فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8005
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
من اكبر أسباب تواصل توتر الأجواء، ومن اهم عوامل ضياع هيبة الدولة وتجرأ الكل عليها هو ما وقع اجتراحه من قبل حكومة الثورة حيث سنت سنة غير مسبوقة وهي إعتبارها نقابة مهنية طرفا سياسيا تجب محاورته واستشارته في كل ازمة تلم بالبلاد
ولما كان عموم القيادات في إتحاد الشغل ذوي توجه يساري إستئصالي وحتى ذوو التوجه القومي فهم سواء واليساريون، ولما كان هؤلاء المسؤولون بالإتحاد منتمين فكريا او سياسيا للأحزاب المكروسكوبية الخاسرة في اللإنتخابات، كان معنى ذلك أن إلتجاء الحكومة المرتعشة للإتحاد معناها وقوع تحت ضغط جماعات الثورة المضادة المتلحفين بالإتحاد.
والأخطر ان هؤلاء اليساريين هم من يصطنع المشاكل، فكان معنى ذلك أن هذه الأطراف على قلة عددها قد أصبحت في نفس الوقت طرفا وحكما في المشاكل التي تلمّ كل مرة بالبلاد، اي انها تثير المشاكل ثم سرعان ما يقع النزول عند شروطها
وسبب المشكل ان الحكومة ومن ورائها حكماء النهضة كراشد الغنوشي قالوا بهذا التمشي تجنبا للدخول في صراعات مع الاتحاد، بل زعم البعض ان الاتحاد قد لعب من قبل ادوارا سياسية منذ الاستعمار مما يشرع ما تقوم به حكومة الثورة
والرد على هذه الحجج ان الاستعمار وضع استثنائي ولو صح اتخاذه مقياسا لوجب اعتماد كل الاوضاع الاستثنائية التي كانت سائدة في الاستعمار، اما النظامان السابقان فهما ايضا وضع استثنائي، ولم وقع الاعتماد على تلك الأوضاع لوجب بالضروروة نقل كل حيثيات ذلك الواقع وهو اضطهاد الاتحاد كما كان ساعتئذ وليس تقديره واستشارته.
فثبت إذن انه لا يوجد من مبرر موضوعي يجعل حكومة شرعية تستشير اتحاد الشغل في أمر يجاوز مسالة ظروف العمال ومسالة الاجور، أما ان يقع استشارته في مسائل سياسية كاتخاذه حكما في مسائل دستورية وسياسية مثلما حدث ابان ذكرى الانتخابات او استشارته في كل ازمة فهذا يسمى خورا وترهلا غير مسبوق
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: