمد، رافد العزاوي، صلاح الحريري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، العادل السمعلي، د - الضاوي خوالدية، عبد الله زيدان، منجي باكير، تونسي، د - مصطفى فهمي، حاتم الصولي، المولدي اليوسفي، محرر "بوابتي"، رضا الدبّابي، د- محمد رحال، الهيثم زعفان، عمار غيلوفي، حسني إبراهيم عبد العظيم، ياسين أحمد، يزيد بن الحسين، مصطفي زهران، أحمد الحباسي، محمد شمام ، محمد علي العقربي، أشرف إبراهيم حجاج، موسى عزوق، د- محمود علي عريقات، عمر غازي، أ.د. مصطفى رجب، د. خالد الطراولي ، يحيي البوليني،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء