فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7935
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لم يتجرأ أعداء الثورة من تجمعيين ويساريين ويخرجوا للعلن، إلا لأنهم وجدوا تساهلا ممن يفترض أن يعاديهم ويصدهم
لقد تراخى أبناء الثورة ان يحموا ثورتهم، وتراخت الحكومة التي أنتخبها أبناء الثورة وافترضوا فيها أن تحمي إنجازهم من ان يتهدده الأعداء
وأكثر من مكّن للثورة المضادة واطلق لها عنان الحرية، هي الحكومة التي تشكلت بعد الإنتخابات، فهذه الحكومة توشك ان تحوز السيئات كلها، فهي لم تكد تتبع فاسدا ولم توقف اي من كبار الشخصيات ورؤس الثورة المضادة، وهي إن فتحت بعض الملفات على استحياء مضت فيه بتؤدة تخرج عن المعتاد فضلا على ان يكون الامر في طور ثورة
وبقدر ما عرف على بعض رموز هذه الحكومة قوة الكلام خاصة في الاجتماعات الموجهة لامتصاص غضب القواعد الثورية، فإنها بالمقابل ما عرف عنها الا الخور في مجال الفعل الميداني
ولما تراكمت هذه التناقضات وتفاقم معها الخمول المشبوه لبعض الوزارات المهمة كوزارة العدل ومن ورائها الوزير الاول، اوعز ذلك لأعداء الثورة ان يفهموا ان الأسياد الجدد مجرد رخويات فقاقيع صوتية لا خوف منهم، وكان ذلك إيذانا لهم ان أمضوا في ثورتكم المضادة من دون خوف، حتى تجرأ الرعاع واللصوص ان يشاركوا في اعمال الثورة المضادة من خلال التأجير الذي يتم لهم من طرف احزاب اليسار والتجمع
وصحّ في تهديدات الحكومة الرخوية لأعداء الثورة، قول جرير للفرزدق حينما توعد هذا الأخير احدهم بالموت، وكان الفرزدق جبانا:
زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أنْ سيَقتُلُ مَرْبَعاً
أبْشِرْ بطُولِ سَلامَة ٍ يا مَرْبَعُ
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: