تصريحات الأستاذ مورو كشفت المستور عن التوافق مع بقايا الدكتاتور
رافع القارصي - تونس/ ألمانيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7167
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
شخصيا لم أتفاجئ من تصريحات محامى الإمبراطور الهادى الجيلانى الأستاذ عبد الفتّاح مورو الذى دعى إلى عدم إقصاء الذراع الحزبية الجديدة لعصابة السرّاق { نداء تونس } التى ثار ضدها شعبنا ودفع فى سبيل ذلك بخيرة أبنائه إلى الشوارع طلبا للحرية و للشهادة فى سبيل تطهير الوطن من نطف الحرام التى تركها الغزاة مسكونة فى أرحام تربة الخضراء الطاهرة و الشريفة
لم تكن المفاجأة حاضرة و لم يصدمنى فقيه التوافق المغشوش لأنّ الرجل كان وفيا لخطه فلقد ” “علق الرجل الصباط” مند بداية التسعينات وكان بذلك أول من وضع حجر الأساس لثقافة الخلاص الفردى التى بقيت تنتج آثارها فى المنافى المختلفة إلى حدود أشهر قليلة قبل سقوط الطاغية و إنتصار خبز الفقراء على سيف المترفين و المستكبرين فى ملحمة هزيمة السيف أمام الدم .
أستغرب من الذى أنكر عليه هذه التصريحات و الحال أنّه كان وفيا لخيارات حزبه الذى رشّح صراحة على لسان أمينه العام السيد الجبالى أثناء مشاوراته لتشكيل الحكومة زعيم الثورة المضادة و رئيس حزب نداء تونس المدعو الباجى قائد السبسى لتولى منصب رئيس الجمهورية .
أستغرب من الذى أنكر عليه تلك التصريحات و الحال أنّ تصريحه يتوافق تماما مع فلسفة رئيس حزبه الأستاذ الغنوشى الذى كان من الأوائل الذى أفتى بجواز تبنى النظرية التى تقول بأن التجمعيين فيهم ” ناس إنظاف ” وهم مرحب بهم فى حزبنا ” الجزيرة المغاربية فى صائفة 2011 „ .
أستغرب من الذى أنكر عليه تلك التصريحات و الحال أنّها تتأطر ضمن الخط العام لحزبه الذى لم يقدر على إستيعاب أنّه عاد من تحت الرماد بفضل الله ثم بفضل دماء الشهداء و المستضعفين و هى إعاقة تتطورت مع إنتشار الوهن و القابلية للإبتزاز فى عقله الجمعى حتى أصبحت نخبته عاجزة تماما عن التصالح مع اللحظة الثورية التى تعيشها البلاد و الأمة جعلها قاصرة على ترجمة إرادة شعبنا العظيم إلى خيارات ثورية وهى فى الحكم فخذلت بذلك هذا الشعب المقدام الذى لم يرفع يوما شعار المصالحة الشاملة مع النظام و لم يناشد ” سيد الرئيس” للتدخل لإنقاذ البلاد عندما كانت الثورة تزحف على معاقل الفساد كما صرّح بذلك زميل الأستاذ مورو الدكتور زياد الدولاتلى على أمواج الجزيرة المغاربية أيام قليلة قبل فرار المجرم بن علي فى الوقت الذى كان رصاص عصابة السرّاق يحصد أرواح خيرة أبنائنا فى المدن و القرى و الشوارع و الساحات العامة فكلا التصريحين ينبعان من عقل واحد وكلاهما ينشطان فى فريق واحد فلما التعجب و الإستغراب إذا ؟؟؟؟؟
أستغرب من الذى أنكر عليه تلك التصريحات و الحال أنّها تنسجم تماما مع موقف حكومة التطبيع الناعم مع دولة الأعماق و التى يمثل حزبه فيها نواتها الصلبة أفليست تلك الحكومة هى نفسها التى أعطت التأشيرة لحزب الثورة المضادة { نداء تونس } لتقنين و لشرعنة مؤامرة الإجهاض على الثورة ؟؟؟ فلما التعجب من تصريحات الأستاذ و الحال أنّها ترجمة عملية لعقل التوافق المغشوش الذى يكثر إرتعاشه كلما تحركت سلفيات اليسار و العلمانيين و يصطنع هيبة لا نراها إلا لتنفيذ الإملاءات ضد سلفيات أبناء الصحوة و الإسلام العظيم { بقطع النظر عن الموقف من مقارباتها} .
أستغرب من الذى أنكر عليه تلك التصريحات و الحال أنّها تتمة لما بدأه زميله فى مبادرة ” أخطى
راسى و آضرب ” الشهيرة فى بداية التسعينات أثناء المواجهة مع الطاغية المخلوع أقصد الأستاذ البحيرى وزير العدل الذى سبق أن صرّح فى إجتماع جماهيرى فى جهة المروج أثناء سهرة رمضانية فى صائفة 2012 بأنّ تونس للجميع والجميع مرحب به فى خدمتها بما فى ذلك شركائنا فى الوطن مناضلى حزب نداء تونس .
أستغرب من الذى أنكر عليه تلك التصريحات و الحال أنّها تتناغم تماما مع ما صرّح به زميله فى الحزب الأستاذ عامر لعريض فى ملف حوارى بتاريخ 6 ديسمبر 2012 على قناة حنبعل حيث إعتبر أنّ قانون العزل السياسى لن يستهدف إلا 3 % فقط من أركان ورموز النظام السابق أما البقية فهم شركاء فى الوطن و الديمقراطية وهكذا يتضح لنا معاشر الشعب الكريم أن 97 % من عصابة السرّاق كانت ضحية مثلنا للدكتاتورية البائدة وجب علينا الآن بعد الثورة أن نتآخى معها أخوين أخوين و أن نقاسمها أموالنا و نفتح لها صدورنا و نطلب منها المغفرة لسوء ظننا بها فلم نكن نتصور أنّها كانت تعانى مثلنا من فساد وإرهاب الأقلية التى لا تتعدى نسبتها ال 3% .
أنتم إستغربتم و تعجبتم و تألمتم و صدمتم أما صاحبكم مالك هذا القلم المتواضع فلم يستغرب لعلمه بأنّ الجماعة يغترفون من نهر الثورة العظيم بالقدر الذى يضمن لهم تحسين ظروف البقاء فى السلطة و بالقدر الذى لا يفسد عليهم التعايش مع دولة الأعماق بكل مكوناتها الحزبية و الأمنية و القضائية والإعلامية و المالية و النقابية فلا تستغربوا فى قادم الساعات و الأياّم و نحن على مشارف الإضراب العام الإنقلابى أن تتعالى أصوات ماكينة فقه المآلات و فقه المصلحة الوطنية وفقه ” أى بوس خوك العبّاسى وصلى على النبى ” حتى ولو كان ذلك على حساب روابط حماية الثورة وثوابت الأخلاق السياسية ولنا فى بعض السوابق التاريخية ما يعزّز مخاوفنا وربى يستر
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: