البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

"شكرا" يا باجي..

كاتب المقال فتحي الزغل - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7555


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كنتُ و لا أزال دائما أعتبرُ أن الشّعب التّونسيَّ الذي قام بثورة عظيمة، هو نفسه الذي سمح لبيادق الثورة المضادّة بمجال فسيحٍ للّعب نحو إفسادها، و الذين أسمّيـــهم بمربّع الحقد و الفوضى و الانتهاز و الوصوليّة. وأقصدُ المربّع الذي يتضلّع منه التجمعيّين، والإعلاميّين المتمعّشين، والخاسرين في انتخابات المجلس التأسيسي، و التّيّارات الفكريّة الحاقدة على المشروع الإسلامي و إن كانت تدّعي الدّيمقراطيّة في خطاباتها.

فالتّجمّعيّون و أزلامهم، و من انتسَبوا للنّظام البائد، خسروا بالثورة - التي قامت أساسًا عليهم و على ربّهم الأعلى - مناصبَهم و سلطتَهم و مصالحَهم التي كانت تُقضي بالهاتف. كما خسروا مزايا لا تُعدّ،ُ كانت تنهمر عليهم مطرٍا من ظُلمهم للمجتمع الذي كانُوا يعيشون بين ظهرانيه، سواءٌ في دُوّارهم أو قريتهم أو مدينتهم. مزايا كانت تُركِّع الشعبَ و تُذلُّه و تعظِّم المخلوعَ و تُجِلُّه.

أمّا الإعلامُ – و أقصدُ من كان فيه قبل هروب واليه الأعظم- فبِحُكمِ أنّه يتشكّل في تسعة و تسعين من المائة منه، من هؤلاء الذين لم يكن لهم أن يظهروا وراء منابرهم دون صكّ الولاء الأعمى الذي كانوا يُمضونَه باسم المخلوع، و أصهار المخلوع، و سائق المخلوع، و والي المخلوع، وعمدة المخلوع، و كلّ من يُنصّبُه المخلوع... فتراهم اليوم قد نصّبوا أنفسهم يتبنّونَ الخبرَ و يصنعونَه لا إيّاهُ ينقلُون. و تراهم كذلك يُنصّبون ضيوف حلقاتهم المسمومة على الشّعب تنصيبا مجّا، لا يُراعي الحرفيّة و لا المهنيّة، و لا حتى الأخلاق التي أظنّها سائرةٌ بخرابهم نحو العدم.

أمّا الخاسرون في انتخابات المجلس التّأسيسي الأخيرة، فهم الذين كانوا يتصوّرُون أنّهم فائزون لا محــالة، و أنّ تركَةَ السّلطةَ ستؤول إليهم دحرجةً. سواءٌ أكانوا من هؤلاء الذين ناضلوا حقّا ضدّ المخلوع، فأخذتهم الثّورة على غير غرّة، أو كانوا من هؤلاء الذين نفخَ الشيطانُ في صورتهم فسَحَرهُم أفاعٍ و هم حبالُ، من الذين لم يُعرف عنهم النّضال غيرُ النوفمبريُّ، و هذا نوع من النّضال يشربُ صاحبُه من عين دافقةٍ، و يأكلُ من لحم شعبٍ سائغٍ طعمهُ، كان في ما مضى، يُقدّمه لهم المخلوعُ في زمانه في ظروف مغلقةٍ تحوي ثعابينَ جميلةَ تُسمّى عند أمثالي رشوةً و عندهُمُ الدّعمُ. و وجود هؤلاء دون قطعة واحدة من الكعكةِ، هو الذي خندقهم في موقعـــــهم و خطابِهم ذاك، فكان أن وحّدهم تشارُكُهم في المنافس، رغم الاختلاف الفكريّ الجوهريّ بينهم.هذا إذا افترضتُ أنّ لهم فكرا.
أمّا الضّلع الأخير في المربّع السائر بالبلاد نحو الوراء و الفوضى و الهرج، فهو التّيّارات الفكريّةُ اليساريّةُ باختلافها، و تدّعي أنّها ديمقرطية، و هي تجهلُ إلى اليوم أنّها أصرّت على الظّهور في مشهد البلاد الدّيمقراطي بعد الثورة، بنفس المشهد الذي عهده العالم بأسره عنها، من أنّها لا تؤمن بالديمقراطيّة إلاّ خطابا و شعاراتٍ، تمتطيها للسلطة. حتّى إذا تمكّنت منها تسلّطت وعذّبت و قتلت... وانتهكت أصول الديمقراطية نفسها، بل أصول الانسانيّة حتّى. و لنا في كلّ الحركات اليساريّة التي حكمت، عبرةٌ، و نحنُ أولي ألبابٍ، لا نُلدغ من جحرٍ مرّتين. فهؤلاء معروفون بحقدٍ دفين يتجاوز التنافسَ السياسيِّ للمشروع الإسلاميّ خاصّةً دون غيره من المشاريع. لذلك فأنت لا تجدُ البتّةَ المتديّنَ بين صفوفهم و لو نفاقًا. إذ يعتبرون الدّين شأن هامشٌ في حياة الفرد و الجماعة، بل تُنكره فصائلُ عديدة منهم. و عِداؤهم ذاك للتّيار الإسلامي إنّما هو عداءٌ لسبب عمودٍ ينسف وجودُهُ رؤيتَهم و فكرهم.

إلاّ أن هؤلاء المُكوّنين لمربّع الثورة المضادّة في تونس، و لأنّهم اشتركوا في منافس واحدٍ، و أقصد ثالوث السّلطة الذي تقوده حركة النهضة ذات المرجعيّة الإسلامية، ينظر له كلٌّ منهم بنظرة خاصّةٍ به، لا تُشِبه نظرة الثّلاثة غيره. فهم لم يكن لهم أن ينتظموا في تجمّع واحدٍ أبدا لولا جُبنُهم و غباؤهم السياسيّ. فبيادق القهقرى في كلّ الثورات التي سبقتنا في بلدان أخرى لم تتجمّع بذاك التنظيم و الحبكة أبدا. لأنّ تجمُّعهم يوجب مجهودا كبيرا لكشفهم. إلاّ أنّ عناية الله بهذا البلد و بهذه الثورة، هي التي قيّضت من يجمع أعجازَ نخلِ ثورتِنا في تجمّعٍ جديدٍ ديدنُه السلطةُ و المكابرةُ. فبعث الله الرّوح في مومياءٍ قديمةٍ ضاربةٍ في التّاريخ، قيل أنّها وُلدت قبل ميلاد أصل حزبها الذي وفدت منه. خرجت تنفض غبار السّنين عنها، تُلملِمُ هؤلاء وتجمعُهم و تُرصّفهم - على اختلافهم لجهلهم - تحت حركة سياسيّةٍ، ما كان لها أن تُولدَ، لو لم ينبطح الفائزون في الانتخابات الأخيرة لهاماناتها و فراعينها و لخدّامها، و لم يُسارعوا في أيّامهم الأولى إلى عزلتهم بقانون تشريعيٍّ واضحٍ.
فهل أدركتم الخدمة التي قدّمها "الباجي" للشعب؟ و هل فهمتم المزيّةَ التي ستُنسبُ له بعد وفاته؟ فهل لذلك المربّع أن تجتمع أضلاعه لولاه؟

-------
فتحي الزغل
كاتب- ناشط سياسي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، التجمعيون، وسائل الإعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-12-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صباح الموسوي ، د. صلاح عودة الله ، محمود طرشوبي، حسن عثمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ماهر عدنان قنديل، د - مصطفى فهمي، د- محمد رحال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، طلال قسومي، صالح النعامي ، د. أحمد محمد سليمان، فوزي مسعود ، محمد العيادي، بيلسان قيصر، عواطف منصور، سامح لطف الله، رافع القارصي، د. عادل محمد عايش الأسطل، صلاح الحريري، د - المنجي الكعبي، إسراء أبو رمان، محمد عمر غرس الله، محمود سلطان، د- هاني ابوالفتوح، سامر أبو رمان ، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد أحمد عزوز، سليمان أحمد أبو ستة، فتحـي قاره بيبـان، جاسم الرصيف، د. مصطفى يوسف اللداوي، سفيان عبد الكافي، د - الضاوي خوالدية، العادل السمعلي، مراد قميزة، سلام الشماع، حميدة الطيلوش، عراق المطيري، د. أحمد بشير، محمد علي العقربي، فتحي الزغل، عبد الغني مزوز، صلاح المختار، صفاء العربي، عمر غازي، د - عادل رضا، محمد اسعد بيوض التميمي، محرر "بوابتي"، ياسين أحمد، الناصر الرقيق، الهادي المثلوثي، سيد السباعي، حسن الطرابلسي، علي عبد العال، إيمى الأشقر، مصطفى منيغ، سلوى المغربي، كريم السليتي، د - صالح المازقي، منجي باكير، عمار غيلوفي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، خالد الجاف ، رمضان حينوني، حسني إبراهيم عبد العظيم، إياد محمود حسين ، علي الكاش، فتحي العابد، عبد الله الفقير، محمد الياسين، أحمد الحباسي، تونسي، مجدى داود، محمود فاروق سيد شعبان، محمد الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الله زيدان، د - محمد بنيعيش، نادية سعد، خبَّاب بن مروان الحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. طارق عبد الحليم، أنس الشابي، رضا الدبّابي، عبد الرزاق قيراط ، مصطفي زهران، عزيز العرباوي، صفاء العراقي، سعود السبعاني، فهمي شراب، د - شاكر الحوكي ، محمد يحي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أبو سمية، ضحى عبد الرحمن، د- محمود علي عريقات، د. خالد الطراولي ، يزيد بن الحسين، أحمد ملحم، طارق خفاجي، د. عبد الآله المالكي، عبد العزيز كحيل، يحيي البوليني، د- جابر قميحة، رشيد السيد أحمد، وائل بنجدو، الهيثم زعفان، أ.د. مصطفى رجب، رافد العزاوي، محمد شمام ، أحمد النعيمي، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد بوادي، حاتم الصولي، المولدي الفرجاني، أشرف إبراهيم حجاج، كريم فارق،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء